المديرة العامة للمناجم بوزارة الطاقة.. نجيبة بورنان فدال لـ"المساء":

اكتشافات منجمية هامة واهتمام بالألماس والزئبق

اكتشافات منجمية هامة واهتمام بالألماس والزئبق
المديرة العامة للمناجم بوزارة الطاقة نجيبة بورنان فدال
  • القراءات: 430
حوار : حنان حيمر حوار : حنان حيمر

❊ استكمال خرائط المخاطر الجيولوجية بـ14 ولاية

❊ خرائط وملخّصات للمعادن النادرة والانتهاء من 48 كتيبا للموارد المعدنية

❊ صناعة الأسمدة الفوسفاتية والآزوتية تسمح بتلبية الطلب المحلي والتصدير 

❊ مشروع الفوسفات المتكامل يجعل الجزائر من الدول الرائدة في صناعة الأسمدة

❊ استخراج 10 ملايين طن سنويا من الفوسفات الخام ومعالجتها بمركب واد الكبريت

❊ مشروع واد أميزور يسمح بإنتاج 170 ألف طن من مركز الزنك سنويا 

أكدت المديرة العامة للمناجم بوزارة الطاقة والمناجم، نجيبة بورنان فدال، أن  قطاع المناجم ساهم بطريقة فعّالة في النشاط الاقتصادي خلال السنة الماضية، كاشفة في حوار خصّت به "المساء" عن أهم القدرات الوطنية في المجال المنجمي، والتي سيتواصل برنامج استكشافها خلال 2024، من خلال إعداد خرائط وإنجاز ملخصات لمعادن هامة من بينها الزئبق والماس. 

* ماهو تقييمكم لأهم الإنجازات التي عرفها قطاع المناجم خلال سنة 2023؟

نجيبة بورنان:  يمكن تقييم ما تم إنجازه في السنة الماضية على عدة مستويات، أولها يتعلق بتطوير المنشآت الجيولوجية، الذي شهد إعداد 24 خريطة جيولوجية بمقياس رسم 1/50000، ثلاث خرائط جيولوجية بمقياس رسم 1/200000، إضافة إلى إطلاق إنجاز 13 خريطة جيولوجية بمقياس رسم 1/500000، حيث تم الانتهاء من إنجاز خريطة واحدة، و12 خريطة هي قيد الاستكمال، وتم كذلك إنجاز الجرد والخرائط المتعلقة بالمخاطر الجيولوجية في بعض الولايات، منها مستغانم، تيبازة، الجزائر، تيزي وزو، سوق أهراس، بجاية، قسنطينة، الشلف، وهران، بومرداس، جيجل، ميلة، سكيكدة وعين تموشنت، وهي قيد الإعداد في كل من ولايات قالمة، والبويرة، والمدية.

وشهد العام المنصرم وضع ملخصات للوضع الحالي وإنجاز خرائط للساحل الجزائري لولايات بجاية، وتيبازة، ووهران، وجيجل، وسكيكدة وعين تموشنت، فضلا عن تحيين جرد الموارد المعدنية وإنجاز خرائط للموارد المعدنية والجيوفيزياء للجزائر، حيث تم إعداد ونشر 17 ملخصا عن المعادن في الجزائر مثل الجبس، والفوسفات، والدياتومايت، والزيوليت، والبريت، والفحم والصخر الزيتي، والذهب، والرمال الاصطناعية، والفلزات النادرة، والأتربة النادرة، والزنك والرصاص، والأملاح، والبنتونيت، وتوجد 3 ملخصات أخرى برمجت خلال سنة 2023 هي في قيد الاستكمال، تتعلق بالسيليستين، الصلصال رفيع الجودة، الفلسبار والميكا والغرافيت.

