بلديات العاصمة الساحلية تحشد وسائلها المادية والبشرية

إجراءات استباقية لإنجاح موسم اصطياف 2024

إجراءات استباقية لإنجاح موسم اصطياف 2024
  • القراءات: 414
نسيمة زيداني نسيمة زيداني

تواصل البلديات الساحلية بالعاصمة تحضيراتها من أجل استقبال موسم الاصطياف في أحسن الظروف؛ حيث اتخذت لجنة التحضيرات لسنة 2024 على مستوى ولاية الجزائر، جملة من الإجراءات لتدارك النقائص المسجلة خلال السنوات الفارطة، وتحسين مستوى استقبال المصطافين من خلال تهيئة الشواطئ، وتوفير وسائل الأمن، والنقل، والنظافة والإيواء. وشرعت المصالح المختصة في عملية تنظيف واسعة النطاق على مستوى الشواطئ المتواجدة بـ 17 بلدية ساحلية، بداية بتحليل المياه للتأكد من نظافتها، وعدم احتوائها على جراثيم مضرة بصحة المواطنين.

الأشغال تتواصل بالبلديات الساحلية

زائر الشواطئ الساحلية بالعاصمة على غرار شاطئ خلوفي والمركّب السياحي لزرالدة والشاطئ الأزرق والرمال الذهبية بنفس المنطقة، وشواطئ سيدي فرج والكثبان وجميلة بعين بنيان، والكتاني بباب الوادي، وشاطئ الباخرة المحطمة ببرج الكيفان، والقادوس بالرغاية، وتمنفوست ببرج البحري، يلاحظ أن الأشغال تسير بوتيرة كبيرة لاستقبال السياح في أحسن الظروف. وتجري أشغال تهيئة وتجهيز مواقف السيارات وتعميم الإنارة العمومية، وشبكات الصرف الصحي، وإيصال المياه الصالحة للشرب، بالإضافة إلى تدعيم هذه الشواطئ بحاويات لجمع وفرز النفايات.

دورة تكوينية لفائدة مسيّري الشواطئ

وكانت ولاية الجزائر نظمت خلال الأيام الأخيرة، دورة تكوينية لفائدة مسيّري الشواطئ؛ من أجل إطلاعهم على طرق حسن تسيير هذه الفضاءات، وتوفير كل الإمكانيات المادية والبشرية التي يحتاجها المصطاف. كما تم تكليف مؤسسة النقل وتسيير حظائر السيارات للولاية، بتسيير مواقف السيارات المحاذية للشواطئ، بأسعار في متناول العائلات لوضع حد للتسيير العشوائي من قبل متطفلين ودخلاء.

ومن أجل تسهيل عملية تنقّل ذوي الاحتياجات الخاصة إلى الشواطئ، تم، أيضا، تخصيص ممرات ابتداء من حظائر السيارات، وإلى غاية الدخول إلى الشواطئ لفائدة هذه الفئة. وفي ما يخص النشاط التجاري سيتم إعطاء صلاحيات تنظيمه على مستوى الشواطئ وفق دفتر شروط محكم، لمؤسسة تسيير فضاءات التسلية "أوبلا"، يتم من خلالها الترخيص لخدمات جيدة؛ كبيع المشروبات والمياه، وكذا المأكولات الخفيفة، وبعض الاحتياجات.

ولفك الاختناق عن الشواطئ تم تنويع العرض السياحي؛ من خلال تأهيل وفتح الكثير من مراكز التسلية وفضاءات الاستجمام؛ على غرار منتزه "الصابلات"، وحديقة التجارب بالحامة، ورياض الفتح، والغابات والمساحات الخضراء، وتأهيل وفتح مسابح في عدة بلديات، إلى جانب تسطير برنامج ثقافي وترفيهي وسياحي ثري على مستوى الولاية.

تعليمات صارمة من ولاية الجزائر

كشف بيان لولاية الجزائر تلقت "المساء" نسخة منه، عن وضع مخطط خاص بموسم الاصطياف. وتضمّن عدة برامج وأنظمة وتجهيزات، أبرزها وضع نظام دائم لمراقبة المصبات المائية، وتجديد تجهيزات الشواطئ، وتنشيط الشواطئ والفضاءات الواقعة خارجها، وتحضير مراكز الاصطياف للقادمين من الولايات الجنوبية والداخلية، وتحضير وتهيئة الحظيرة الفندقية بالعاصمة، والرفع من قدرة الإيواء الفندقي، وتزيين وتهيئة المحيط بالشوارع والفضاءات العامة بالعاصمة، وتدعيم مخطط رفع النفايات، ووضع مخطط أمني يوفر البيئة الملائمة للمصطافين.

