320 مليون دولار كافية لبناء 1600 مدرسة سنويا.. حميدوش:

هذه انعكاسات ظاهرة التبذير على الاقتصاد الوطني

هذه انعكاسات ظاهرة التبذير على الاقتصاد الوطني
الخبير في الاقتصاد، أمحمد حميدوش
  • القراءات: 689
زولا سومر زولا سومر

إعداد دراسة دقيقة للتقليل من ظاهرة تبذير الخبز ومراجعة طرق الدعم

خسائر مالية كبرى تتحمّلها الدولة جراء الممارسات السلبية في الاستهلاك

يرى الخبير في الاقتصاد، أمحمد حميدوش، أن التقليل من ظاهرة تبذير الخبز التي تكبّد الدولة خسائر مالية تصل إلى 320 مليون دولار سنويا، تستدعي إقامة دراسة معمقة تقوم بها وزارة التجارة، والتفكير في مراجعة طريقة دعم سعر الخبز بتسويقه بسعره الحقيقي وتحويل الدعم إلى إعانة مالية للعائلات المعوزة، تفاديا لهذه الخسائر التي يمكن استغلالها في إقامة مشاريع تنموية، مؤكدا أن مبلغ 320 مليون دولار سنويا كاف لبناء 1600 مدرسة من 12 قسما.

أضاف حميدوش، في تصريح لـ"المساء" أمس، أن الأرقام التي أعلن عنها وزير التجارة، مؤخرا بشأن تبذير الخبز تستدعي التفكير في سياسة فعّالة للتقليل من هذه الخسائر، وإعادة إدخالها في الاقتصاد الوطني باستثمارها في أمور أخرى يستفيد منها المواطن، حيث أكد وزير التجارة، مؤخرا رمي 100 مليون خبزة خلال شهر رمضان و900 مليون خبزة في السنة، وهو ما يشكل خسائر مالية بقيمة 320 مليون دولار تتحمّلها الدولة، باعتبار أن كل المواد التي تدخل في تركيبة الخبز وصناعته مدعمة من طرف الدولة من الدقيق، الزيت، الماء والكهرباء.

واقترح حميدوش، لتفادي هذه الخسائر التي تبقى بالدرجة الأولى قضية سلوك، تستدعي إقامة دراسة معمقة من طرف وزارة التجارة، بإشراك الفاعلين لدراسة كل الجوانب التي من شأنها وضع حد لهذه الظاهرة، موضحا أن 320 مليون دولار مبلغ كبير يجب التفكير في كيفية الحفاظ عليه لاستغلاله في مشاريع مهمة تعود بالفائدة على المواطن، كبناء مرافق عمومية ومشاريع مختلفة كالمدارس مثلا، موضحا أن 320 مليون دولار كافية لإنجاز 1600 مدرسة من 12 قسما سنويا و3500 مدرسة من 6 أقسام.

وأرجع محدثنا، التبذير المفرط للخبز وخاصة خلال شهر رمضان إلى سعره الذي يبقى الأكثر انخفاضا على المستوى العالمي، كونه مدعما من طرف الدولة والمحدد بـ10 دينار بالنسبة للخبز العادي، مشيرا إلى أن الحكومة بإمكانها إعادة النظر في طريقة دعم الخبز لتفادي تبذيره عن طريق التخلي عن الدعم الكلاسيكي، والتوجه إلى طريقة جديدة برفع سعر الخبز وتسويقه بسعره الحقيقي، مع تحويل الدعم إلى منح وإعانات مالية للعائلات المعوزة وذوي الدخل الضعيف تصرف شهريا باحتساب كل أفراد العائلة. وأشار إلى أن مظاهر تبذير الخبز تكثر بمناطق الشمال على عكس مناطق الجنوب، حيث تستغل العائلات الصحراوية الكميات غير المستهلكة من الخبز في تغذية المواشي والدواجن، وهذا ما يقلل من تكاليف شراء الأعلاف الحيوانية ويجنب رمي الخبز في القمامة.