مدير حماية الحيوانات والغابات بالمديرية العامة للغابات لـ"المساء":

مقاربة جديدة للوقاية من حرائق الغابات الصائفة القادمة

مقاربة جديدة للوقاية من حرائق الغابات الصائفة القادمة
سعيد سي علي، مدير حماية الحيوانات والغابات، بالمديرية العامة للغابات
  • القراءات: 721
حاوره: زين الدين زديغة حاوره: زين الدين زديغة

❊ إمكانيات ضخمة وإجراءات وقائية وتنظيمية وعملياتية

 إقحام طائرات الإطفاء الكبيرة و"الدرون" للكشف والرصد وإرسال الإنذار

 فتح المسالك وحفر خنادق مضادة للنيران وبناء وترميم نقاط الماء وأبراج المراقبة

 تسخير 544 فرقة متنقلة و40 رتلا متحركا و417 برج مراقبة و3571 نقطة ماء

 تجنيد 3177 عامل موسمي واقتناء أكثر من 90 سيارة صهريج جديدة

 مروحيات الجيش وطائرات الحماية المدنية لمجابهة حرائق الغابات

وضعت السلطات العمومية، مقاربة من ثلاثة عناصر، لإنجاح حملة الوقاية من حرائق الغابات ومكافحتها لسنة 2024، وتسخير الإمكانيات للازمة بما فيها وسائل التدخل الثقيلة، لتفادي سيناريوهات السنوات السابقة، بإشراك مختلف الفاعلين من قطاعات وشركات إلى جانب المجتمع المدني، حسبما كشف عنه سعيد سي علي، مدير حماية الحيوانات والغابات، بالمديرية العامة للغابات.

أوضح سي علي، في حوار مع "المساء"، أن المقاربة التي وضعتها السلطات العمومية، للوقاية ومكافحة حرائق الغابات لسنة 2024، تتضمن إجراءات وقائية وتنظيمية وعملياتية، إلى جانب إقحام طائرات الإطفاء الكبيرة، واستعمال التكنولوجيا الحديثة في عمليات الكشف والرصد لتوفير المعلومة في حينها، عبر طائرات "الدرون"، ومرافقة وكالة الفضاء الجزائرية، والديوان الوطني للأرصاد الجوية فيما يتعلق بالتنبؤ.

بدورها، استبقت المديرية العامة للغابات، موسم الصيف القادم، بإجراءات للمساعدة في مكافحة حرائق الغابات التي عرفتها العديد من ولايات الوطن، خلال العام الماضي، عبر إجراءات مساعدة في الوقاية من هذه الظاهرة التي تعرفها العديد من الدول المطلة على البحر الأبيض المتوسط، مثلما أشار إليه ذات المسؤول.

المساء: ماهي الاستراتيجية المتخذة لمكافحة حرائق الغابات في 2024؟

* الجزائر كمعظم الدول المطلة على البحر الأبيض المتوسط تتعرض سنويا إلى حرائق غابات، وخلال الأربع سنوات الماضية، زيادة عن تضرر المساحات الغابية، تعرضت حياة المواطنين وممتلكاتهم للخطر، مما أدى بالسلطات العليا لاتخاذ إجراءات استباقية، وإيجاد نظرة جديدة في عمليات الحفاظ على الثروة الغابية ومحاولة مسايرة هذه الآفة العالمية، والتي ازدادت شدتها خلال 10 سنوات الأخيرة، نظرا للتغيرات المناخية، ومن بينها ارتفاع درجات الحرارة وهبوب الرياح والجفاف، وهي عناصر مساعدة لانتشار حرائق الغابات.

* يفهم من كلامكم أن هناك إجراءات استباقية تحضيرا لحملة 2024 

* نعم صحيح، حيث تم تنصيب اللجنة الوطنية لحماية الغابات في شهر فيفري، حيث أشرف على العملية وزيرا الداخلية والجماعات المحلية والفلاحة والتنمية الريفية، بحضور الأمناء العامين للوزارات المعنية، وتتكون اللجنة من 13 وزارة معنية بحماية ومكافحة حرائق الغابات، كما تم الانطلاق في العمل التحسيسي في شهر جانفي بالمؤسسات التربوية والمساجد من خلال دروس توعوية، وكذا التدخل مباشرة عن طريق توزيع وغرس الأشجار في المدن للتحسيس، ومساعدة السكان القاطنين في الغابة أو بجانبها، حيث يستفيدون من برامج الدولة في هذا الإطار، ويسمح لهم باستعمال الفضاء الغابي بدرجة لا تؤثر على هذا الأخير، إلى جانب أعمال وقائية تقوم بها المديرية العامة للغابات، وأخرى تقوم بها المؤسسات التي تستعمل الفضاءات الغابية أيضا.

* ما هي أهم الإجراءات التي اتخذتها المديرية العامة للغابات؟

* تقوم المديرية العامة للغابات، بفتح وتهيئة المسالك الغابية، وحفر الخنادق المضادة للنيران، وكذا بناء وترميم نقاط الماء وأبراج المراقبة، وأشير هنا إلى أن العمل متواصل في هذا الصدد، وسنستلم المنشآت الجديدة قبل افتتاح حملة مكافحة الحرائق لسنة 2024، لتدعيم ما هو موجود.

