الإمام المنشد والنائب زهير فارس لـ "المساء":

للإنشاد في الجزائر وقع مختلف

للإنشاد في الجزائر وقع مختلف
الإمام المنشد والنائب زهير فارس
  • القراءات: 405
حاورته: لطيفة داريب حاورته: لطيفة داريب

 أنا أوّل من غنى عن "طوفان الأقصى"

للتجويد علاقة بالثقافة الموسيقية

اعتبر الأستاذ زهير فارس أن ممارسته للإمامة وتحفيظه للقرآن وتجويده وأداء الأناشيد وممارسة السياسة (نائب بالبرلمان) ما هو الا توفيق من الله. كما تطرق في حديثه مع "المساء" الى عدة مسائل من بينها جديده في الانشاد، والجدوى من ممارسة السياسة، وكذا ضرورة تكييف مناهج تعليم القرآن بواقعنا الجديد، وأهمية اكتساب الثقافة الموسيقية لتجويد أفضل للقرآن. 

ما جديدكم في فن الانشاد؟

جديدي يتمثل في العديد من الأغاني الروحية والوطنية التي سجلتها مؤخرا، بداية من قصيدة لشاعرنا الكبير سليمان جوادي، بعنوان "عذرا يا رسول الله" التي سجلتها بمناسبة ذكرى المولد النبوي الشريف، ثم سجلت قصيدة أخرى عنوانها "لا تدعني" وهي قصيدة روحية فيها نوع من الصوفية، كتبها لي الشاعر الكبير عبد المالك قرين، قمت بتلحينها وتأديتها وهي موجودة على قناتي باليوتوب، ثم جاء "طوفان الأقصى" الذي أعاد إحياء المقاومة أو ما يسمى بالجهاد الإسلامي، إن صح التعبير، ضد هذا الاستعمار، الكيان الصهيوني الغاشم والقوى الأمبريالية التي أبانت عن أنيابها ضد كل ما هو انساني وكل ما هو مسلم، فكان لي الشرف أن أكون أول من غنى عن "طوفان الأقصى" المبارك وكان ذلك في العاشر من أكتوبر المنصرم، أي ثلاثة أيام بعد انطلاقته، والقصيدة من كلمات الشاعرة الكبيرة الدكتورة أمينة حزمون، وقد قمت أيضا بتلحينها وتأديتها ووضعها في قناتي على اليوتوب، ثم بعدها النشيد الأخير الذي سجلته قبل عشرين يوما، من كلمات الأستاذ عبد المالك قرين، بعنوان "حلم شهيد" وموضوعه حول شهيد يطلب من الله عز وجل أن يحييه مرة ثانية ليستشهد في فلسطين.

هل ستصدر ألبوما يضم أناشيدك الجديدة أم تكتفي ببثها على قناتك في اليوتوب؟

أعتقد أن زمن الألبومات قد ولى، نحن الآن مع موضة "السنغل" بمعنى الأغاني الفردية التي تصدر بين الفينة والأخرى، ولكن إن وجدت الدعم يمكن ضمها في ألبوم.

شاركت في مسابقات دولية في الانشاد، وقدمت وصلات في هذا الفن داخل وخارج الجزائر، أين وجدت نفسك أكثر؟  

للإنشاد في الجزائر وقع مختلف عن نظيره في الخارج، لأن طبيعة الجمهور تختلف من مكان الى آخر، كذلك الطبوع الغنائية التي نؤديها في الجزائر مختلفة عن تلك التي نؤديها في الخارج، أضف الى ذلك أننا في أغلب الأحيان حينما نتجه الى الخارج فذلك للمشاركة في المنافسات، وبالتالي ظروف تقديم الانشاد تختلف تماما والفنان يحّبذ تقديم أناشيده أمام جمهوره بالجزائر الذي يفهم لغته وطابعه الفني ويتجاوب معه في الحفلات، وهو ما قد لا يجده في الخارج.

