مؤكدا أهمية الانتباه للتغيرات الطاقوية في العالم.. مبتول:

الجزائر أمام تحدي التكيّف مع التكنولوجيا والبدائل الجديدة

الجزائر أمام تحدي التكيّف مع التكنولوجيا والبدائل الجديدة
الخبير الطاقوي عبد الرحمان مبتول
  • القراءات: 561
حنان. ح حنان. ح

قال الخبير الطاقوي عبد الرحمان مبتول، إنه يتعين على الجزائر أن تكون منتبهة للتغيرات العالمية الجديدة في مجال الطاقة، من جهة، وللسوق الأوروبية، باعتبارها زبونها الرئيسي، من جهة أخرى، معتبرا من الضروري تكييف تسيير ملف الطاقة في الجزائر بمتطلبات التحوّلات الكبرى في العالم.

أشار الخبير في تصريح لـ«المساء"، إلى أن قمة منتدى الغاز في الجزائر، ستكون فرصة لطرح هذه المسائل الهامة في مجال الغاز، كونها تنعقد في ظل وضع تميّزه متغيرات متسارعة على المستوى الدولي، تؤثر بصفة مباشرة على قطاع الطاقة وتفرض عليه تحوّلات جديدة. ويعد الاستثمار في المنبع لاكتشافات جديدة للمحروقات التقليدية، ملفا هاما حسب مبتول، الذي لفت إلى أن المساحة المستغلة في الوقت الراهن لا تتعدى 45%، واكتشاف مكامن أخرى يعد أمرا هاما يتطلب تعزيز شراكة مربحة بين الشركات الكبرى. كما تحدث عن أهمية مشاريع البُنية التحتية، مذكرا بأن الجزائر تنفذ مشروعين استراتيجيين هما خط أنابيب الغاز "نيغال"    (نيجيريا - النيجر- الجزائر- أوروبا) بقدرة 33 مليار متر مكعب من الغاز وبتكلفة تصل إلى 20 مليار دولار ومشروع  "غالسي"، عبر سردينيا وكورسيكا، بقدرة 8 ملايير متر مكعب من الغاز باستثمار يبلغ 3 ملايير دولار.

كما تطرّق الخبير لملف الهيدروجين الذي تخطط الجزائر في إطاره، وفقا لوزارة الطاقة، لاستثمار ما بين 20 إلى 25 مليار دولار بحلول 2040، لتطوير إنتاجه ضمن ثلاث مراحل رئيسية، تشمل الانطلاق عبر مشاريع تجريبية (2023 إلى 2030)، إنشاء السوق (2030 إلى 2040) والتصنيع والقدرة التنافسية في السوق (2040 إلى 2050). وقال إنه بحلول عام 2040، تخطط الجزائر لإنتاج وتصدير ما بين 30 إلى 40 تيراواط ساعي من الهيدروجين الغازي والسائل، بمزيج يتكون من الهيدروجين الأزرق المنتج من الغاز، والهيدروجين الأخضر المنتج بالتحليل الكهربائي بفضل الموارد الشمسية الكبيرة للبلاد، وذلك بهدف تزويد أوروبا بنسبة تتراوح بين 10 و15% من احتياجاتها من الهيدروجين الأخضر بحلول 2040.

واعتبر مبتول التوترات الجيواستراتيجية والتغيرات الاقتصادية العالمية الجديدة، بما في ذلك تنامي استخدام الذكاء الاصطناعي والاعتماد على مزيج الطاقات المتجددة، الذي يعتمد على الهيدروجين والغاز الطبيعي بنسبة 70% بين 2040/2050، وكذا الاضطرابات العالمية المرتبطة بتأثيرات ظاهرة الاحتباس الحراري، تؤثر على أساليب إدارة الدول، مسجلا أن العالم يتّجه نحو تعددية الأقطاب، ما يفرض على الجزائر وضع استراتيجية للتكيف داخل الفضاء الأورومتوسطي والفضاء الإفريقي الذي يعد مجالها الطبيعي.