قال إن الشروط اللوجستية والسياسية مهيأة لإنجاحها.. الحيدوسي:

قمة الغاز بالجزائر مفصلية وستؤرخ لعهد جديد

قمة الغاز بالجزائر مفصلية وستؤرخ لعهد جديد
الخبير الاقتصادي أحمد الحيدوسي
  • القراءات: 249
حنان حيمر حنان حيمر

اعتبر الخبير الاقتصادي أحمد الحيدوسي، أن إعلان الجزائر المرتقب صدوره عن قمة منتدى الدول المصدرة للغاز، سيكون له أثر في تقريب وجهات النظر وجعل المنتدى منصة للتحاور بين أعضاء المنتدى، مشيرا إلى أن الجزائر المحتضنة للحدث ستعمل في هذا الاتجاه من خلال توفير شروط نجاح القمة ليس فقط من الناحية اللوجستية، ولكن بالخصوص من الناحية السياسية.

قال الحيدوسي في تصريح خصّ به "المساء" أن وجود تباين في الرؤى بين بعض الدول الأعضاء بسبب الاختلاف في أجندتها الداخلية ومصالحها وبرامجها التنموية، يجعل من الجزائر البلد المناسب لتقريب وجهات النظر وإيجاد آلية ملائمة يعمل من خلالها قانون العرض والطلب لتحديد أسعار عادلة تخدم الجميع، سواء من خلال تدفق الاستثمارات والتمويل وبالتالي الإنتاج بالنسبة للدول المنتجة والمصدرة للغاز، وتوفر المعروض للدول المستهلكة الذي يسمح لها بتحقيق استقرار في الأسواق وفي موازناتها العامة .

من هنا، شدّد الحيدوسي على الأهمية التي تكتسيها قمة الجزائر، خاصة في ظل الظروف الدولية الراهنة  سواء على المستوى الجيوسياسي أو تسارع الأحداث السياسية في العالم، خاصة في مناطق شرق أوروبا والشرق الأوسط وجنوب شرق آسيا، أو على المستوى المناخي وأجندة المناخ وتسارع وتيرة القمم التي تتحدث عن ضرورة الحد من الاحتباس الحراري وتخفيض البصمة الكربونية ومدى تأثيرها على سوق الطاقة، أو على مستوى تسارع وتيرة التطوّر التكنولوجي فيما يخص إنتاج الطاقة من البدائل المتاحة.

وبالنسبة لمحدثنا، فإن احتضان الجزائر "التي لطالما احتضنت قمما تاريخية ومصيرية في تاريخ الطاقة بصفة عامة"، يحمل دلالة على المكانة الهامة التي تمتلكها الجزائر في السوق الطاقوية سواء كأكبر دولة مصدرة للغاز المسال في إفريقيا أو كثاني مورد للسوق الأوروبية التي تعد حاليا من أكبر أسواق الغاز في العالم وكذلك بالنظر لحجم الاستثمارات التي قامت بها في السنوات الأخيرة والتي مكنتها من احتلال مراتب متقدمة في مجال الاستكشافات على المستويين العربي والإفريقي وكذلك المكامن والاحتياطات المهمة التي تمتلكها سواء من الغاز الطبيعي أو الغاز الصخري.

كل هذه العوامل، جعلت الخبير يجزم بأن قمة الغاز بالجزائر ستكون "مفصلية تؤرخ لعهد جديد وترسم سيناريوهات مستقبل الطاقة في العالم"، من خلال طرحها لملفات حساسة تتعلق بأهم التحديات التي تواجه بلدان المنتدى، وعلى رأسها "الصناعة الغازية وتطوّرها" وهو الملف الذي سيطرح في سياق الإطلاق الرسمي لمعهد البحوث التابع للمنتدى، والذي سيعمل وفقا للخبير، على "إطالة عمر هذه المادة الإستراتيجية في المستقبل، إذ تشير الدراسات إلى أن الغاز سيمثل أكثر من ربع المزيج الطاقوي في 2050"، إضافة إلى تحدي تفعيل قوى السوق وتحديد الأسعار في المستوى الذي يخدم جميع الأطراف، فضلا عن التطور التكنولوجي والانتقال الطاقوي السلس الذي تريده الجزائر أن يتم عبر "جسر الغاز" باعتباره أهم مورد احفوري صديق للبيئة.