تحظى بترحيب كبير في دوائر صنع القرار بموسكو.. مدير مركز "جي أس أم":

الجزائر بلد وازن وموثوق سينجح قمة الغاز

الجزائر بلد وازن وموثوق سينجح قمة الغاز
مدير مركز "جي أس أم" للأبحاث والدراسات بموسكو، أصف ملحم
  • القراءات: 338
زولا سومر زولا سومر

❊ لا وجود لأي تنافس بين الجزائر وروسيا حول أسواق الغاز

❊ الجزائر دولة آمنة تحترم عقودها وتتمتع بقرار سيادي ولا ترضخ للضغوطات

❊ تواجد الجزائر بمجلس الأمن يمكّنها من الدفاع عن توصيات منتدى الغاز

❊ منتدى الغاز مطالب بالتفكير في توافق الأسعار مع العرض والطلب

فنّد مدير مركز "جي أس أم" للأبحاث والدراسات بموسكو، أصف ملحم، وجود أي تنافس أو تزاحم بين الجزائر وروسيا حول سوق الغاز، بحكم اختلاف زبائن كلا البلدين، مؤكدا أن الجزائر شريك مهم بالنسبة لروسيا ولدول مهمة مؤثّرة في السوق بالنظر لموثوقيتها واحترامها لالتزاماتها، لأنها "بلد صاحب قرار سيادي لا يرضخ للضغوطات الخارجية"، الأمر الذي جعله يحظى باحترام دولي. 

استبعد الدكتور ملحم لدى استضافته في منتدى الإذاعة الوطنية أمس، بمناسبة احتضان الجزائر للقمة السابعة لرؤساء دول وحكومات منتدى الدول المصدرة للغاز نهاية فيفري الجاري، وجود أي تنافس بين الجزائر وروسيا حول سوق الغاز، "على عكس ما تحاول بعض وسائل الإعلام الغربية "المأجورة" الترويج له"، مؤكدا وجود توافق بين البلدين "خاصة وأن زبائنهما مختلفان، بعد أن قطعت روسيا علاقاتها مع الدول الغربية (بسبب الحرب الروسية الأوكرانية) واتجاهها نحو أسواق أخرى.

وأكد المتحدث وجود ترحيب كبير بالجزائر من دوائر صنع القرار في روسيا، مشيرا إلى أن تطوير العلاقات بين البلدين، سيكون عاملا مهما لتحقيق فائدة ومصلحة متبادلة بناء على العلاقات "الجيدة" بعمقها التاريخي التي ستنعكس، حسبه، على نجاح قمة منتدى الغاز.

وذكر ملحم بأن الجزائر دولة آمنة وموثوقة بفضل احترام عقودها والتزاماتها مع زبائنها واحترام علاقاتها الاقتصادية مع باقي دول العالم، الأمر الذي سيمكن من تجسيد نتائج هذه القمة السابعة، مضيفا بأن الجزائر "بلد معروف بمواقفه السيادية وعدم رضوخه للضغوطات الأجنبية، الأمر الذي جعله محل احترام كبير، ناهيك عن تمتعه بعلاقات جيدة مع الدول المهمة في منتدى الدول المصدرة للغاز على غرار روسيا والصين."

تواجد الجزائر بمجلس الأمن يمكّنها من إقناع الدول بتوصيات منتدى الغاز

أوضح مدير مركز الأبحاث في الغاز بروسيا، بأن تصويت أغلب الدول لصالح حصول الجزائر على مقعد كعضو غير دائم بمجلس الأمن، دليل على مكانتها المرموقة، معتبرا تواجد الجزائر بمجلس الأمن يساعد على الترويج للتوصيات التي ستخرج بها القمة السابعة لرؤساء دول وحكومات منتدى الدول المصدرة للغاز وغيرها من الأفكار التي سيطرحها المنتدى، على غرار "الحد من الانبعاثات والانتقال الطاقوي"، وذلك بإقناع الدول الأعضاء في مجلس الأمن على تبني هذا الطرح، باعتبار هيئة الأمم المتحدة أهم منبر لاتخاذ القرارات الهامة التي تخص البشرية.

ويرى المسؤول الروسي بأن الأوضاع الجيوسياسية التي يعيشها العالم اليوم والتي أثرت على سوق الغاز، ستدفع المشاركين في قمة الجزائر إلى التشاور الدائم والمستمر، "حيث ستكون هذه القمة نقطة انطلاق أولى لمحور العمل مستقبلا، قصد مواجهة المشاكل الجيواستراتيجية التي تعصف بسوق الغاز"، مؤكدا أن هذه القمة ضرورية وستكون بمثابة ورقة طريق، لضمان الأمن الطاقوي وتأمين الكميات الموجّهة للمستهلكين في ظل ما يحدث في البحر الأحمر وأوروبا الشرقية.

في هذا الصدد، توقع المختص بأن تخرج قمة الجزائر بتوصيات في مجال الانتقال الطاقوي للتقليل من الانبعاثات الغازية، "بالرغم من أن هذا الانتقال يسير بوتيرة جد بطيئة قد تحتاج إلى 100 سنة وإلى إرادة سياسية كبيرة وتكاليف ضخمة"، مؤكدا أن التخلي عن الطاقات الأحفورية لكونها آيلة للزوال في الوقت الراهن "غير ممكن وسيحتاج لوقت طويل".

منتدى الغاز مطالب بالتفكير في توافق الأسعار مع العرض والطلب

من جهته، ذكر مدير البحث بالمعهد الجزائري للبترول والأكاديمية الجزائرية للتكنولوجيات، محمد خوجة، أن منتدى الدول المصدرة للغاز، وفي ظل الضغوطات التي تعرفها السوق، مطالب بإيجاد آليات للتحكم في السوق والتفكير في جعل السوق تتأقلم مع العرض والطلب والتأسيس لسوق منفصلة عن سوق النفط، مع التفكير في جعل عقود الغاز تتأقلم مع أسعار السوق ولا تكون ثابتة، كما هي عليه حاليا.

وأكد خوجة أهمية أن تتناول قمة الجزائر موضوع نقل الغاز عن طريق الأنابيب، للتقليل من الانبعاثات الملوّثة التي يطرحها النقل البحري، مضيفا بأن معهد الأبحاث في الغاز الذي سيقام بالجزائر، سيكون الحلّ لمشاكل سوق الغاز، حيث سيكون بمثابة مخبر لمنتدى الدول المصدرة وقبلة للباحثين من كل العالم لتطوير الدراسات في المجال، من أجل مواجهة الأزمات واستقرار السوق. كما أكد المختص بأن الجزائر مطالبة، اليوم، بالبحث عن استكشافات جديدة، للحفاظ على القدرة التصديرية والاستجابة للاستهلاك الداخلي، باللجوء إلى استغلال الغاز الصخري وشبكة الأنابيب لنقل الغاز إلى الدول الإفريقية.