احتفالا بـ’’نصفية" شهر رمضان

عادات راسخة لدى سكان الهضاب العليا

عادات راسخة لدى سكان الهضاب العليا
  • القراءات: 334
آسيا عوفي آسيا عوفي

الاحتفال بليلة الـ 15 من رمضان المعظم، أو ما تسمى "ليلة النصفية"، من العادات والتقاليد الراسخة التي توارثتها العائلات بالهضاب العليا، خاصة سكان سطيف، ميلة وبرج بوعريريج منذ عقود من الزمن، إذ تحرص خلالها على صيام الأطفال وعمليات الختان، كما تزين الأطباق التقليدية الموائد. 

تشرع النسوة لتحضير ما لذ وطاب من المأكولات خلال ليلة النصفية، فإضافة إلى الأطباق المعتادة التي لا تفارق المائدة الجزائرية وهي الشوربة وطاجين الحلو، في حين تقوم السيدة بتحضير طبق آخر خصيصا بهذه المناسبة، وهو إما طبق الشخشوخة أو التريدة أو الكسكسي، أو ما يعرف لدى سكان الشرق بالبربوشة، باللحم ومختلف أنواع الخضر، ويعتبر الاحتفال بهذه الليلة فرصة أيضا للم الشمل، أين ترتئي العديد من العائلات توجيه دعوات لأقاربهم حتى يشاركوهم الاحتفال بهذه الليلة، التي تتبعها سهرة عائلية إلى غاية موعد السحور، حيث يقوم الرجال بالسهر مع بعضهم على فناجين الشاي والمكسرات، في حين يلجأ البعض الآخر لقراءة القرآن، أما النساء فتلتفتن على فناجين القهوة والشاي وما طاب من الحلويات، والحديث كيف احتفلت أسرهم بهذه المناسبة.

تصويم الأطفال وختانهم بالمناسبة

ومن بين العادات الراسخة أيضا لدى سكان الولايات المذكورة في هذه الليلة المباركة تصويم الأطفال الصغار كما جرت عليه العادة، وسط جو احتفالي بحضور الوالدين والجد والجدة، وهو ما أكدته السيدة نجوى، التي أكدت بأنها تحرص دوما على أن يصوم أطفالها في هذه الليلة، وأضافت بأنها اختارت هذه الليلة لأنها ليلة مباركة واعتادت عائلتها على القيام بها، وتوافقها الرأي السيدة هدى، التي أكدت بأنها تتحضر لصوم ابنتها في هذه الليلة باعتبارها ليلة مباركة لجميع الجزائريين، من جهة أخرى تغتنم الأسر ليلة الـ 15 من رمضان لختان أولادهم وسط أجواء عائلية تغمرها الفرحة والطمأنينة.

الاحتفال بالنصفية لا يتنافى مع الشرع

ولا تخلو الاحتفالات بليلة النصف من شهر رمضان المبارك، من الأجواء الروحانية، ولمعرفة رأي الشريعة الإسلامية، في الاحتفال بهذه المناسبة اقتربنا من إمام مسجد أبي بكر الصديق ببلدية تاجنانت، الواقعة جنوب ولاية ميلة، وإمام مسجد عقبة بن نافع ببرج بوعريريج، وإمام مسجد أبي ذر الغفاري بسطيف، والذين أكدوا بأن الاحتفال بهذه الليلة يدخل في العادات والتقاليد التي لا تتعارض مع الشرع، لأن هذه الليلة يحتفل بها الإنسان شكرا لله عزوجل، وأنه قطع شوطا كبيرا من رمضان، كما أن الكثير منهم لا يفوتون فرصة الدعاء والابتهالات والتضرع لله عزوجل والاكثار من النوافل والصدقات.