الظروف الدولية تمكّن الجزائر من احتلال مكانة محورية.. بوحرب لـ"المساء":

تسريع الاستغلال المنجمي يدعّم القدرة التفاوضية في السوق الدولية

تسريع الاستغلال المنجمي يدعّم القدرة التفاوضية في السوق الدولية
الخبير في الاقتصاد حكيم بوحرب
  • القراءات: 516
زولا سومر زولا سومر

أكد الخبير في الاقتصاد حكيم بوحرب أن تطوير استغلال قطاع المناجم يعد قاطرة إنعاش الاقتصاد الوطني لتحقيق الاكتفاء الذاتي، والتوجّه نحو التصدير خاصة في ظل الظروف الدولية الراهنة التي تسجل فقرا طاقويا والتي تفتح المجال أمام الجزائر لاحتلال مكانة طاقوية مهمة، مثمّنا حرص رئيس الجمهورية على تسريع وتيرة المشاريع المنجمية التي ستعزز القدرة التفاوضية للجزائر في الأسواق الدولية كبلد محوري في مجال تصدير المعادن المنجمية. 

ثمّن بوحرب، أمس، في اتصال بـ"المساء" القرارات التي أسداها رئيس الجمهورية خلال مجلس الوزراء، لمتابعة مدى تقدّم المشاريع المنجمية في شقها الصناعي، واتخاذ الإجراءات المناسبة للدفع أكثر بهذه المشاريع الاستراتيجية، وكذا احترام آجال إنجازها.

وأضاف بوحرب، أن هذه المشاريع المنجمية استراتيجية وبالغة الأهمية، خاصة وأن الجزائر سطّرت استراتيجية لإنعاش الاقتصاد الوطني، يمكن أن يكون قطاع المناجم قاطرتها، موضحا أن الجزائر بينت إرادة سياسية لاستغلال الثروات المنجمية بنيت على قوة دبلوماسية داخلية وخارجية، مشيرا إلى أن الظروف الراهنة تستدعي تسريع هذه المشاريع خاصة في ظل الظرف الدولي الذي يعرف فقرا طاقويا بسبب المشاكل الجيواستراتيجية، وكذا الضعف الداخلي الذي يعرف زيادة قدرة التصنيع والطلب على بعض المواد الطاقوية في الداخل.

وفي هذا الشق قال بوحرب بأن التسريع في إنجاز هذه المشاريع له بعدين، أولهم البعد الداخلي المرتبط بالاقتصاد الوطني نظرا لزيادة الطلب المحلي والذي يجب ألا يقابل بتأخر هذه المشاريع وإلا فسيؤدي الوضع إلى تأخر عجلة الاقتصاد والتصنيع، وكذا البعد الدولي الذي تسعى الجزائر من خلاله لأن تكون قوة طاقوية بامتياز برفع طاقة التصدير، وهذا ما يتطلب تسريع المشاريع وتحسين ظروف استغلال واستخراج المعادن المنجمية.

وبالنسبة لإلحاح رئيس الجمهورية في كل مرة على تسريع عملية تنفيذ المشاريع المسطرة، فذكر محدثنا بأن هذا الإلحاح يكمن في أن هذه المشاريع المنجمية يعوّل عليها للمساهمة في التنمية المحلية، حتى  تكون مدخلا لتطوير صناعات الحديد والصلب وغيرها من الصناعات الأخرى التي تبقى حجر الزاوية لتطوير الاقتصاد، وتكون آلية لخلق مناصب الشغل خاصة في المناطق المعزولة. خاصة وأنه كما قال أن كل الظروف هيئت للدفع قدما باستغلال هذه الثروات التي ظلت مجمّدة لعقود من الزمن، حيث بات التفكير في مشاريع هادفة للدفع بقدرة استغلالها.

وأكد بوحرب أن المشاريع المنجمية ستعزز القدرة التفاوضية للاقتصاد الجزائري على الصعيد الدولي بالتحوّل من بلد مستورد إلى بلد مكتفي ذاتيا ومصدّر للمواد الأولية، وهذا ما سيجعلها تحظى بمكانة في الاقتصاد الدولي يحسب لها ألف حساب، تعكس حقيقة ما تتوفر عليه من إمكانيات منجمية هائلة.

كما أفاد أن إسداء رئيس الجمهورية أوامر بتسريع وتيرة هذه المشاريع أصبح يعكس حرص الدولة على التقيد بالخطة الزمنية والهيكلية لتنفيذ كل ما يمكن تبنيه من مشاريع لتحقيق المكتسبات التي أنجزت من أجلها، باعتبار أن التجارب السابقة أثبتت وجود تأخر في الإنجاز، وهو ما تؤكده عملية إعادة بعث عديد المشاريع التي كانت متوقفة في المرحلة السابقة.