الدكتور محمد الشريف غبالو يحتفي بالقصبة ويؤكّد:

البهجة.. مدينة المقاومة والجمال

البهجة.. مدينة المقاومة والجمال
  • القراءات: 346
لطيفة داريب لطيفة داريب

قدّم الدكتور محمد الشريف غبالو، أوّل أمس، بالمتحف العمومي الوطني للفنون والتقاليد الشعبية، مداخلة بعنوان "قصبة الجزائر.. قلعة المقاومة..ذاكرة جزائرية"، احتفاء باليوم الوطني للقصبة، وارتأى تكريم أسماء بعضها أحبّ القصبة، وأخرى ترعرعت فيها كالكاتب الصحفي عبد الحكيم مزياني، عمار بوزنود، الشهيدة صليحة واتيكي صاحبة 13ربيعا، والشهيد الطفل عمر ياسف وغيرهم.

قدّم الدكتور غبالو لمحة تاريخية عن القصبة، فقال إنّها أنشئت عام 960 ميلاد على يدي بولوغين بن زيري من قبيلة صنهاجة بني مزغنة، تم تسجيلها في التراث المادي العالمي. كما أطلق عليها الفينيقون اسم "ايكوسيم" والرومان اسم "ايكوزيوم"، ثم تعرّضت للحكم العثماني بعد طلب حاكمها سليم تومي المساعدة من الإخوة عروج بفعل الهجمات المتكررة للإسبان.

وتابع أنّ القصبة عرفت تعايشا سلميا بين كلّ أطيافها من مسلمين ومسيحيين ويهود، كما اشتملت على العديد من المساجد العتيقة من بينها الجامع الكبير الذي بني عام 1096 ميلادي والمسجد الجديد (1660)، ومسجد كتشاوة الذي هدّمته فرنسا وحوّلته إلى كنيسة ليعود إلى أصله غداة الاستقلال. أيضا مسجد علي بتشين نسبة لبتشين حاكم البحرية الجزائرية لسنوات عديدة والذي تحول من النصرانية الى الإسلام بعد وقوعه في حبّ جزائرية، وكذا مسجد سيدي رمضان الذي يعدّ أقدم مسجد في البهجة (القرن العاشر) وجامع سيدي محمد شريف والجامع البراني وجامع السيدة وغيرهم.

وأشار المحاضر إلى توسّع القصبة لغاية قصر الرياس، وتشييد المستعمر الفرنسي في القصبة السفلى بنايات عالية حتى يسدّ رؤية واجهة البحر على سكان القصبة. أما أبوابها فهي خمسة حسب ما وصلت إليه أبحاثه وهي الواد، عزون، جديد، البحر، ودزيرة. كما كشف عن انبهار المهندس الفرنسي الشهير كوربيزيي بالواجهة البحرية الجزائرية إلى درجة تأكيده أنّها الأجمل في العالم، في حين  توقف عند التسميات العديدة للقصبة من بينها المحروسة، البهجة، العالية، البيضاء، العاصمة، القلعة، المدينة وغيرها.

وتطرّق أيضا إلى بعض مميّزاتها مثل تراثها الشعبي الثري ونافوراتها الجميلة والحرف التقليدية لسكانها، ومتاحفها وقصورها وطابعها الفني، وكذا الأفلام التي صوّرت فيها وعنها مثل فيلم "تحيا يا ديدو" و"عمر قتلاتو الرجلة" ومسرحية "أبناء القصبة" لعبد الحليم بوعلام رايس والتي عرضت مباشرة بعد تأميم المسرح.

أما عن المقاومة التي عرفتها البهجة ضدّ المستعمر الفرنسي، فذكر غبالو أنّ القصبة اختار لها مؤتمر الصومام أن تكون منطقة مستقلة نشطتها أسماء ثقيلة مثل العربي بن مهيدي وإبراهيم شرقي وياسف سعدي وعلي لابوانت. كما احتضنت كتابة بيان أول نوفمبر من طرف بوضياف وديدوش في دكان خياطة لعيسى كشيدة، والذي صحّحه محمد عيشاوي. وتحدّث المحاضر عن أهمية دور شبكة وضع القنابل في العاصمة والتي لم تمس القصبة فقط بقيادة طالب عبد الرحمن بل حتى بير خادم بقيادة بن صادوق وثالثة بمنطقة موغادور، كما تعدّ المجاهدة سامية لخضاري أوّل من وضعت قنبلة في مقهى.

كما أكّد الدكتور الدور الثوري للقصبة والذي توزّع على باقي ولايات الوطن، فمثلما كان العقيد عمرويش رمزا للكفاح في الجبال، عُدّ لابونات والجميلات الثلاث رمزا للمقاومة في المدن، علاوة على جمال المحروسة الذي لا يشكّ فيه أحد.