"مجلة الذاكرة" تعيد للمشاهد ذكرياته

تكريمات وروائع من رمضانيات زمان

تكريمات وروائع من رمضانيات زمان
  • القراءات: 457
مريم. ن مريم. ن

تعيد حصة "مجلة الذاكرة" على القناة التلفزيونية الثامنة (الذاكرة) للمشاهد الجزائري صورا من الأرشيف التلفزيوني، الذي كان يرافق الجزائريين خاصة في الشهر الفضيل، كما خصصت لموسم 2024 وقفات تكريمية لعمالقة الفن الجزائري مع بث لقاءات سجلت معهم، ولم يعد بثها منذ الثمانينيات.

لهذه الحصة جمهورها الوفي والمتابع الذي ينتظرها كل أسبوع ليستمتع بروائع الفن الجزائري في شتى الفنون، إضافة إلى الأعمال الصحفية من ربورتاجات وتحقيقات ومقابلات وغيرها الكثير، والتي لا يجدها الجزائري في مكان آخر.

المجلة من إعداد وتقديم فريال حميسي (ترافقها رميسة معزوزي) وبإشراف طاهر منجور، تعتمد على الأبيض والأسود وتبث أفلاما تسجيلية وسهرات فنية وسكاتشات وغيرها منذ بدايات القرن الـ20 بعضها يكاد يعرض لأول مرة على الشاشة.

المجلة تبث طيلة أشهر السنة لكنها تقدم أعدادا خاصة برمضان 2024 يبدو فيها البحث والتنقيب في أرشيف التلفزيون العمومي الزاخر بالذاكرة، وفي طلتها أشارت المنشطة فريال إلى أن المجلة ترافق في أعدادها السهرات الرمضانية بأعمال وذكريات جزائرية.

خصصت المجلة وقفة تكريم مطولة للفنان الراحل رويشد تحت عنوان "أسطورة التراجيديا وملك الكوميديا"، حيث بثت لقطات من أشهر أفلامه السينمائية بعد الاستقلال، وكذا بعض أعماله من سكاتشات ومسرحيات قبل هذه الفترة، وكذا تقديم مختارات من حوار مطول أجراه معه التلفزيون في الثمانينيات، يحكي فيه عن حياته الأسرية والفنية وعن ولعه برشيد القسنطيني منذ طفولته إلى أن عمل معه في "النعسان" وكذلك مع فيرنوندال، واستمتع الجمهور أيضا بكواليس رويشد أثناء تصوير أفلامه منها "حسن نية" وكيف كان يجتهد مع المخرج والطاقم الفني لتقديم الأحسن في جو يسوده النقاش وتبادل الآراء.

كما يبدو في لقطة أخرى منسجما مع الأطفال قبل التصوير وهو يحكي لهم ظروف الطفولة أثناء الاستعمار ويسألهم عن اهتماماتهم الفنية.

تكريم آخر خص به العدد الراحلة نورية بعرض مشاهد من رائعة "مغامرات لالة حنيفة في رمضان" هذه الشخصية المشاكسة والمتذمرة دوما التي تختلق المشاكل لأتفه سبب.

تذكرت المجلة أيضا ثلاثي "بلا حدود" الذي رافق السهرات الرمضانيات الجزائرية منذ سنة 1986 والتي أنتجتها محطة وهران الجهوية، وفي هذا العدد بثت حلقة الجزار (حزيم) من انتاج سنة 1995 ومن إخراج عبد الناصر لبيض.

صور رائعة من الأرشيف ترى لأول مرة، خاصة من أجيال الشباب تخص الفن القبائلي، وقدمت كهينة ميدوني بالمناسبة ورقة عن الفن الغنائي النسوي أو ما عرف بـ"أورار الخالات" مع فرق غنائية في حفلات سجلت بعضها سنة 1940، وهذا الفن الذي تؤديه النسوة القبائليات في الأعراس والحقول والجلسات الحميمية، ما هو إلا أشعار مرفوقة بالبندير، وأول فرقة كانت مع الفنانات فروجة إاعراب المولودة سنة 1906 ببجاية وحورية (1901) ولاّ زينة (مهداوي وردية مولودة في 1926) ببني ورتيلان تم تأطيرهن من طرف تسعديت أو مدام لافارج الفرنسية المولعة بهذا الفن ومن ثم دخولهن للاذاعة، وجاء في التقرير أن أغلب الفنانات عانين الفقر وويلات المستعمر وظهرت في عائلات بعضهن فيما بعد مناضلات وشهيدات ضحين من أجل الوطن، وهكذا ظهرت أجيال أخرى من هذه الفرق النسوية وصولا للفنانة السيدة شريفة المتوفية سنة 2014، علما أنها انضمت بدورها إلى تلك الفرق التي أشرف عليها فيما بعد الشيخ نور الدين بالإذاعة الوطنية القناة الثانية، وقد وصل أعضاء الفرقة الواحدة إلى 15 عضوة كانت منهن في الجيل الثاني السيدة جميلة وعلجية وجيدة وحنيفة وخوخة وتسعديت وغيرهن.

في وقفة تكريمية أخرى ظهر الراحل محيي الدين باشطرزي الذي يعرف عن جيل اليوم من الشباب بعمي "أرزقي" في رائعة حسان طيرو للخضر حمينة، وأصبح جزءا من الذاكرة الشعبية، وعرض التقرير لقطات من صوت آذانه بالجامع الكبير بساحة الشهداء ثم انضمامه لفرقة المطربية في سن الـ21 سنة، وتسجيله لأول اسطوانة سنة 1919 حيث أدى جميع المقامات، ثم عرض مختارات من تمثيلياته وأغانيه منها مسرحيته "في سبيل الوطن" التي قدمها سنة 1922، كما تم عرض حوار مطول معه عرض في الثمانينيات مع السيدة ليلى كان بمثابة خزان ذكرياته.

اختتمت الحصة بتكريم آخر لعميد الأغنية الصحراوية خليفي أحمد مطعمة كالعادة بالأرشيف الحي، ثم الاختتام بالكاميرا الخفية المنقولة من واقع يوميات الجزائريين في عيادة طبية، ليكون مسك الختام قعدة مسامع مع الراحلة فتيحة نسرين في ديكور تقليدي.

للإشارة، قدمت أعداد سابقة صورا أرشيفية في شتى المجالات من فن وسياسة ورياضة وغيرها، ومن ضمن ما قدم خطبة المرحوم بلقاسم نايت بلقاسم في أحد المساجد سنة 1970، وشريط عن أحوال الأسواق في رمضان والمدائح في المساجد والتراويح وحياة الجزائريين في هذا الشهر الفضيل سنة 1966، وروبرتاجات عن صيام الصغار من ذلك منطقة ميزاب سنة 1968، ثم أول كاميرا خفية مع الحاج رحيم سنة 1969 التي تعالج ظواهر اجتماعية في قالب فكاهي، ثم سكاتشات مع محمد ونيش وفريدة صابونجي، وحفلات أندلسية مع خزناجي والحاج منور ثم مع اعمر مكرازة في المدائح وكلها أصوات رائدة في الفن الجزائري وغيرها الكثير.