اكتسحن أسواق البرج وميلة

نسوة الشرق يسابقن الزمن لاستقبال الشهر الكريم

نسوة الشرق يسابقن الزمن لاستقبال الشهر الكريم
  • القراءات: 543
روبورتاج: آسيا عوفي روبورتاج: آسيا عوفي

احتدمت التحضيرات لشهر رمضان، قبل أيام من حلوله، في أسواق ولايتي ميلة وبرج بوعريريج، التي أصبحت تعرف حركية غير معهودة هذه الأيام، لدرجة عودة التجارة الفوضوية لتحتل كل الأمكنة والأرصفة، خاصة أصحاب طاولات بيع الأواني المنزلية، التي عرفت إقبالا منقطع النظير للسيدات البرايجيات والميليات على حد سواء، إذ سارعن إلى شراء الفواكه وتجفيفها خوفا من ارتفاع الأسعار خلال الشهر الفضيل، وللوقوف على تحضير تلك السيدات للشهر الفضيل رصدت "المساء" هذه الأجواء.

غزت منذ أيام قليلة سيدات برج بوعريريج وميلة كل أسواق الخضر والتوابل، من أجل شراء ما يلزم تحسبا لشهر رمضان، وخلال زيارتنا لبعض المحلات والأسواق بالولايتين، تحدثنا مع بعض السيدات اللواتي أجمعن على أنهن يقصدن هذه الأماكن من أجل شراء ما يلزم، وبحديثنا إلى إحدى السيدات، أكدت أنها تقوم باختيار التوابل المناسبة فلكل طبق توابله الخاصة به، فطاجين الحلو له توابله وطاجين الزيتون له توابله الخاصة، وشربة الفريك لها توابلها أيضا.

اختيار التوابل وتجفيف الخضر وتجميد الأطعمة

ولمواجهة ارتفاع أسعار الخضر والفواكه خاصة خلال الأيام الأولى من شهر رمضان، والتي تصل إلى ثلاثة أضعاف مما كانت عليه من قبل، عمدت السيّدات الى حيلة أخرى وهي تجميد أو تخزين تلك الخضر في الثلاجة على غرار الطماطم والفلفل الأخضر، القرعة، الفول وغيرها، حيث أكدت لنا إحدى السيدات أنها قامت بشراء كميات معتبرة من الخضر والفواكه وتخزينها، كما قامت بعصر الطماطم وتحويلها إلى صلصة جاهزة جمدتها لتكون متوفرة مباشرة للطهي خلال رمضان، وكذلك الأمر بالنسبة للبصل، خصوصا وأن أسعاره تلتهب مع كل موسم صيام جديد حسبها، كما أضافت أخرى موظفة، بأن الوقت لا يسمح لها بتحضير كل شيء أثناء عودتها للمنزل متأخرة من العمل، لذا قامت بتجفيف الطماطم، الفول والثوم من أجل مواجهة الغلاء وإعادة استعمالها في شهر رمضان.

أفكار ومقترحات مستوحاة من المواقع

وخلال جولتنا بسوق بومزراق بولاية برج بوعريريج، التقينا بعض السيدات اللواتي قلن لنا بأنهن استفدن كثيرا من قنوات الطبخ، ومواقع الطبخ أو مواقع التواصل الاجتماعي على غرار الفايس بوك، التي تنشر أفكار ومقترحات وطرق جديدة قبل حلول شهر رمضان المعظم، والتي تخص تجميد الأطعمة وإعادة استغلالها لاحقا بما في ذلك اللحوم والدجاج والخضر، حيث أكدت سيدة أنها تعلمت طرقا مبتكرة لحفظ الأطعمة، من بينها تمليح الليمون وتجفيفه للاحتفاظ به، تخليل الخضروات على غرار الفلفل الأخضر الحلو، الفلفل الحار، اللفت، الجزر، الزيتون، والشمندر، عصر الليمون وتجميده في مكعبات التجميد الخاصة بالثلاجة واستعماله لاحقا، وذلك من خلال جملة التدابير التي جاءت بها المواقع الاجتماعية.

تهافت غير مسبوق على الأواني المنزلية

حمى رمضان هذه السنة اجتاحت السيدات قبل أوانها، خاصة ما تعلق بالأواني المنزلية، حسبما وقفنا عليه، من تجارة فوضوية لبيع الأواني المنزلية في الأرصفة والطرقات، إذ لاحظنا أن السيدات البرايجيات والميليات، أصبحن يتهافتن على شراء الأواني المنزلية بمختلف أنواعها، وبحديثنا مع إحدى السيدات، عن سبب هذا التهافت، أكدت لنا بأن الأواني المنزلية لما يتم وضعها على مائدة الإفطار تلعب دورا في فتح الشهية، في حين أكدت لنا سيدة أخرى أن شراء الأواني المنزلية قبل شهر رمضان هو عادة بالنسبة لها ليس إلا، وأنها اعتادت أن تشتري قبل حلول الشهر أواني جديدة.

وفي ذات السياق أضافت لنا أخرى، أنها تستغل فرصة التجارة الفوضوية من أجل شراء أواني جديدة بأسعار تقل عن ثمنها في المحلات، في حين أرجعت أخريات، الإقبال على الأواني إلى هوسهن بما يتم عرضه بقنوات الطبخ، كما قالت السيدة (ق.ب) "أنا مدمنة على شراء الأواني بسبب قنوات الطبخ"، أما سيدة أخرى، فأكدت لنا بأنها تعشق تلك الصور التي تنشرها ربات البيوت لمطابخهن على صفحات الفيسبوك، لذلك تعمد في كل مرة إلى شراء أواني جديدة لتضيفها إلى مجموعتها، خاصة وأنها من السيدات واللواتي يحببن نشر صور موائدهن في مجموعات الطبخ، ويهمها أن تكون المائدة مثالية وأوانيها جميلة وعصرية. في الوقت الذي أشار فيه السيد (ن.ك) بأن الأمر مبالغ فيه كثيرا من طرف السيدات اللواتي تتهافتن على الأواني وكأنهن لا يملكن صحنا واحدا ببيوتهن، وبين هذا وذاك يبقى الشهر الفضيل فرصة للعبادة والتقرب إلى الله عزوجل، بالأفعال والأعمار الحسنة.