كما تم الانتهاء من إعداد 48 كتيبا للموارد المعدنية خاص بكل ولاية من ولايات التقسيم الإداري القديم، مع مواصلة إعداد كتيبات الموارد المعدنية الخاصة بالعشر ولايات الجديدة وإنجاز 5 خرائط للموارد المعدنية وخريطتين للجيوفيزياء وخريطة للمناجم والمحاجر وخريطة للمناجم القديمة وأخرى للاستغلال الحرفي للذهب.

ولابد من الإشارة إلى أن أهمية هذه الإنجازات تكمن في توفير المعلومات الجيولوجية لباطن الأرض وسطحها على شكل تقارير وتلاخيص وخرائط جيولوجية وجيوفيزيائية وكيميائية، وتعتبر أيضا وسيلة هامة تستخدمها القطاعات الأخرى في إنجاز مشاريعها.

أما على مستوى البحث المنجمي، فقد تواصلت عمليات تحديد الإمكانيات المنجمية واكتشاف مكامن جديدة للمواد المنجمية بكامل التراب الوطني، في إطار تلبية احتياجات الاقتصاد الوطني من المواد الأولية المنجمية، حيث تقدر تكلفة هذا البرنامج بـ4,8 مليار دينار تتوزع على 27 ولاية، ويتعلق بـ13 مادة منجمية موضوع استكشاف وتنقيب وهي، النحاس، المنغنيز المتعدد الفلزات، المعادن الصناعية (البوتاس، البنتونيت، الطين الكاوليني، الفالدسبات) إضافة إلى الكبريت، الأحجار شبه الكريمة، الليتيوم، البنتونيت والذهب. 

وتم إلى غاية الآن إنجاز المرحلة الأولى من البرنامج من طرف الديوان الوطني للبحث الجيولوجي والمنجمي، وانطلقت المرحلة الثانية بعد حصول البرنامج على التأشيرة من طرف اللجنة القطاعية للصفقات العمومية.

أما على مستوى المشاريع الكبرى الهيكلية، فيمكن القول إن الأمور تسير في الاتجاه الصحيح، وهو ما يؤكده التطوّر الذي شهدته هذه المشاريع وأبرزها مشروع الحديد بغارا جبيلات بتندوف، حيث تمكنت شركة "فيرال" للحديد والصلب، المكلفة بتطوير واستغلال مكمن غارا جبيلات من الإطلاق الفعلي للمشروع في جويلية 2022، لاستخراج خام الحديد، كما حظي المشروع بتدشين رئيس الجمهورية  لوحدة المعالجة الأولية لإنتاج مركز الحديد على مستوى المنجم.

وشهدت سنة 2023 عديد الأنشطة مع مختلف الأطراف المعنية بالمشروع، انطلاقا من المنجم، بمواصلة البحث والتطوير مع الشريك الصيني من أجل تطوير الكيفيات الأمثل لمعالجة خام الحديد، تحديد مصانع التحويل في منطقة بشار مع الشركاء، حسب المواد المراد إنتاجها من خلال خام الحديد، حيث تم تحديد متطلبات هذه المصانع من ماء وطاقة ونقل بالسكك الحديدية بمشاركة قطاعات الصناعة، الطاقة، النقل، الأشغال العمومية الموارد المائية، البيئة وغيرها.

وبتاريخ 30 نوفمبر 2023، تم وضع حجر الأساس لمشروع مصنع المعالجة الأولية لخام الحديد المستخرج من منجم غارا جبيلات، الذي يعد أكبر استثمار منجمي في الجزائر منذ الاستقلال باحتياطي يصل إلى نحو 3,5 مليار طن من الحديد، وينتظر أن يحقق المشروع أهدافا عديدة، خاصة ما تعلق منها بدعم صناعة الحديد والصلب وضمان الاكتفاء من الحديد، من خلال تلبية احتياجات المصانع من المادة الأولية المستوردة حاليا، والتي تكلف خزينة الدولة أكثر من مليار دولار سنويا، وهي كميات قابلة للزيادة مع التوسعات الجديدة التي تشهدها مركبات الحديد والصلب بكل من بلارة بولاية جيجل وتوسيالي بولاية وهران، إلى جانب مساهمته في تنمية منطقة الجنوب الغربي للوطن ورفع الصادرات، مع توقع استحداث 25000 منصب عمل مباشر و125000 منصب عمل غير مباشر في  آفاق 2040.

