خلق أجواء من البهجة

الجمهور.. النجم الأكبر

الجمهور.. النجم الأكبر
  • القراءات: 216
مبعوثة "المساء" إلى عنابة: دليلة مالك مبعوثة "المساء" إلى عنابة: دليلة مالك

تميز حفل افتتاح الدورة الرابعة من مهرجان عنابة للفيلم المتوسطي، مساء الأربعاء الأخير، بتدفق جماهيري قياسي نحو مسرح "عز الدين مجوبي الجهوي"، وخلق حالة من أجواء البهجة، بداية من ساحة "الثورة"، وهم يترقبون حضور الفنانين ضيوف التظاهرة السينمائية، للتحية، وأحيانا لأخذ صورة.

انبهر الناس من الأجواء التي زينتها الإضاءة والسجادة الحمراء، هذه المشاهد التي لم تتعبهم ووقفوا ساعات، ينتظرون بعين الترقب ممثلهم المفضل، من الجزائريين، حتى وإن كانت أسماء ليس لها تجارب في السينما، إذ تصاعدت الهتافات مع مرور المغنية والمؤثرة على "السوشيال ميديا"، نوميديا لزول، التي اتسعت شهرتها مؤخرا، بفضل دور البطولة الذي جسدته مؤخرا في مسلسل "دموع لولية".

وتفاعل الجمهور وحيا الممثلة الإسبانية إيتيزيار إيتونو الشهيرة بدورها المحققة "راكيل" في مسلسل "لاكازا دي بابل"، التي أدهشتهم بالزي التقليدي العاصمي، معبرين عن إعجابهم بإطلالتها، وهي تحمل الكوفية الفلسطينية، كما سلم الجمهور على الممثل السوري سامر المصري، والممثلة المصرية شيرين.

وقد مر على السجادة الحمراء، العديد من الفنانين الذين كانت لهم أدوار في مسلسلات رمضان 2024، وعدد من الممثلين من المسرح والسينما، على غرار نصر الدين جودي، محمد فريمهدي، عزيز بوكروني، ريم تاكوشت، عثمان بن داود، عبد القادر جريو، إيدير بن عيبوش، نضال الملوحي وغيرهم، والحقيقة أن السجادة الحمراء كانت منصة لإبراز الزي التقليدي الجزائري الأصيل، والجميل أنه حتى الرجال الممثلون ظهروا بلباس أصيل، كما الأمر عند النساء الممثلات.

وسجل الجمهور، الذي كان النجم الأكبر في السهرة، بحضوره اللافت، معاني كثيرة، أهمها تعطش أبناء المدينة إلى مثل هذه الأحداث الثقافية، وحاجة عنابة لمرافق أكبر تستوعب شغف الناس بالسينما. وحاول المنظمون أن يقدموا صورة لامعة للمدينة والمهرجان، باستعمال جماليات الإضاءة والموسيقى، غير أن الحضور الإعلامي بكاميرات وآلات التصوير، لم يكن منظما بالشكل الاحترافي اللائق.

وبدأت مراسم الافتتاح الرسمي في وقت متأخر، أشرفت عليه وزيرة الثقافة والفنون، صورية مولوجي، جاء في كلمتها الترحيبية، حديثها عن حضور التجارب السينمائية في مهرجان عنابة، ومن مختلف الدول المشاركة، إلى جانب الأسماء اللامعة في صناعة الفن السابع ومع الخبرات الكبيرة، والذي تراه مساهمة في تعميق حالة التثاقف وتجسير العلاقات والتبادلات الثقافية والفنية بين الفاعلين والمبدعين في الصناعة السينماتوغرافية.

أشادت الوزيرة بكل الأعمال التي تلتزم بالقضايا الإنسانية العادلة والمناصرة للشعوب، ضد كل أشكال التعسف والعدوان، اعتبارا بأن الفن التزام بقضايا الإنسان ونضال في سبيل الحرية والكرامة والسلام، وعلى ذلك، تم تسطير برنامج خاص في هذه الدورة بفلسطين، انتصارا لهذا الشعب المقاوم ضد العدوان الآثم. من جهته، قال والي عنابة عبد القادر جلاوي، إن عودة المهرجان تعد فرصة وشرفا كبيرا لولاية عنابة، مذكرا في كلمته، ضيوف المهرجان، بأمجاد السينما الجزائرية ومخرجيها الكبار، على غرار مصطفى بديع ومحمد لخضر حمينة وأحمد راشدي وغيرهم، مجددا التحية لفلسطين ولدولة إيطاليا ضيفة شرف الدورة الرابعة للمهرجان، وضرب مثالا بالفيلم العالمي "معركة الجزائر" الذي روى جانبا من تاريخ نضال الشعب الجزائري ضد الاستعمار الفرنسي، الذي أخرجه الإيطالي جيليو بونتيكورفو.

وتميز الافتتاح أيضا، بعرض كوريغرافي قصير، وقعه رياض بروال، ضمت لوحاتها الراقصة والغناء، معاني الترحيب والكرم الذي يتمتع به الجزائريون.

وكانت الفرصة للتعريف بأعضاء لجان التحكيم في الفئات الثلاث، الأفلام الطويلة، القصيرة والوثائقية، كما تم تكريم عدد من الأسماء السينمائية، على غرار المخرج والممثل الجزائري رشيد بن علال، والإسبانية ايتيزيار إيتونو، والمنتج الإيطالي دومينيكو بروكاتشي الذي كان غائبا لظروف خاصة، واستلمت التكريم نيابة عنه، مديرة المركز الثقافي الإيطالي بالجزائر العاصمة أنتونيا غراندي، التي أكدت على متانة روابط الصداقة بين الدولتين الجارتين الجزائر وإيطاليا. وانتهت التكريمات مع المخرج والمنتج الجزائري توفيق فارس، الذي كان هو الآخر غائبا لظرف المرض وكبر السن، واستلم المخرج بشير درايس جائزة "العناب الذهبي" التكريمية نيابة عنه.