كما ستعمل اللجنة على وضع تدابير هادفة تساير موسم الاصطياف، وتضمن السير الحسن له؛ على غرار العمليات التحسيسية للحد من الغرق، ومنع السباحة في الشواطئ غير الآمنة، وكذا عمليات تنظيف على مستوى الشواطئ والفضاءات المحاذية لها.

كما أسدى والي العاصمة عبد النور رابحي، تعليمات صارمة بالانطلاق الفوري في التحضيرات لموسم الاصطياف، وضرورة فتح أكبر عدد ممكن من الشواطئ التي بلغ عددها 70 شاطئا، والعمل على المحافظة على الشواطئ التي تم فتحها الموسم الماضي، والتي قُدر عددها بـ56 شاطئا، مع اتخاذ الإجراءات والتدابير اللازمة لفتح أكبر عدد ممكن من الشواطئ.

أولوية التهيئة الشاملة للشواطئ وملف النظافة

تواصل اللجان الولائية التي تم تنصيبها عبر كافة الولايات الساحلية من أجل التحضير للموسم، خرجاتها الميدانية للوقوف على مدى جاهزية الشواطئ، حسبما لاحظت "المساء" بشواطئ عين طاية، من حيث التهيئة والتجهيز لاستقبال المصطافين في ظروف جيدة، بينما تم تخصيص أغلفة مالية معتبرة؛ من أجل التكفل بتهيئة الشواطئ التي ستُفتتح للمصطافين. فقد أمر الولاة عبر كافة الولايات الساحلية، مصالحهم، بالتشديد على نظافة المحيط والشواطئ، وتعزيز الإنارة العمومية، وتهيئة مراكز الحراسة والمقرات التابعة لمصالح الحماية المدنية والأمن، مع ضمان تزويد كافة المرافق بالكهرباء والماء، ومعالجة كل النقاط السوداء المتعلقة بمصبات مياه الصرف الصحي المنبعثة من بعض الفنادق باتجاه الشواطئ.

كما تم التأكيد خلال كل الاجتماعات التي نُظمت الفترة الأخيرة بولاية الجزائر، على تنصيب مراكز الإسعاف التابعة للحماية المدنية على مستوى الشواطئ المسموحة والمحروسة، ووضع لوحات إشهارية لتعريف المصطافين بالشواطئ المسموحة والممنوعة.

عقود امتياز للمهنيّين للقضاء على "مافيا" الشواطئ

وفي إطار تحسين نوعية الخدمات والاستقبال على مستوى الشواطئ، قررت الحكومة ممثلة في وزارتي السياحة والصناعة التقليدية والداخلية والجماعات المحلية، هذه السنة، منح هذه الأولوية في استغلال الشواطئ والظفر بعقود الامتياز، للمهنيين الناشطين في السياحة؛ على غرار أصحاب الوكالات السياحية والفنادق، والمستثمرين في القطاع، مع فرض شروط صارمة لمنع تكرار سيناريو تجاوزات "مافيا" المواقف العشوائية للسيارات، وأصحاب المظلّات، الذين تَسببوا في زرع الفوضى بالشواطئ خلال السنوات الماضية.

وتم حصر شروط المشاركة في هذه المزايدات، في امتلاك الوسائل المادية والبشرية الضرورية؛ حيث تُعطى الأولوية للمتعاملين السياحيين، وامتلاك ضمان بنكي وسجل تجاري، مع إثبات رأس المال الكافي، والكفاءة المهنية لضمان التسيير الاحترافي للفضاءات الشاطئية، وتقديم خدمات ذات جودة للمصطافين، ومستخرج من سجل الضرائب، وشهادة السوابق العدلية.

وقد أعطت ولاية الجزائر تعليمات صارمة بأن تكون عملية منح عقود الامتياز لاستغلال الشواطئ بالدرجة الأولى، لمهنيّي القطاع، وهم أصحاب الوكالات السياحية والفنادق؛ لضمان عدم تسجيل تجاوزات خلال موسم الاصطياف، مثلما حدث في السنوات الماضية، ولضمان تقديم أحسن الخدمات للمصطافين.