زيارة رئيس الجمهورية إلى فرنسا تعد بالكثير

بوادر انفراج للأزمة الصامتة بين البلدين

بوادر انفراج للأزمة الصامتة بين البلدين
رئيس الجمهورية السيد عبد المجيد تبون- الرئيس الفرنسي السيد إيمانويل ماكرون
  • القراءات: 568
مليكة. خ مليكة. خ

❊ إرساء رؤية جديدة للعلاقات بين الجزائر وفرنسا

ينتظر أن ترسي الزيارة التي سيقوم بها رئيس الجمهورية السيد عبد المجيد تبون إلى باريس في الخريف القادم  رؤية جديدة للعلاقات بين البلدين، خاصة بعد الفتور الذي اعتراها  في الفترة الأخيرة، إذ يتضح من خلال الاتصال الهاتفي الذي تلقاه الرئيس تبون من نظيره الفرنسي إيمانويل ماكرون الأسبوع الماضي،  إرادة  لحلحة الملفات التي تقف عائقا أمام إرساء مصالحة حقيقية بين الجانبين. 

يتمسّك الرئيس تبون بحلحلة الملفات الخمسة التي مازالت ترهن العلاقات الثنائية، والتي تتمثل في قضية الذاكرة والتنقل والتعاون الاقتصادي والتجارب النووية الفرنسية في الصحراء الجزائرية وإعادة متعلقات رمزية للأمير عبدالقادر.

وكان رئيس الجمهورية قد أكد في تصريح سابق، أن "جودة العلاقات مع فرنسا لن تتأتّى دون مراعاة التاريخ ومعالجة ملفات الذاكرة، والتي لا يمكن بأي حال أن يتم التنازل عنها مهما كانت المسوغات"، حيث عمل منذ انتخابه على إرساء توجه جديد في طريقة التعامل مع المستعمر القديم، من خلال  الإصرار على معالجة  مخلفات الحقبة الاستعمارية (1830 1962)، فضلا عن فرض علاقة الند للند مع باريس، ما جعل العلاقات الثنائية تدخل مرحلة من البراغماتية.

وظهرت هذه البراغماتية جلية من خلال التقارب بين  قيادتي البلدين، حيث أكد الرئيس تبون على وجود نية لدى الرئيس إيمانويل ماكرون للمضي قدما بالعلاقات الثنائية وفق رؤية جديدة، رغم  وجود دوائر فرنسية تقف ضد المصالحة بين البلدين، وهو ما اعترف به الرئيس الفرنسي عندما قال إن لوبيات فرنسية تريد ضر بالعلاقات بين البلدين.

كما عكست الزيارة التي قام بها الرئيس الفرنسي إلى الجزائر في أوت 2022 هذا التوجه، حيث علق الرئيس تبون بخصوصها بأنها "زيارة ممتازة وضرورية سمحت بتقارب لم يكن ممكنا لو لم تكن هناك شخصية الرئيس ماكرون نفسه"، مضيفا أنها "زيارة ناجحة جدا وضعت كثيرا من الأمور في نصابها".

ومن  الخطوات الإيجابية التي تحسب على ماكرون   تسليم رفات 24  شهيدا جزائريا كانت موجودة بمتحف الإنسان بباريس، وهو ما تم بالفعل في جويلية 2020.

وفي شهر فيفري الماضي، أعلن عن توصل فريق العمل المشترك حول الذاكرة، إلى اتفاق لاسترجاع مليوني وثيقة، إضافة إلى كل الأرشيف المرتبط بالفترة العثمانية ما قبل 1830، فضلا عن تفاهمات حول إنشاء مكتبة بحثية مشتركة ومطبوعة أو مكتوبة بخط اليد حول مرحلة القرن التاسع عشر وإنشاء بوابة رقمية، مثل بوابة غاليكا (المكتبة الرقمية التابعة للمكتبة الوطنية الفرنسية).

في هذا الصدد أشاد الرئيسان تبون وماكرون بالتقدم الأخير الذي أحرزته اللجنة المشتركة الفرنسية الجزائرية حول الذاكرة والتي ستجتمع مجدّدا في أفريل القادم .