رئيس منتدى جسور السلام الدولي لـ"المساء":

دور محوري للدبلوماسية الدينية الجزائرية في المتوسط والساحل

دور محوري للدبلوماسية الدينية الجزائرية في المتوسط والساحل
رئيس منتدى جسور السلام الدولي، يوسف مشرية
  • القراءات: 396
  مليكة. خ مليكة. خ

جامع الجزائر قبلة الباحثين من العالم الإسلامي

❊ الجزائر تنفق أكثر من مليوني دولار سنويا على مسجد باريس

❊ الأئمة الجزائريون يؤطرون 200 مسجد في فرنسا

❊ ضرورة بعث الزوايا للحفاظ على أمن واستقرار المنطقة

أكد رئيس منتدى جسور السلام الدولي، يوسف مشرية أن الدبلوماسية الدينية في الجزائر سيكون لها أثر كبير في بناء العقل الإنساني في المنطقة العربية والافريقية والمتوسطية، خاصة مع افتتاح جامع الجزائر، الذي سيكون قبلة للباحثين من مختلف العالم الاسلامي، باعتباره فضاء لتوسيع المعارف لاحتوائه على مراكز ودوائر مهمة جدا .

قال مشرية في اتصال مع "المساء" إن الجزائر سيكون لها تأثير على مستوى دوائر مهمة في الحوض المتوسط وفي منطقة الساحل وجنوب الصحراء، مضيفا أنها تكثف جهودها منذ سنوات للترويج لقيم التسامح التي ينص عليها الدين الإسلامي، بالنظر إلى التجربة المريرة التي مرّت بها خلال العشرية السوداء .

وذكر في هذا الصدد بإيفادها ائمة وقراء إلى مسجد باريس الذي انتدبته، علما أن الجالية الجزائرية تعد الأكبر في فرنسا بـ10 ملايين، ناهيك عن الجاليات المغاربية والافريقية والمسلمة عموما.

وأوضح محدثنا أن الأئمة الجزائريين يؤطرون 200 مسجد، رغم قرار الحكومة الفرنسية منذ سنة تجميد استقدام الأئمة من خارج فرنسا، حيث كان الأئمة يأتون عادة من الجزائر والمغرب وتركيا، غير أن فرنسا وبحجة تشجيع الإسلام الفرنسي جمّدت استقدام الأئمة من الخارج .

غير أنه أشار إلى وجود اتفاقية خاصة بين مسجد باريس الذي تنفق عليه الجزائر وتدعمه بأكثر من مليوني دولار سنويا، مؤكدا أنه لابد أن يكون لهذا المسجد الدور المحوري في نشر الانتماء الثقافي الإسلامي العربي الجزائري، من خلال تأطير الجالية المسلمة الجزائرية تأطيرا دينيا، واستغلال هذه الأموال في برامج تشجع الانتماء إلى الثقافة الجزائرية الأصلية، باعتبار أن الجزائر أمة تضرب جذورها عبر التاريخ .

وأضاف مشرية أن أوروبا ومنها فرنسا عاشت موجة إرهاب كان الغرض منها تشويه صورة الإسلام، مضيفا أن للجزائر تجربة رائدة في تجفيف منابع التطرّف والإرهاب، كون المذهب المالكي يدعو إلى الوسطية والاعتدال والتسامح الديني والعيش معا والحوار، مستشهدا في هذا الصدد بتجربة الأمير عبد القادر الذي أعطى درسا في الانسانية والتعايش معا في سلام والحوار مع الآخر، فضلا عن نشره لسماحة الإسلام الجميلة.

ويرى رئيس منتدى جسور السلام الدولي، أن القائمين على جامع الجزائر ينتظرهم الجهاد الأكبر في نشر الفكر والوعي وبناء عقل الإنسان الجزائري والاوروبي والإفريقي والإنسان العربي المسلم عموما، معبرا عن أسفه الشديد لما تعيشه الأمة الإسلامية من أوضاع مزرية جدا في زمن الخدلان والانتكاسة والتطبيع مع الكيان الصهيوني.

وأوضح مشرية أن للجزائر دور محوري في نشر رسالة الإسلام ورسالة أهل الإيمان عبر التاريخ، حيث كان للجزائريين الفضل في انتشار الإسلام في عموم إفريقيا عبر الطريقة التيجانية والقادرية والسنوسية، بل في عموم جميع إفريقيا من غربها إلى شرقها ووسطها وجنوبها، حيث يقدر مريدوها بالملايين في القارة السمراء.

وقال إن الدبلوماسية الدينية في الجزائر برزت على مرّ العصور عبر الديانة المسيحية، حيث كان للجزائريين أثر كبير في نشر تعاليم الإيمان السماوية ابتداء من سانت اغوستين بسوق اهراس الذي جدّد هذه الديانة قبل انحرافها، كما كان للجزائريين الفضل في انتشار الإسلام في أوروبا بقيادة طارق بن زياد الذي نشر سماحة الإسلام في الأندلس والبرتغال ووصلوا إلى غاية حدود باريس وعمروا هناك لأكثر من ثماني قرون.

الأمر ذاته على مستوى إفريقيا، حيث أشار محدثنا إلى استعانة الجزائر لدوائر روحية أخرى، لنشر سماحة الإسلام عن طريق زوايا صوفية على غرار الطريقة التيجانية والسنوسية والقادرية، مضيفا أن هذه الزوايا تستقطب بشكل مهم عديد الاتباع والمريدين إلى الجزائر، ما يجعل هذه الزوايا ذات أهمية في الحفاظ على الأمن واستقرار المنطقة خاصة، في ظل ما تعيشه منطقة الساحل وجنوب الصحراء من موجات عنف وتطرّف وإرهاب أتت على الأخضر واليابس .

وعليه يرى محدثنا أن حدود الجزائر على خط النار، ما يبرز أهمية هذه الزوايا والدبلوماسية الدينية وضرورة تفعيلها وتحريكها وتجديد الدماء فيها، خاصة أمام السياسة العدائية للمغرب تجاه الجزائر منذ القدم والتي زادت مع تطبيعه مع الكيان الصهيوني .