* وماذا عن أهم الأعمال التي يقوم بها الشركاء؟

* تقوم الهيئات التي تستعمل الفضاءات الغابية بأعمال محددة، حيث يتوجب مثلا على مصالح شركة "سونلغاز" حفر خندق صغير لا يتجاوز عرضه 15 مترا تحت خطوط الضغط العالي، بينما تقوم مصالح الأشغال العمومية بتنظيف حواف الطرق على 5 أمتار عبر نزع الحشائش التي قد تؤدي إلى اندلاع النيران، فيما يتعين على شركة النقل بالسكك الحديدية "SNTF"، أيضا تنظيف حواف السكك التي قد تكون سببا في اندلاع النيران، كما تقوم شركات الاتصالات التي لديها هياكل بنزع الأعشاب وكل شيء قد يؤدي إلى اندلاع النيران بمحيط 5 إلى 10 أمتار حسب الموقع، ونفس الأمر بالنسبة للفلاحين الذين يمتلكون مزارع أو حقولا بجانب الغابات، حيث يقومون بدورهم بحفر خنادق بعرض 5 أمتار، علما أن المديرية العامة للغابات تقوم أيضا بمرافقة السكان المقيمين بمحاذاة أو بداخل الغابات.

*كيف تم إعداد المخطط الوطني العملياتي للوقاية ومكافحة حرائق الغابات لسنة 2024؟

* المخطط الوطني العملياتي للوقاية ومكافحة حرائق الغابات، هو نتيجة مخططات موجودة على المستوى المحلي، حيث لدينا 40 لجنة عملياتية ولائية، و471 لجنة عملياتية للدوائر، و1362 لجنة عملياتية للبلديات، بالإضافة إلى 2596 لجنة للسكان المجاورين للغابة، علما أن هناك 40 ولاية معنية بحرائق الغابات، باستثناء بعض ولايات الجنوب والهضاب العليا.

* ماهي الإمكانيات التي تم تسخيرها لإنجاح حملة مكافحة الحرائق لهذا العام؟

* سخرنا لحملة الوقاية ومكافحة حرائق الغابات لهذه السنة 544 فرقة متنقلة، 417 برج مراقبة و40 رتلا متحركا، كل رتل مشكل من 8 سيارات، إضافة الى 3571 نقطة ماء و3177 عامل موسمي، مع استعمال، عند الضرورة، عمال شركة الهندسة الريفية التي تقوم بأعمال داخل الغابة، كما سيتم خلال هذه السنة اقتناء أكثر من 90 سيارة صهريج جديدة، وأشير إلى أن هذه الوسائل تستعمل في التدخل الأولي من طرف المديرية العامة للغابات، علما أن السلطات العمومية وفرت حوالي 10 مهابط للطائرات قريبة من أماكن تواجد المياه، على غرار عين الدفلى والبويرة وتيزي وزو.

* وماذا عن وسائل التدخل الثقيلة؟

* من المنتظر أن تستلم الجزائر 3 طائرات كبيرة لإطفاء الحرائق، مثلما صرح به وزير الداخلية والجماعات المحلية، للتدخل الجوي في الأماكن ذات التضاريس الوعرة، التي تستلزم استعمال الوسائل الثقيلة، لدعم الوسائل المتاحة، زيادة عن استعمال طائرات الحماية المدنية ومروحيات للجيش الوطني الشعبي، وإذا استلزم الأمر تأجير طائرات أخرى، وأشير في هذه النقطة إلى أن الدولة أولت أهمية كبيرة لهذه العملية، حيث تم عقد اجتماع وزاري مشترك تحت رئاسة الوزير الأول، أواخر شهر مارس الماضي، أين تم التطرق للوسائل المستعملة لحملة 2024 والتأكيد على ضرورة قيام كل متدخل بما يخصه لإنجاح هذه الحملة. 

* بشكل استثنائي هذه السنة سيتم إقحام التكنولوجيات الحديثة في مكافحة الحرائق ؟

*  نعم في إطار استعمال التكنولوجيات الجديدة والأجهزة التي تسهل عمليات التدخل الأولي، ستقوم المديرية العامة للغابات باقتناء طائرات "درون" للاستكشاف الأولي وإرسال الإنذار للتدخل، توزع على الولايات الأكثر عرضة للحرائق على غرار جيجل، تيزي وزو، بجاية، القالة وتيبازة، وبدرجة أقل البويرة وبومرداس، مع إمكانية تعميم استعمال هذه الوسائل على الولايات الأخرى، وفي هذا السياق، أشير إلى عملنا مع وكالة الفضاء الجزائرية، والديوان الوطني للأرصاد الجوية، لمرافقة حملة مكافحة الحرائق، قصد تقديم التنبؤات بخصوص حالة الطقس التي تمكننا من توجيه الفرق والإمكانيات نحو الأماكن التي تشهد ارتفاعا في درجة الحرارة مما قد يؤدي إلى اندلاع النيران.

* كيف يتم التنسيق مع مفارز الجيش التي تلعب دورا هاما في مكافحة الحرائق؟

* الجيش الوطني الشعبي يلعب دورا هاما في مكافحة حرائق الغابات، حيث يتدخل برا لإنقاذ حياة المواطنين وإسعاف المتضررين، وكذلك جوا من خلال المروحيات.

* كيف يتم إصلاح المساحات الغابية المتضررة من الحرائق؟

* هناك برامج تقوم بها المديرية العامة للغابات بالتنسيق مع شركة الهندسة الريفية، لإصلاح المساحات الغابية المتضررة من الحرائق، من خلال إعادة غرس الأشجار، علما أن هذه الأخيرة لا تُصلح في نفس السنة التي تضررت فيها.