في تحد لكل الإرادة الدولية الرافضة

نتنياهو يلوح مجدّدا بشنّ هجوم بري على رفح

نتنياهو يلوح مجدّدا بشنّ هجوم بري على رفح
  • القراءات: 407
ص. محمديوة ص. محمديوة

يواصل رئيس الحكومة الاسرائيلية، بنيامين نتنياهو، تحدي كل المجموعة الدولية العاجزة على وقف آلة التقتيل والدمار الصهيونية التي جاءت على الاخضر واليابس في قطاع غزة ومصرة على مواصلة اراقة المزيد من دماء الشعب الفلسطيني العزل بالتلويح مجددا بالهجوم على مدينة رفح في أقصى جنوب القطاع والمكتظة بأكثر من مليون و400 ألف نسمة غالبيتهم العظمى من النازحين. 

فبنفس الحجج والذرائع الواهية، يواصل نتنياهو التبرير للمجازر والمذابح التي يقترفها جيشه الصهيوني يوميا في قطاع غزة من خلال مواصلة الترويج لأهدافه العسكرية بالقضاء على حركة المقاومة الاسلامية "حماس" والمقاومة واسترجاع الأسرى الإسرائيليين وغيرها من الأهداف التي لا تزال مجرد كلام لا يقنع حتى أبناء جلدته.

وعاد نتنياهو، الباحث وطاقمه الحكومي بمسؤوليه السياسيين والعسكريين عن صورة نصر من قطاع غزة، ليلوح مجددا بعملية عسكرية برية واسعة في رفح الفلسطينية بدعوى القضاء على آخر معاقل المقاومة في القطاع المنكوب، وهو الذي خرجت قواته بخفي حنين من عدة مناطق في شمال القطاع ووسطه دون تحقيق أي شيء يذكر باستثناء ما تخلفه وراءها من سفك لدماء الأبرياء وتدمير للمنازل والمنشآت ومنع إدخال المساعدات لقتل الناس جوعا.

وراح نتنياهو أمس، يؤكد مجددا لأعضاء حكومته وللعالم أجمع بأن "أي ضغط دولي لن يمنعنا من تحقيق جميع أهداف الحرب"، مشيرا إلى أن الجيش الصهيوني سيتحرك في رفح وبأن الأمر يستغرق بضعة أسابيع.

وليس ذلك فقط فنتنياهو يعتبر أنه إذا أوقفت اسرائيل الحرب الآن قبل تحقيق أهدافها فهذا يعني أنها خسرت الحرب وهو ما لا يسمحون به، ولا يزال يصر على أن الضغط العسكري هو الكفيل بدفع "حماس" لتسليم الأسرى. وهو ما يطرح التساؤل حول كم من شهر أو بالأحرى كم من سنوات وكم عدد الشهداء الذين يتوجب سقوطهم لتحقق إسرائيل الأهداف التي تروّج لها منذ بداية هذا العدوان في السابع أكتوبر الماضي.

ولكن ما لم يجرؤ نتنياهو على قوله إن إسرائيل وبعد أكثر من خمسة أشهر من عدوانها الهمجي على قطاع غزة عجزت عن تحرير ولو أسير واحد ولا تزال المقاومة الفلسطينية تضرب بقوة ولا تزال قذائفها الصاروخية تستهدف مستوطنات غلاف غزة وحتى عمق الكيان المحتل.

ولم يستطع قول أيضا إن قواته اضطرت في كثير من المرات للانسحاب من عدة مناطق سواء في شمال القطاع ووسطه بسبب الخسائر الفادحة في الأرواح والعتاد التي لحقت بها على يد المقاومة الفلسطينية التي تخوض معارك ضارية اسقطت اسطورة "الجيش الذي لا يقهر".

ويبدو نتنياهو من خلال هذه التصريحات أنه يبحث عن مخرج يحفظ ماء وجهه خاصة في ظل تصاعد الضغط الداخلي عليه سواء كان من الشارع الصهيوني المطالب بصفقة تبادل تضمن إطلاق المقاومة للأسرى الاسرائيليين حتى وإن كان ثمنها تبييض كل معتقلات الاحتلال من آلاف الأسرى الفلسطينيين أو على مستوى الطبقة السياسية التي تتصاعد فيها الأصوات الرافضة  لتسيير حكومة نتنياهو لهذه الحرب القذرة على غزة.

وليس ذلك فقط فحتى الإدارة الأمريكية التي وقفت إلى جانب هذا الكيان المحتل ومنحته الضوء الاخضر ووفرت له الغطاء داخل مجلس الامن الدولي لمواصلة مذبحته في قطاع غزة، لا تدعم نتنياهو هذه المرة في شن هجوم بري على رفح.

وهو ما جدّد تأكيده المتحدث باسم مجلس الأمن القومي بالبيت الابيض، جون كيري، الذي قال أمس، إن الإدارة الأمريكية لا تدعم أي عملية عسكرية كبيرة في رفح من دون خطة قابلة للتنفيذ تضمن رعاية مليون و500 ألف لاجئ فلسطيني هناك، معبرا في الوقت نفسه عن ما وصفه بمخاوف بشأن بعض العمليات العسكرية الاسرائيلية وكيفية شنّها وقال "نحن بحاجة للتأكد من حماية المدنيين".