تعتقد أن التجويد له علاقة وطيدة بالطابع الموسيقي السائد في منطقة ما، ممكن تقديم تفاصيل حول هذا الموضوع؟

❊ نعم للتجويد علاقة بالثقافة الموسيقية، وهو ما يحسن من التجويد لأن النبي صلى الله عليه وسلم، قال في حديثه "زيّنوا القرآن بأصواتكم"، وقال أيضا "ليس منا من لم يتغن بالقرآن"، لهذا يجب تعلم التغني ومعرفة قواعده وأصوله، فلا يستوي الذي يعلم والذي لا يعلم، ومعرفة هذه الطبوع الغنائية والموسيقية وكيفية أدائها ومناطق القوة والضعف في أداء النغمات الموسيقية، سينعكس ذلك إيجابيا على تجويد القرآن الكريم دون الاخلال بأحكام القرآن، فالذي يمتلك ثقافة موسيقية سينعكس ذلك على طريقة تجويده، وأنا أدعو الى هذه المعرفة.  

ما واقع تحفيظ القرآن في البليدة؟

البليدة هي مدينة القرآن، أقولها بكل فخر وبدون مبالغة، البليدة مدينة القرآن بامتياز، لأننا حينما نقرأ الاحصائيات التي تقدمها وزارة الشؤون الدينية وكذلك المسابقات الوطنية والدولية، نجد أن البليدة دائما حاضرة ذكورا واناثا، صغارا وكبارا، وهو ما أعتبره حالة صحية تتميز بها منذ القدم وليس وليدة اليوم، وأعطي مثالا عن أول مقرأة للقرآن الكريم تعنى بالقراءات القرآنية العشر والتي كانت بدايتها من البليدة عام 2015، ثم تعممت في باقي ولايات الوطن، هذا إن دل على شيء فقد يدل على أن البليدة مدينة حاضنة للقرآن الكريم بامتياز، وفي هذا أدعو الى الاهتمام أكثر بفئة الطلبة حفظة القرآن، والى الاهتمام أكثر بالمناهج التي يُعلم من خلالها القرآن الكريم، من خلال تطويرها وتكييفها لتتماشى مع واقعنا الجديد، خاصة المتعلق بالضغط الذي يعيشه تلاميذ مدارسنا فيما يتعلق بظاهرة الدروس الخصوصية التي تعد عادة دخيلة على مجتمعاتنا، وأصبحت تثقل كاهل التلميذ الذي لم يعد يجد وقتا يحفظ فيه القرآن الكريم، أو يمارس فيه الرياضة أو حتى هواية ثقافية فنية، وبالتالي مهمة تعليم القرآن الكريم لا تقع على كاهل الوزارة الوصية فقط، وإنما عبارة عن سياسة عامة تشترك فيها قطاعات متعددة، حتى نوفر الجوّ المناسب للعملية التعليمية القرآنية.

الإمامة، الانشاد، السياسة، كيف تستطيع التوفيق بينها خاصة أنها تحمل سياقات مختلفة؟

بصراحة، هو توفيق من الله عز وجلّ، أن يجعلني في مناحي متعددة من الحياة، علما أنني لا أرى أن هناك تناقضا بين الامامة والانشاد والسياسة، والانسان إذا لقي توفيقا من الله تعالى يستطيع أن يبرز ويبدع في العديد من المجالات، ولعل هذا النموذج البسيط الذي أمثله، خير دليل على ذلك، الحمد لله وفقني ربي لأن أكون إماما وبرلمانيا وفنانا في نفس الوقت، وفي النهاية هو توفيق من الله وليس شطارة، أسأل الله أن يثبتنا ويزيدنا ولا ينقصنا إن شاء الله.

لماذا اتّجهت الى السياسة؟

❊ تكويني الأول في الجامعة، علوم سياسية وعلاقات دولية، حيث تحصلت على ليسانس في هذا التخصص، بعدها اتجهت الى الدراسة الشرعية وقمت بالتسجيل مرة أخرى في الجامعة، والحمد لله أنني بصدد التحضير لشهادة دكتوراه في العلوم الشرعية، تخصص العقيدة الإسلامية، فربما يعود ذلك الى منطلق تكويني السياسي الأولى وكذلك لأنني أعتقد أن السياسة هي منبر واسع وحلّ من الحلول الناجعة التي قد تمكننا من فعل الخير ومساعدة الناس وايصال الأفكار الجيّدة، وتلك التي يدعونا إليها ديننا الحنيف ومبادئ هذا الوطن الحبيب. أظن أن حب الوطن كذلك من الايمان، ولعل الروافد الكثيرة التي نعبرّ من خلالها عن حبنا للوطن من بين أكبرها..الجانب السياسي.