أكد التزام الجزائر ببلورة حلول إفريقية لمشاكل القارة.. عطاف:

التأسيس لمشروع إصلاح شامل ومتوازن ومتكامل لمجلس الأمن

التأسيس لمشروع إصلاح شامل ومتوازن ومتكامل لمجلس الأمن
وزير الشؤون الخارجية والجالية الوطنية بالخارج أحمد عطاف
  • القراءات: 232
م. خ م. خ

* 3 أولويات لترقية موقف إفريقي مشترك حول إصلاح مجلس الأمن

أكد وزير الشؤون الخارجية والجالية الوطنية بالخارج أحمد عطاف، أمس، بأديس أبابا، استضافة الجزائر في جوان القادم للاجتماع الوزاري 12 للجنة العشرة، مبرزا تطلّعها لأن يكون هذا الحدث "فرصة متجدّدة لتقييم المسار التفاوضي وتكييف استراتيجية العمل وفقا للتطوّرات التي يمكن أن يتم تسجيلها في سياق تجدّد الاهتمام الدولي بمسألة إصلاح مجلس الأمن". 

أوضح عطاف في كلمته خلال اجتماع لجنة العشرة للاتحاد الإفريقي المعنية بإصلاح مجلس الأمن، أن الجزائر التي تدعم تكثيف المساعي من أجل ترقية الموقف الإفريقي المشترك وحشد المزيد من الدعم له، تدعو أشقاءها من أعضاء لجنة العشرة إلى تركيز الجهود الجماعية في قادم المراحل على ثلاث أولويات.

تتمثل الأولوية الأولى، حسب الوزير في "التصدي لمختلف المحاولات الرامية لتقويض عملية الإصلاح أو إضعاف المواقف وتشتيتها. وعلى وجه الخصوص الموقف الإفريقي المشترك الذي يتفرد بمقاصده ومراميه وبطابعه الأصلي والمتأصل في ضرورة تصحيح الظلم التاريخي بحق قارتنا الافريقية".

أما الأولوية الثانية، فتتعلق، حسبه، بالمطالبة "بالتأسيس لمشروع إصلاح شامل ومتوازن ومتكامل يتجاوز نطاق توسيع العضوية ليشمل جميع المسائل الموضوعية المتعلقة بأساليب عمل المجلس وطرق تعامله مع مختلف المواضيع المطروحة على أجندته".

وبالنسبة للأولوية الثالثة، فتتمثل في "التقيد بالولاية التي أقرتها الجمعية العامة للأمم المتحدة والاسترشاد بالمفاوضات الحكومية التي تتم تحت قبتها كإطار جامع وتوافقي للتكفل بملف إصلاح مجلس الأمن، ورفض أي محاولة للانتقاص من قيمة هذا الإطار أو تهميشه على حساب مبادرات فردية ومتفردة لا يمكن أن تحقق التوافق بين الدول الأعضاء".

كما أكدت الجزائر، استعدادها للمساهمة "بكل أمانة وإخلاص" في الجهد الجماعي الرامي لحشد المزيد من الدعم الدولي للموقف الإفريقي المشترك، لإصلاح مجلس الأمن الدولي، داعية إلى ضرورة التأسيس لمشروع إصلاح "شامل ومتوازن ومتكامل" لهذا الجهاز الأممي، يتجاوز نطاق توسيع العضوية.

وأشار الوزير إلى أن هذه التحديات هي التي يتوجب التحضير لها "بصفة جماعية وفي صف واحد يتقيد بما أجمعنا عليه من خلال إعلان سرت وتوافق إزلويني".

واستهل عطاف كلمته بنقل تحيات رئيس الجمهورية عبد المجيد تبون، إلى المشاركين وتوجيه باسمه عبارات الثناء والإشادة إلى الرئيس السيراليوني، جوليوس مادا بيو، على رئاسته المتميزة لأشغال اللجنة وعلى جهوده الدؤوبة والمخلصة لتعزيز الموقف الإفريقي الموحّد بخصوص إصلاح مجلس الأمن. كما ووجّه الوزير باسم رئيس الجمهورية، بأحر التهاني لرئيس غينيا الاستوائية أوبيانغ نغيما مباساغو، على نجاح أشغال القمة السادسة للدول الأعضاء في لجنة العشرة في نوفمبر المنصرم بغينيا الاستوائية.

الجزائر ملتزمة بالجهود الرامية لبلورة حلول إفريقية لمشاكل القارة

وخلال مشاركته في اجتماع حول البند المتعلق بحالة السلم والأمن في إفريقيا، أكد وزير الشؤون الخارجية التزام الجزائر تحت قيادة رئيس الجمهورية، السيد عبد المجيد تبون، بمواصلة انخراطها التام كطرف فاعل في الجهود الجماعية الرامية لبلورة وتفعيل حلول إفريقية للمشاكل الإفريقية.

واستهل عطاف كلمته، بالتأكيد على أن انتخاب الرئيس الموريتاني رئيسا للدورة 37 للاتحاد الإفريقي "مفخرة لمنطقتنا المغاربية وللقارة الإفريقية عامة" وأن الجزائر تقدّم له كل الدعم والسند. كما نقل للرئيس الموريتاني محمد ولد الشيخ الغزواني تهاني الرئيس عبد المجيد تبون الحارة وأطيب التمنيات له بالسداد والنجاح والتوفيق في أداء مهامه النبيلة.

وأكد الوزير أن المشهد الأمني والسياسي في القارة يطرح اليوم أربع تحديات رئيسية أولاها "تحدي تصفية الاستعمار تصفية نهائية، عبر محو بقايا هذه الظاهرة في آخر مستعمرة إفريقية في الصحراء الغربية، طبقا للثوابت والضوابط التي اجتمعت عليها منظمتنا ومنظمة الأمم المتحدة على حد سواء".

أما التحدي الثاني فهو "وضع حدّ للمدّ الخطير الذي تعرفه ظاهرة التغييرات غير الدستورية للحكومات، لا سيما في منطقة غرب إفريقيا"، فيما يكمن التحدي الثالث، في "مكافحة الإرهاب والوقاية من هذه الظاهرة التي عرفت في السنوات الثلاث الأخيرة تفاقما خطيرا في القارة" ويتعلق التحدي الرابع، حسبه، في "ضرورة التعامل بكل حزم وصرامة مع التدخلات الخارجية التي عرفت هي الأخرى تزايدا مريبا في الفترة الأخيرة عبر مختلف صيغها وصورها السياسية، والعسكرية، والأمنية".