برامج تلفزيونية موجهة للجمهور الجزائري المغترب

حنين لرمضان "البلاد" يدفع لمتابعة البرامج

حنين لرمضان "البلاد" يدفع لمتابعة البرامج
  • القراءات: 536
مريم. ن مريم. ن

يزداد حنين المغتربين كلما أتى الشهر الفضيل، حيث تنبعث من بعيد رائحة البلاد بكل ما فيها من ذكريات ولمات عائلية وسهرات الساحات والفضاءات وصلاة التراويح وطواجن الأمهات وسمر الليالي بأزقة الأحياء وغيرها، لكن ذلك أصبح مسموحا في الكثير من جوانبه من خلال الشبكة البرامجية الرمضانية التي يتيحها التلفزيون لجمهوره المغترب.

من القنوات الجزائرية التي دأبت على توفير هذه البرامج هناك قناة "كنال ألجيري"، حيث تقدم مادة دسمة تستجيب لأذواق المغتربين في هذا الشهر الفضيل.

كيّفت أغلب البرامج مضامينها كي تتماشى مع رمضان، لتقدم في شتى المواضيع منها مثلا برنامج "وليمات الجزائر" مع ليندة تمدراري ومن إخراج ياسمينة وعدية، حيث يوجد فيها كل ما لذ وطاب من الثقافة والتراث الجزائري، وتشهد متابعة مهمة من جمهور المغتربين. وقد حرصت الحصة على أن يكون ديكورها تقليديا بامتياز تستقبل فيه ضيوفها في شتى مجالات الفنون والحرف والصناعات التقليدية مع بعض الموسيقى والغناء وكذلك حكايات زمان، والطواجن المرتبطة بحكايات من التاريخ تعطي عبقا مميزا لا يجده المغتربون على الأرض التي يعيشون فيها.

كما تشد حصة "القعدة" التي عرفت بها هذه القناة المغتربين بعضهم يتصل على المباشر متأثرا بما يقدم، وهكذا يزداد الإقبال على برامج القناة في هذا الشهر.

كما كيّف البرنامج الصباحي "صباح الخير يا جزائر" فقراته مع رمضان بالطبخ والتراث وغيرها من النسمات الجزائرية التي تعبر البحر لتصل لمغتربينا، برنامج آخر يبدو ضخما من حيث تقنياته يسمى "في ضيافة الباهية" من تقديم إيمان ينطلق من عاصمة الغرب الجزائري وهران بكل ما تمثله من تاريخ وفن وحضارة وخصوصية، ليدخل إلى عدة مناطق من المدينة وما جاورها سواء في أحيائها التاريخية ومعالمها أو من خلال فضاءاتها العصرية وما يرافق ذلك من صور خلابة وفنون وتراث مادي وغير مادي يعرف المغتربين خاصة الشباب منهم ببلادهم القارة.

بجانبه يلتقي "فطور الشاف" بالجمهور من خلال الأطباق خاصة الجزائرية التقليدية والرائجة في رمضان والمتنوعة بتنوع المناطق منها المناطق التاريخية، كقصبة دلس مثلا مع استعمال التوابل والأواني التقليدية.

برنامج "تيفي راما" لبس حلته الرمضانية مع وسيلة باطيش التي يرافقها الفنان كمال بوعكاز في مواضيع منوعة غالبا ما تثار في الشهر الكريم، وكذا لاستقبال اتصالات المغتربين منهم إطارات تظهر بالصوت والصورة كما كان الحال مع السيد أمين ضيف من موريال الذي تحدث عن مشروعه الرائد "مشروع دي زاد".

كما عمد التلفزيون الجزائري إلى نقل صلاة الجمعة مباشرة من مسجد باريس كتواصل مع الجالية الجزائرية والمسلمة عموما خاصة في هذا الشهر الكريم.

من البرامج أيضا تظهر الحكواتية سهام كنوش في قعدات "الحكاية" مع الأطفال لتختار الكثير من حكايات الجدات الشعبية والتي يستمع لها أبناء الجالية بالفرنسية لتترسخ عندهم هذه الذاكرة، زيادة على برنامج آخر لها يقف عند العادات والتقاليد والتاريخ مع بعض ضيوفها القارين الذين يستحضرون التراث الشعبي الزاخر من الشمال وحتى الجنوب.

برنامج "لايف" المخصص للتراث والسياحة الثري بالزيارات لمختلف الولايات، وقد أبدعت مريم أوسعيد في هذه الجولات التي تجعل الجزائريين يشتاقون أكثر لوطنهم لزيارته كقبلة سياحية عند أول فرصة.

حصص أخرى كثيرة منها تاريخ الأماكن التي ترصد التحف المعمارية والمعالم في الجزائر، وكذا حصة السينما لأمير نباش التي أخذ فيها التاريخ مكانة مهمة في شهر مارس الزاخر بالأحداث التاريخية الوطنية التي تزامنت هذه السنة ورمضان، بالمقابل حرص التلفزيون على نقل بعض يوميات الجزائريين الرمضانية عبر العالم من خلال موائد الإفطار والعمل التضامني التطوعي وصلاة التراويح وغيرها من أمريكا وأوروبا وآسيا.

للإشارة فإن "كنال ألجيري" قناة فضائية منوعة ناطقة باللغة الفرنسية موجهة للجالية الجزائرية في أوروبا، انطلق البث الرسمي لها في سنة 1994، وتعتبر القناة رابطا ثقافيا مع الجالية الجزائرية بالخارج، وتحديدا في أوروبا، وهي تسعى أيضا إلى جذب الجمهور الأجنبي المعني بتطور الوضع في الجزائر خاصة في المجالين السياسي والاقتصادي.

القناة العمومية الثالثة موجهة إلى كافة الوطن العربي، وهي تهدف لربط كل الجالية الجزائرية بالخارج وخاصة في البلدان العربية بموطنهم الأصلي.

قناة الأمازيغية مطلوبة أيضا من خلال المسلسلات والسهرات الفنية، وكذلك قناة القرآن الكريم التي يطلبها المغتربون خاصة في الفتوى ومتابعة الدروس الدينية ومواقيت الإفطار والإمساك وغيرها.

إذا كانت "كنال ألجيري" أخذت حصة الأسد في هذا المنحى واعتمادها لرمز مدفع الإفطار الذي يعكس الخصوصية والهوية، فإن قنوات أخرى اعتنت بدورها بالمغتربين، فبعض القنوات الخاصة نقلت يومياتهم ولبت طلباتهم من برامج فنية ودينية وغيرها، كما حرصت قناة "الذاكرة" على استغلال الأرشيف لإمتاع هذا الجمهور ليتذكر رمضان البلاد ورمضان زمان، إذ لا تحلو اللمات دون السكاتشات التي بقيت حية لا يملها الجزائريون.