للدفاع عن مصالح الدول المنتجة وضمان استقرار السوق.. خوجة لـ"المساء":

قمّة الجزائر ستخرج بنتائج إيجابية لإقامة تكتل قوي

قمّة الجزائر ستخرج بنتائج إيجابية لإقامة تكتل قوي
مدير البحث بالمعهد الجزائري للبترول، محمد خوجة
  • 528
زولا سومر زولا سومر

❊ الظروف الجيوسياسية تحتّم على المنتجين إنشاء منظمة لمواجهة التحديات

توقّع مدير البحث بالمعهد الجزائري للبترول، محمد خوجة، خروج قمّة منتدى الدول المصدّرة للغاز التي تحتضنها الجزائر بنتائج "أولية إيجابية"، للارتقاء بالمنتدى إلى منظمة مستقبلا على غرار منظمة الدول المصدّرة للنفط "أوبك"، مرجعا ذلك لكون أغلب دول المنتدى أعضاء في "أوبك"، ولهم دور بارز في سوق النفط، ما يؤهلهم للتحوّل إلى قوة تتحكم في سوق الغاز باعتبارهم يمثلون 70% من الاحتياطات العالمية للغاز، وذلك لكسر الهيمنة التقليدية لهذه السوق والدفاع عن مصالحهم.

ذكر خوجة في تصريح لـ«المساء"، أمس، بأن المؤشرات تؤكد بأن قمّة منتدى الغاز التي ستحتضنها الجزائر من 29 فيفري إلى 2 مارس القادم، من المنتظر أن تخرج بنتائج أولية "إيجابية" ستؤسّس مستقبلا لمنظمة الدول المصدّرة للغاز، مشيرا إلى أن مناقشة هذه الفكرة أصبح ممكنا جدا بالنظر إلى معظم التحليلات، وبالنظر أيضا إلى ما يلوح في الأفق وإمكانية استعمال الغاز واستغلاله مع الطاقات المتجدّدة.

وأضاف خوجة أن هذه الفكرة تم تناولها من طرف عدة خبراء بهدف تقوية الصفوف للدفاع عن مصالح الدول المصدرة، مشيرا إلى أن هذا المشروع قابل للتجسيد بالرغم من الضغوطات العالمية للدول المستهلكة، باعتبار أن معظم دول المنتدى أيضا مصدّرة للنفط وتلعب دورا بارزا في منظمة "أوبك"، وهذا ما يعطيها قوة للدفاع عن مصالحها وفرض شروطها في إطار مبيعات الغاز المميع وإعطاء أهمية لمصادرها الغازية.

وقال المختص في المحروقات إن توحيد صفوف الدول المصدرة للغاز سيعطي قوة لدول المنتدى، خاصة إذا رأينا ما تقوم به بعض الجهات وبعض المنظمات "الدول المستهلكة" التي تحاول التقليل من أهمية الغاز كطاقة نظيفة لها مستقبل طويل، وتروّج لفكرة بأن استعمال هذه الطاقة آيلة للزوال وذلك بغرض الدفاع عن مصالحها.

وذكر خوجة بأن قمّة منتدى الدول المصدرة للغاز بالجزائر، تأتي في وقت جد حرج بحكم الاختلالات الأمنية في أوروبا والشرق الأوسط وتذبذب السوق العالمية نظرا لتقليص الإمداد  الروسي إلى أوروبا، وتوجّه الدول المستهلكة التقليدية في أوروبا للبحث عن شركاء جدد لتزويدها بهذه المادة، الأمر الذي يستدعي دول المنتدى لتوحيد مواقفها للدفاع عن مصالحها في ظل زيادة الطلب العالمي وضغوطات الدول الكبرى والدول المستهلكة.

وشدّد المختص على أن الدول المصدّرة للغاز اليوم مجبرة على إيجاد حلول متكاملة وآراء موحّدة لمجابهة ضغوطات الدول المستهلكة، خاصة ما تعلق بالتقليل من الغاز الطبيعي في المزيج الطاقوي، مضيفا أن كل هذه التحديات لها أبعاد اقتصادية وسياسية، بحيث تحاول الدول المستهلكة الضغط على الدول المصدرة لاستغلال الغاز بأقل الأثمان، الأمر الذي يحتم على الدول المصدّرة أن تتحد لتأكيد مكانتها في سوق الطاقة.

ويرى مدير البحث بمعهد المحروقات أن منتدى الدول المصدرة للغاز مطالب بالبحث عن اكتشافات جديدة لتقوية مكانته في السوق، والتقليل من تكلفة الإنتاج لتكون إضافة لها ولمواردها من العملة الصعبة لبعث اقتصادها، وترشيد الاستهلاك الطاقوي، في الوقت الذي تسجل فيه الدول المنتجة معدّلات استهلاك محلي مرتفعة للغاز تساوي 26% من مجمل إنتاج هذه الدول مجتمعة، علما أن هذا الاستهلاك يختلف من بلد إلى آخر، فالجزائر مثلا تستهلك أكثر من 50% من إنتاجها، ما يستدعي البحث عن مكامن أخرى جديدة أو البحث عن مكامن بحرية واستغلال الغاز الصخري من أجل تقوية مكانتها في السوق.