رغم احتضانه أهم الإدارات بقسنطينة

حي الدقسي.. قريب من العين بعيد عن الاهتمام

حي الدقسي.. قريب من العين بعيد عن الاهتمام
  • القراءات: 361
شبيلة. ح شبيلة. ح

يعيش قاطنو حي دقسي عبد السلام بولاية قسنطينة، خاصة منهم قاطني الشطر الثالث، خطرا ومعاناة كبيرة نتيجة الفوضى العارمة التي تصنعها التجارة الفوضوية المحيطة بهم من كل جهة، والتي حوّلت الحي - حسب السكان - إلى مكب كبير للنفايات، ومخلفات هذا النشاط التجاري الموازي.

ويضم هذا الحي الذي تم إنشاؤه في 1972، أزيد من 7 آلاف نسمة. ويحتوي على مقر الولاية الجديد، والعديد من الإدارات، وعيادات الأطباء، ومستشفى الكلى، والعمارات التي تواجه الطريق بواجهات نظيفة ومرتبة، بينما تشكل العمارات الداخلية منطقة شعبية فوضوية؛ لكونها بعيدة عن الأنظار، على حد قول المشتكين.

وأكد السكان في شكوى لهم موجهة إلى الوالي تحوز "المساء" على نسخة منها، أن الباعة الفوضويين يستولون على الأرصفة والطرقات، تاركين وراءهم أكواما من القمامة، بينما تعاني العمارات من إهمال كبير جراء غياب أبسط شروط النظافة، ناهيك عن انسداد قنوات الصرف الصحي، وانعدام الإنارة العمومية في العديد من المحاور.

وأضاف هؤلاء أن شكاواهم المتكررة لم تلق آذانا صاغية، وظلت يومياتهم بائسة بسبب ما يعانونه في حي لا يبعد عن مقر الولاية سوى بأمتار، إلا أنه أصبح يشبه المناطق النائية.

وعبّر المشتكون عن تخوفهم الأكبر الذي ناشدوا لأجله تدخل السلطات المعنية قبل وقوع الكارثة وحدوث أي انفجار؛ بسبب التصرفات اللامسؤولة التي يقوم بها أغلب التجار بسوق مساعيد المعروف بـ "البودروم" الذي يقابل سكناتهم؛ حيث يضرمون النيران في المخلفات التي يرمونها أمام سياج محطة غاز المدينة التي تربط أحياء القماص، والرياض، والمنى وسركينة، كما جاء في الشكوى؛ إذ أكد هؤلاء أن الأمر يتعلق بمخلفات القمامة؛ من خضر متعفنة، وبقايا دجاج، وكرتون وما إلى ذلك.

كما طالبوا بالتصدي لهذا الوضع بشكل صارم، ومنع التجار والباعة من رمي القمامة وحرقها بجانب محطة الغاز، مطالبين بالمناسبة، بتنظيف حيهم من الأوساخ المتراكمة في كل أرجائه جراء ما يخلفه التجار الفوضويون، الذي يستغلون كل شبر فارغ بالحي، غير مبالين بالسكان ولا بالسلطات.

وطالب السكان في شكواهم بتحسين المحيط العام للحي، مؤكدين توفره على مساحات شاسعة، لكنها غير مستغلة استغلالا جيدا بالتشجير الملائم وتوفيرالمقاعد الخاصة للاستراحة، معبرين عن استيائهم من عدم وجود ألعاب للأطفال، ولاحتى مراحيض للزوار والغرباء، معتبرين التحسينات بسيطة، لكن من شأنها تغيير وجه الحي. كما عبّروا عن استيائهم الكبير من عدم تنظيف أقبية العمارات بالموازاة مع عدم تصليح قنوات الصرف الصحي؛ شأنها شأن الكتامة المهترئة إلى جانب عمارات دقسي 3 التي تحتاج لعملية دهن؛ على غرار ما حدث في دقسي 1 و2 من الإصلاحات المختلفة.

وتحدّث قاطنو الموقع في شكواهم، عن الإزعاج الذي تسببه الحافلات المارة منها والمتوقفة بمحاذاة حيهم، والتي لا يحترم أصحابها نقاط التوقف الخاصة بهم؛ إذ طالبوا السلطات بإيجاد أمكنة توقف أخرى بعيدة عن حيهم.

كما اشتكى هؤلاء من ظاهرة انتشار تربية الكلاب الضالة، التي يستغلها بعض الشباب في حرب العصابات، التي تدور بينهم أحيانا، علما أن الحي يعج بأكواخ الكلاب التي أنشأها هؤلاء في كل ربوع الحي؛ ما يثير مخاوف السكان الذين يعيشون في خوف وقلق دائمين.

وفي نفس الشكوى، أشار سكان دقسي 3 إلى سوء الإنارة العمومية، وانعدامها في عدة نقاط بالجزء السفلي الرابط بين حيّي الدقسي والقماص؛ مما ساهم في انتشار ظاهرة السرقة والاعتداءات.

وبناء على هذا، يناشد السكان السلطات المحلية التدخل العاجل لانتشالهم من هذه الظروف المزرية، وتحويل حيهم من "منطقة نائية" إلى حي يليق بحياة كريمة.