مختصون يؤكدون على أهمية إدارة الغضب خلال الصيام

"بارادوكس اجتماعي" سببه فخ المنبهات

"بارادوكس اجتماعي" سببه فخ المنبهات
  • القراءات: 298
نور الهدى بوطيبة نور الهدى بوطيبة

سكان البحر الأبيض المتوسط يتميّزون بدم حار تترجمه حركات اليد والاندفاع

الأسباب المالية وغياب الرفاهية وراء الضغط النفسي والاجتماعي

السكريات والتدخين ونقص الكافيين تؤجج نار الغضب 

عدم إدراك مقاصد الصيام يترجم ردود الأفعال العنيفة

الامام بوبكري: من سب الله أو رسوله أوالدين كافر ويستوجب عليه الدخول في الإسلام من جديد

يلاحظ خلال فترة الصيام تسجيل حالات كثيرة من التوتر والقلق لدى بعض الأشخاص، يرجعها الكثيرون الى الصيام، إلا أن خبراء الصحة يؤكدون عكس ذلك، ويشددون على أن الصيام يعمل على تهدئة الجسم وتخفيف الضغط على أعضائه ما يجعله يرتخي ويرتاح طيلة فترة الصيام، حقيقة دفعت ببعض الدول الأجنبية غير المسلمة إلى اعتماد الصيام كبروتوكول علاجي للكثير من الأمراض لاسيما المرتبطة بالتوتر والقلق، فيما أرجع المختصون السبب الأساسي للتوتر خلال شهر رمضان الى عدد من العادات الخاطئة التي يمارسها البعض في حياتهم اليومية، وما يزيد الطين بلة، عدم إدراكهم سبل إدارة غضبهم لتتحول يومياتهم الى جحيم طيلة يوم الصيام لدرجة إبطال أحيانا صيامهم، أو تعرضهم الى نوبات مضرة بصحتهم.

بداية كان لـ"المساء" حديث مع الخبير الاجتماعي مراد يعيش، الذي أبرز قائلا: "إن سكان البحر الأبيض المتوسط بطبعهم يتميزون بما يعرف لدى عاميتنا بالدم الحار، وهو وصف لنوبات "النرفزة" القلق التي يتميز بها هؤلاء، والجزائر، واحدة من الدول التي يتميز سكانها خاصة شبابها بهذه الصفة، لتجدهم في بعض الأحيان ولأتفه الأسباب يعبرون عن موقفهم بردة فعل قوية، قد تكون برفع الصوت، أو استعمال اليدين للتعبير عن ذلك أو غيرها، بالرغم من طيبة معادنهم، تتصاعد أحيانا التوترات للتعبير عن الرأي فقط، لتزيد أحيانا الأوضاع المعيشية التي قد يعيشها هؤلاء من التأثير على تلك السلوكيات، لاسيما الغلاء المعيشي، أو مشاكل العمل، أو مشاكل عائلية، أو غياب الرفاهية في حياتهم اليومية، ويبدون بذلك حركات نوعا ما عنيفة للإعراب عن امتعاضهم وقلقهم وعدم رضاهم بموقف معين، وهذا ما يجعلهم بالتالي يتميزون بردة فعل أحيانا غير هادئة مطلقا".

وأضاف المختص، أنه "خلال الشهر الفضيل لا ترتفع نوبات القلق لدى الكثيرين، بل فقط لدى فئة من المجتمع والتي تدمن على التدخين، والمشروبات من الكافيين والشاي، أو حتى المخدرات التي قد يدمنها هؤلاء خلال باقي أيام السنة، وليس هذا فقط،  بل هناك أيضا من يدمن السكريات، حتى إن البعض لا يدرك ذلك إلا أنه يمكن أن تدخل الجسم في حاجة لها عند الصيام، لاسيما إذا كان الفرد يستهلك كميات كبيرة من هذه المادة خلال باقي أيام السنة".

المفارقة تؤجج نار الغضب

وأضاف المختص الاجتماعي، أن معرفة الأسباب التي تثير القلق هي أول علاج لإدارتها والتخفيف من حدة إثارها على الجسم، لاسيما خلال أيام الصيام، حيث أن كل هذا سوف يؤثر سلبا على الصحة، خصوصا إذا تحولت الحالة الى نوع من النوبات العصبية.

وأضاف، "هناك دراسات سبق أن أجراها المعهد الوطني للوقاية من الأخطار المهنية، أثبتت أن عاملا من أصل ثلاثة في الجزائر يعانون مشاكل في العمل، إما لعدم رضاهم بالعمل الذي يقومون به، أو لأنه لا يتوافق مع مسارهم الدراسي، ويعيش نوع من المفارقة أو كما يعرف في علم الاجتماع بالبارادوكس، هذا الى جانب عدم الرضا بالأجور التي يراها الكثيرون غير كافية مقارنة بالغلاء المعيشي، وبالتالي سوف يعيش لا وعيا، حالة من القلق والتوتر المستمر، الذي يجعله يحاول إفراغه والتعبير عنه بالغضب في أول مناسبة عند خروجه الشارع"، مؤكدا أن الأسباب المالية وغياب الرفاهية من أكثر الأسباب أيضا التي قد تدفع الفرد ليعيش نوبات القلق، ما يزيد الطين بلة هو غياب ما يدمنه هؤلاء لتخفيف "نرفزتهم" خلال باقي أيام السنة.