سلسلة "دار لفشوش2" لجعفر قاسم

عودة فكاهية مع شخصيات جديدة ومغامرات مثيرة

عودة فكاهية مع شخصيات جديدة ومغامرات مثيرة
  • القراءات: 666
دليلة مالك دليلة مالك

قدّم المخرج المتميّز جعفر قاسم الموسم الثاني للسلسلة الكوميدية "دار لفشوش"، بُث في رمضان الحالي، على قناة "سميرة تي في"، وهو عمل منسوج بفكاهة هادئة، أبطالها هم عائلة فشوش الذين يريدون الاحتفاظ بالميراث لوحدهم، وفي ذلك تظهر العديد من المغامرات والقصص المثيرة، يتناول المخرج خلالها الكثير من المواضيع.

جينيريك مختلف

جرت العادة أن يكون جينيريك أيّ مسلسل أو فيلم تقديم أسماء الممثلين ثم يليه أسماء التقنيين، لكن المخرج جعفر قاسم في سلسلة "دار لفشوش"، قدّم الاثنين معا، كمبادرة لتحية الفريق التقني الذي يستحق أن يكون في بداية الجنيريك مثله مثل فريق الممثلين، فهم أيضا أبطال العمل ضمنوا باحترافية صورة جميلة وصوتا صافيا، فضلا عن المؤثّرات والديكورات.

جعفر قاسم بطل تعدّد الأجزاء والمواسم

في الوقت الذي يرفض فيه بعض المخرجين وكتّاب السيناريو، بعد نجاح عملهم الأوّل، كتابة أو اخراج العمل نفسه في أجزاء أو مواسم ثانية وثالثة، يتجلى المخرج جعفر قاسم كمخرج بطل لهذه الفكرة، فمنذ أن اشتهر بسلسلة "ناس ملاح سيتي"، مرورا بـ"جمعي فاميلي" ووصولا إلى "عاشور العاشر"، لم يجد حرجا دراميا لتكون هذه الأعمال بأجزاء متعدّدة.

ولعلّ الشخصيات التي بنى عليها أعماله، رأى المخرج أنّها تستحق حياة أكبر، بأبعاد مختلفة، خاصة وأنّها لاقت استحسان الجمهور، وقبولا، بل وأحبوا مثلا شخصية عاشور العاشر، ولحدّ الآن لا يزال الممثل صالح أوقروت، الذي أدى هذا الدور، محبوب الجزائريين، دون منازع بفضل أدائه البارع.

لكن هذه المرة في "دار لفشوش" الموسم الثاني، قام جعفر قاسم بإضافة شخصية أخرى، وأعطى مساحات أكبر لبعض الممثلين، كما استضاف بعضا نقلوا هذا العمل إلى مستوى آخر من الفكاهة، هذا المستوى يشبه أسلوب المخرج وبصمته واضحة ولافتة.

ماذا عن "دار لفشوش 2"؟

في الجزء الأوّل من السلسلة، تناول قصة "لحلو" (مروان قروابي) الذي يكتشف أن له عما غنيا وهو "محي الدين فشوش" (عثمان بن داود)، وصية والد محي الدين أن يأخذ بيد "لحلو" ويدخله إلى بيته، وتصبح لديه العائلة التي طالما حلم بأن تكون له، وإن رفض "محي الدين"، ينال "لحلو" قسطه من الميراث، وهو قسط ليس بالهين، لذلك يسعى "محي الدين" رفقة زوجته "لالة زهور" (سامية مزيان) لأن يبقياه في بيت العائلة الكبير، رغم الفوارق الاجتماعية، التي ظهرت في نشأة "لحلو" في وسط شعبي.

أما في الجزء الثاني من العمل، تظهر مينة لشطر في دور "دوجة"، كبطلة جديدة لهذه السلسلة، وتؤدي أيضا دور "دليلة" زوجة محامي عائلة فشوش "مبروك" (أمين ميسوم)، التي تقتحم بيت العائلة على أساس أنّها الزوجة الثانية للسيد "عبد الله" المتوفي، ومن حقها أن ترث 33 بالمائة من التركة، فيقوم هذا الثنائي بحيل عديدة لانتزاع هذا الميراث من "محي الدين فشوش" (عثمان بن داود).

واتّسعت مساحة الممثلة رميساء غزالي التي أدّت دور "زينب"، البنت الصغرى للعائلة، لتشكّل محركّا مفصليا للحبكة الدرامية، فبفضلها تكتشف حيلة "مبروك" وتجد السيدة "دوجة" الحقيقية. بينما تراجعت مساحة الممثل مروان قروابي، الذي كان بطل الموسم الأوّل في دور "لحلو"، بعدما خرج من بيت العائلة، ليستقر في عمله في مقهى شعبي، ودوره كان بمثابة الملجأ لكلّ مشاكل عائلة فشوش، والمنقذ في كلّ مرة.

كما أضاف المخرج، وهو كاتب السيناريو أيضا، شخصية "جمال" (أدى الدور إسلام بوختاش)، زوج "فضيلة" (نسرين عمروش) ابنة "محي الدين فشوش"،  الذي يحاول أن ينال بعض التمويل من أجل أن يشارك في أعمال تلفزيونية ولو في أدوار بسيطة.

وعالج العمل نكسة الفنان التشكيلي، من خلال شخصية "نرجس" (أسماء محجان)، وهي البنت الوسطى لعائلة فشوش، تملك موهبة الرسم، غير أنّها لا تستطيع أن تبيع لوحاتها.

عناية بالديكور واللباس

واتكأت السلسلة على عوامل كثيرة لتقديم قصة "دار لفشوش" في أبهى صورة، فالمخرج لم يفوت أيّ جزئية، لرسم صورة نموذجية لعائلة غنية، متمسّكة بأصولها.

وركّز المخرج جعفر قاسم على تقديم شخصيات عمله في ديكور راق، باللوحات الفنية مثلا، كما لم يغفل عن هندام الممثلين، فخدم المطبخ لهم لباسهم الخاص، وكذلك خدم النظافة، والمسؤول عن الحديقة له لباسه الخاص، والأكثر من ذلك ظهرت جودة في لباس عائلة فشوش، والتي عادت للتراث الجزائري الأصيل، وأظهر المخرج اللباس التقليدي في أبهى حلة.

الهادي تير ملحُ السلسلة

شكّل الممثل الهادي تير حضورا مميّزا من خلال أدائه لشخصية "لمنور" مسؤول حديقة بيت عائلة فشوش، وقدّم بكاريزما عالية دورا أحبه المشاهد الجزائري، وأحبّ جمله العجيبة غير المنتظرة في كلّ حوار يؤديه.

تعكس هذه الشخصية، الطرف المتمرّد، المعارض لربّ العمل، لكن على مضض، يقول ما يريد، يتذمّر من الطلبات والأوامر، لكنه في الأخير ينجزها، وقد رسم صورة مدهشة من الفكاهة، في ثنائيته مع زوجته "سكينة" (نوارة براح)، من خلال يوميات مليئة بالطرافة، ويمكن لهذا الثنائي أن يشكّل عملا منفردا بحدّ ذاته، بنفس خصوصية كلّ شخصية.