أكد الخبير الاقتصادي هواري تيغرسي أن الاتفاقيات التي وقعها مجمّع سوناطراك خلال قمة منتدى الدول المصدّرة للغاز نهاية الأسبوع المنقضي، بالجزائر، ستعزز إنتاج الغاز مستقبلا من حيث زيادة كمية الإنتاج، ما يزيد من حجم صادرات هذه المادة الطاقوية في ظل زيادة الطلب عليها من طرف الدول الأوروبية، بحكم موقع الجزائر والمكانة التي تحظى بها كمموّن موثوق.

ذكر تيغرسي في تصريح لـ"المساء"، أمس، بأن الاتفاقيات التي وقعتها سوناطراك بمناسبة انعقاد قمة منتدى الدول المصدّرة للغاز، مع فنزويلا وغيرها ستعزّز مكانة الجزائر كبلد منتج للغاز من خلال تطوير هذه الصناعة، وترقية تكوين الموارد البشرية لمزيد من الاستكشافات وزيادة حجم الاستثمار والتصدير، للاستجابة للطلب المتوقع أن يزداد عالميا بنسبة 43 من المائة في غضون سنة 2050. علما أن الجزائر تعتزم رفع إنتاجها من الغاز إلى نحو 110 مليار متر مكعب سنويا من خلال استثمار 40 مليار دولار خلال الخمس سنوات القادمة.

وذكر محدثنا أن الجزائر التي تحتل المرتبة العاشرة عالميا من حيث احتياطي الغاز والرابعة عالميا من حيث التصدير، تحقق حاليا عدة استكشافات في كل ولايات الجنوب تقريبا، الأمر الذي يتطلب المزيد من التمويلات لتجسيد الاستثمارات المبرمجة، مع جلب المزيد من الشركاء، خاصة من طرف دول الاتحاد الأوروبي التي تعد أكبر زبون للجزائر، لإقامة شراكة في مجال تمويل استثمارات التنقيب عن هذه الطاقة النظيفة.

وأضاف أن سوناطراك التي تصنف من بين الشركات العشر الأوائل في مجال النفط والغاز عالميا، اكتسبت خبرات وتتمتع بسمعة جيدة تؤهلها لجلب المزيد من الشركاء، بفضل تحكمها في التكنولوجيات وتوفرها على موارد بشرية كفأه تمكنها من تطوير مشاريع مع دول إفريقيا وبوليفيا وفنزويلا وغيرها من خلال تطوير استكشافات واستثمارات بالجزائر.

وقال تيغرسي إن الجزائر تعرف اليوم إقبالا من المستثمرين بفضل موقعها القريب من أوروبا وامتلاكها لشبكة نقل عبر الأنابيب متطوّرة، بالإضافة إلى الثقة التي تحظى بها كمموّن له مصداقية ويلتزم بعقوده التجارية، ناهيك عن كونها بلد يعرف استقرارا اقتصاديا  وسياسيا وله  تشريعات مرنة ومستقرة، كقانون المحروقات الذي يمنح تحفيزات أكثر للمستثمر، مقدرا بأن مخرجات القمّة السابعة لمنتدى الدول المصدرة للغاز، ستعزز مكانة الجزائر أكثر، كونها كرّست  قدرة الدول المنتجة للوصول إلى إشكالية التنمية المستدامة للغاز قصد الدفاع عن مصالح المنتجين للقضاء على الفقر الطاقوي والاحتكار وكذا الرسوم التي تفرضها الدول الأوروبية على الغاز بالرغم من أنه مادة نظيفة.

وأكد أن تلاحم الدول الأعضاء في المنتدى يعطي أكثر قوة لهذا التكتل في المرحلة القادمة، للدفاع عن مصالح المصدّرين، بالرغم من صعوبة المرحلة والضغوطات التي تعرفها، حيث تكمن قوة الدول المصدرة، حسب محدثنا في الاتحاد لمواجهة هذه التحديات وضمان تموين واستقرار السوق.