انعكاسات التغيرات المناخية على النمو الاقتصادي تحتّم تسريع وتيرة الانتقال

الجزائر تستقطب استثمارات كبرى لتحقيق الانتقال الطاقوي

الجزائر تستقطب استثمارات كبرى لتحقيق الانتقال الطاقوي
  • القراءات: 446
حنان. ح حنان. ح

* مبتول: الجزائر تملك مقومات الريادة في الطاقات المتجددة

تواجه الجزائر تحدي مواجهة التغيرات المناخية التي باتت تؤثر سلبا على النمو الاقتصادي والتنمية المستدامة، وفقا لدراسة تطرقت لكيفية تأثير تغير المناخ على النمو الاقتصادي في مجموعة مختارة من الدول العربية، والتي أشارت إلى ضرورة وضع سياسات واستراتيجيات شاملة لمواجهة الظاهرة تتضمن بالخصوص الاستثمار أكثر في الطاقات المتجددة.

استخدمت الدراسة التي أعدها خبراء صندوق النّقد العربي، بيانات اللوحة السنوية الممتدة من 2010 إلى 2019، لاثنتي عشرة دولة عربية من بينها الجزائر، وتم استخدام تدابير مختلفة لتقييم تغير المناخ مثل التغيرات في درجة حرارة السطح، تركيز ثاني أكسيد الكربون في الغلاف الجوي ومؤشر الغطاء الأرضي المتغير للمناخ والتقرير السنوي لتساقط الأمطار. وأشارت النتائج الرئيسية للدراسة، إلى أن لتغير المناخ تأثير ضار على النمو الاقتصادي في البلدان العربية المعنية، لافتة إلى أن معالجة الآثار السلبية في المنطقة العربية حاسمة لضمان التنمية المستدامة.

ونظرا لذلك أوصت الدراسة، بتنفيذ مجموعة شاملة من السياسات والاستراتيجيات للتخفيف من وطأة هذه الظاهرة، تشمل الاستثمار في الطاقة المتجددة مثل مصادر الطاقة الشمسية وطاقة الرياح وتخفيف الاعتماد على مصادر الوقود الأحفوري وانبعاثات الغازات الدفيئة، إضافة إلى إنشاء بنية تحتية للطاقة أكثر استدامة عبر تشجيع استخدام وسائل النّقل الصديقة للبيئة، وإطلاق مبادرات لزيادة الغطاء الأخضر من خلال برامج التشجير وإعادة التشجير، فضلا عن دعوتها إلى فرض معايير البناء الأخضر التي تعطي الأولوية للتصميم الفعّال، علاوة على تشجيع الممارسات الزراعية المستدامة التي تحافظ على البيئة والمياه، والحد من تآكل التربة وتعزيز الاستخدام المسؤول للأراضي.

ووضعت الجزائر منذ سنوات برنامجا طموحا لإنتاج الكهرباء من الطاقات المتجددة لاسيما الطاقة الشمسية، ضمن برنامج تطوير الطاقات المتجددة الذي يهدف إلى انجاز قدرة إجمالية تبلغ 15.000 ميغاواط في آفاق 2035. وخطت الجزائر خطوة هامة منذ أيام بتوقيع مجمّع سونلغاز، على عقود مع الشركات الوطنية والأجنبية الفائزة في مناقصتين وطنيتين ودوليتين لإنجاز 3000ميغاواط من الطاقة الشمسية والكهروضوئية اللتين أطلقت االعام الماضي، وهو ما يؤشر إلى وجود اهتمام حقيقي بالاستثمار في هذا المجال على المستويين الوطني والخارجي، بالنظر إلى العدد الهام من الشركات الأجنبية والمختلطة التي قدمت عروضا في هاتين المناقصتين.

مبتول: الجزائر تملك مقومات الريادة في الطاقات المتجددة

وأكد الخبير الطاقوي عبد الرحمان مبتول، أن توقيع هذه الاتفاقيات جاء في سياق تجسيد التزامات الجزائر لأهدافها في مجال الاستثمار في الطاقات المتجددة وتدارك التأخر، من خلال برنامج تطوير الطاقات الشمسية والهيدروجين الأخضر مع عدم إغفال أهمية الفعالية الطاقوية.

ولفت الخبير، إلى أنه واعتبارا من 2030 / 2035، ستتجاوز الاستثمارات المتعلقة بالتحوّل الطاقوي في أكبر دول العالم سقف 4000 مليار دولار سنويا، وهو ما سيفرض على الشركات الطاقوية الكبرى إعادة توجيه استثماراتها لتطوير الطاقات المتجددة، الصناعات البيئة والفعالية الطاقوية استجابة لخطة المناخ التي تم إقرارها من طرف القوى العظمى، والتي تتضمن تقديم تمويلات كبيرة ودعم كل المشاريع ذات العلاقة بالتحوّل الطاقوي، وبالمقابل منع التمويل عن المشاريع الملوثة ووضع قيود مستقبلية على المنتجات التي تتسبب في انبعاثات الكربون.

وللتكيّف مع التغيرات الجارية في العالم، قال مبتول، إن الجزائر فضّلت سياسة الاستثمار من خلال شراكات مربحة للطرفين خاصة في مجال حماية المناخ من الانبعاثات الكربونية بالنسبة للطاقات الأحفورية التقليدية، إضافة إلى دعم برنامج التحوّل الطاقوي والفعالية الطاقوية.