العرض الأوّل للفيلم الروائي القصير "الطيارة الصفراء"

تراجيديا تتحوّل إلى نضال من أجل الوطن

تراجيديا تتحوّل إلى نضال من أجل الوطن
  • القراءات: 345
دليلة مالك دليلة مالك

قدّمت هاجر سباطة أول تجربة لها في الإخراج، بعرض فيلمها الروائي القصير "الطيارة الصفراء"، مساء أوّل أمس بقاعة "ابن زيدون" بديوان رياض الفتح في الجزائر العاصمة، والعمل يتناول قصة انخراط شابة في صفوف جبهة التحرير الوطني بعد أن قتل المحتل الفرنسي أخاها، ضمن حبكة درامية مؤثّرة.

لا يمكن لفيلم "الطيارة الصفراء" إلاّ أن يحظى بالإشادة، حتى وإن شابه بعض الأخطاء، ذلك أنّ العمل يتمتّع بجودة عالية في صناعة الصورة، فضلا عن القصة المتناولة التي اتّسمت بالتميّز، والأكثر من ذلك أنّ العمل أخرجته امرأة سيكون لها شأن كبير في المستقبل والمشهد السينمائي الجزائري عموما.

فيلم "الطيارة الصفراء"، مدّته 40 دقيقة، يتناول قصة "جميلة" (سهيلة معلم)، التي تخوض معركة لم تكن لتعنيها إلاّ بعد حادثة مقتل أخيها على يد ضابط فرنسي همجي، إذ تقرّر الانتقام لأخيها، فتحمل مسدس والدها "سعيد" (سيد أحمد أقومي) الذي يشتغل شرطيا في البوليس الفرنسي، وتخبره أنّها ستفعل ما لم يستطع فعله هو.

بشكل ما، تدين "جميلة" والدها "سعيد"، حتى وإن لم تصرح بذلك، توحي القصة بذلك دون الحاجة إلى ثرثرة أو حوار مطنب، فالأب الشرطي طالما تمنى لابنه المغدور "مصطفى" أن يصبح شرطيا مثله ليساعد الناس ويحميهم، فساعده ليتجنّد ضمن صفوف الجيش الفرنسي، غير أنّ الأمور آلت إلى ما لم يكن في الحسبان.

تعلم "جميلة" صدفة قصة مقتل أخيها، من صديقه "سليمان"، على يد ضابط فرنسي، فـ"مصطفى" في إحدى المداهمات لكتيبة عسكرية فرنسية يرفض إشهار سلاحه وقتل الجزائريين العزل في تلك القرية التي كانوا بها، فانتهى الأمر بتصفيته على الفور.

تقرّر "جميلة" ترك والدها في البيت وهو المريض والمنهار نفسيا، إذ يعتقد أنّه المتسبب في مقتل ابنه، ويبدو الأمر نفسه بالنسبة لـ"جميلة"، فتذهب لقتل الضابط لتثأر لدم أخيها، وبينما هي تتابع خطوات غريمها، لتصل إليه وتطلق عليه النار، يصل رجلان من جبهة التحرير الوطني يسحبان "جميلة" من مسرح الجريمة، والهرب بها بعيدا، ثم يحاولان ضمّها للجبهة، فتوافق بعد تفكير.

الفيلم الذي عنوانه "الطيارة الصفراء"، للأسف لم يُظهر هذه الآلة التدميرية الاستعمارية إلا لثوان، ولم تبيّن صراحة علاقة بين حكاية الفيلم وعنوانه، كما أنّ القصة التي كتب سيناريوها هاجر سباطة وكريم خديم كان من الممكن أن يتطوّر إلى فيلم روائي طويل، خاصة في الجزء المتعلّق بانضمام جميلة إلى جبهة النضال.