وجد فيها محدودو الدخل بالبرج وميلة ملاذا

رحمة في أسواق الرحمة

رحمة في أسواق الرحمة
  • القراءات: 410
آسيا عوفي آسيا عوفي

تعرف مختلف أسواق الرحمة المتواجدة ببلديات ولايتي برج بوعريريج وميلة، إقبالا منقطع النظير من قبل المواطنين الذين وجدوا فيها ملاذا لهم للهروب من نيران غلاء الأسعار التي يتعمدها التجار خلال شهر رمضان المعظم، لاسيما في المواد واسعة الاستهلاك. وفي هذا الصدد، قامت "المساء"، بجولة عبر العديد من الأسواق بالولايتين، وأخذت خلالها انطباعات المواطن البرايجي والميلي. 

وخلال تواجدنا بسوق الرحمة ببرج بوعريريج، لاحظنا الإقبال الكبير للمواطنين المتسوقين على اقتناء اللحوم المستوردة التي بلغ سعرها 1200 دج للكغ الواحد، وباقترابنا من البائع، أكد أن هذه اللحوم ستكون متوفرة على مدار شهر رمضان كاملا وبنفس السعر، أما سعر الدجاج الذي بلغ في الأسواق الحرة 460 دج للكلغ، فلم يتعد سعره في هذه السوق 350 دج، أين وجدنا المواطنين يتهافتون عليه، ونفس الأمر بالنسبة لزيت المائدة الذي كان متوفرا وبسعر 650 دج لقارورة 5 لترات.

كما كان الإقبال كبيرا على العديد من المنتوجات والمواد الغذائية الأخرى التي كانت متواجدة بسوق الرحمة، على غرار مختلف أنواع الزيتون، والفواكه المجففة التي يكثر استعمالها في شهر الرحمة.

وأجمع العديد من المواطنين، على أن الأسعار المتداولة في أسواق الرحمة، تبقى في متناول الجميع، خاصة البسطاء الذين هربوا من الأسواق الحرة التي أنهكتهم واستغل تجارها الظرف للرفع من الأسعار وإفراغ جيوبهم.

ومن جهته، أكد مدير التجارة وترقية الصادرات ببرج بوعريريج، بازين عبد الحق، أنه تم فتح 10 أسواق للرحمة عبر دوائر الولاية، والتي سبقتها العديد من التحضيرات والترتيبات تنفيذا لتعليمات الوزارة الوصية والسلطات الولائية، مضيفا، أن هذه الأسواق تتوفر على جميع الظروف الحسنة وتوفر كل المواد الاستهلاكية، بالرغم من ارتفاع الطلب وبأسعار تنافسية، مؤكدا، أن مصالحه تسهر على توفير المواد الأساسية، مع تواجد فرق الرقابة بالمكان طيلة أيام الأسبوع، التي ستعمل إضافة إلى مراقبتها للسوق، على تحسيس المواطنين من أجل التعقل في شراء المواد الاستهلاكية وعدم التبذير.

ولاية ميلة، كانت هي الأخرى في الموعد خلال شهر رمضان المعظم، بفتحها أسواق الرحمة أو سوق "الزوالي" كما أطلق عليها المواطن الميلي، والتي شهدت إقبالا كبيرا للمتسوقين الذين أبدوا رضاهم عن وفرة المنتوجات الغذائية، خاصة السميد، وزيت المائدة وبأسعار تنافسية.

وخلال جولة قمنا بها بسوق الرحمة "باتيميتال" بعاصمة الولاية، وسوق الرحمة ببلدية تاجنانت جنوب الولاية، لاحظنا أن أغلبية المواد واسعة الاستهلاك كانت متوفرة وبأسعار معقولة، على غرار السميد بسعر 400 دج لكيس 10 كلغ من النوع الرفيع، واللحوم البيضاء بسعر 350 دج، وزيت المائدة بـ 650 دج. وبحديثنا مع بعض المواطنين، أجمعوا على أن أسواق الرحمة كانت عونا لهم في هذا الشهر الفضيل، متمنين أن تقام أسواقا كهذه على مدار السنة، وليس خلال شهر رمضان فقط.

وأكد القائمون على مديرية التجارة وترقية الصادرات بميلة، أنه تم فتح 12 سوقا جواريا تضامنيا بدوائر الولاية، وأن هناك متابعة يومية لهذه الأسواق من قبل مصالح الرقابة التي جندت لهذا الغرض، بالتنسيق مع مصالح الأمن والدرك الوطنيين، والتي ستراقب النوعية وعملية نقل المواد الغذائية، مؤكدين أن لهذه الأسواق ميزتين أساسيتين تتمثلان في غياب الوسطاء، أي أن السلع يعرضها المنتج أو المصنع مباشرة على المستهلك، وبالتالي تختزل السلسلة في حلقتين فقط مما يساعد على التحكم في الأسعار، أما الميزة الثانية، فتتمثل في تسقيف هوامش الربح التي لا تتعدى في أقصى الأحوال 10 بالمائة.

وبين هذا وذاك، يطالب مواطنو الولايتين، السلطات المحلية بضرورة توفير مثل هذه الأسواق على مدار أشهر السنة، من أجل مواجهة ارتفاع الأسعار، وكبح المضاربة التي تشهدها مختلف الأسواق.