وبخصوص مشروع الفوسفات المتكامل بشرق البلاد، فالعمل متواصل على مستوى "بلاد الحدبة" بتبسة، حيث سيتم استخراج الفوسفات ومعالجته وإرساله إلى مصانع التحويل بواد الكبريت (سوق اهراس)، من أجل صناعة الأسمدة الفوسفاتية والآزوتية لتلبية الطلب المحلي منها وتصدير الفائض عبر ميناء عنابة. وتتواصل المجهودات مع جميع الشركاء والقطاعات المعنية من أجل (عصرنة وإنجاز ازدواجية خط السكة الحديدية، توسعة ميناء عنابة، تزويد المصنع بالماء والغاز والكهرباء...)، فالمشروع مكسب هام للجزائر سيجعلها من الدول الرائدة في صناعة الأسمدة باستخراج 10 ملايين طن سنويا من الفوسفات الخام ومعالجتها لإنتاج 5,8 ملايين طن من الفوسفات  المعالج، تتم معالجته كيميائيا لإنتاج معظم الأسمدة على مستوى مركب واد الكبريت بسوق اهراس.

أما مشروع مكمن الزنك والرصاص بتالة حمزة، بواد اميزور بولاية بجاية، فيعد كذلك من المشاريع التي تعول عليها الجزائر. وتم في 11 نوفمبر الفارط وضع حجره الأساس لانطلاقه رسميا، في إطار شراكة جزائرية-أسترالية، فبعد عقود من الانتظار ستتمكن الجزائر من استغلال مقدرات هذا المنجم الهام، والذي تبلغ احتياطاته القابلة للاستغلال نحو 34 مليون طن من المعدن الخام، وسينتج 170 ألف طن سنويا من مركز الزنك و30 ألف طن سنويا من مركز الرصاص، وسيسمح باستحداث نحو 800 منصب عمل مباشر و4000 منصب غير مباشر، فضلا عن تلبية حاجيات السوق المحلية وتصدير الفائض إلى الخارج. ومن المقرر دخول هذا المشروع حيز الخدمة خلال سنة 2026.

* ماهي أهم المشاريع المبرمجة خلال السنة الجارية في القطاع المنجمي؟

* ستعرف سنة 2024 إطلاق إنجاز 16 خريطة جيولوجية جديدة بمقياس رسم 1/500000، منها  11 في الشمال و5 في الجنوب، إضافة إلى إطلاق إنجاز ملخصات حول معادن الكبريت، الأنتيموان، الزئبق، المنغنيز، الموليبدين والماس، وسيتم كذلك تحيين كتيبات الموارد المعدنية لثماني ولايات، مع إطلاق إنجاز الجرد وخريطة للمخاطر الجيولوجية لولاية عنابة، إطلاق إنجاز ملخص للوضع الحالي وإنجاز خريطة للساحل لولايتي تلمسان ومستغانم. كما سنواصل إنجاز برنامج البحث المنجمي 2021-2023، حيث ستشهد سنة 2024 إنجاز الشطر الثالث منه وتقييم أهم ما تم استكشافه.

وستطرح الوكالة الوطنية للنشاطات المنجمية نسخا جديدة من المزادات العلنية للمواقع المنجمية لمختلف المواد المنجمية المطلوبة في السوق الوطنية، من أجل استكشافها واستغلالها من طرف المستثمرين، بالإضافة إلى مواصلة المجهودات لإنجاح المشاريع الهيكلية الكبرى للقطاع المنجمي المعوّل عليها في المساهمة الفعالة لتنويع الاقتصاد الوطني، خلق الثروة وتوفير مناصب شغل.

* فيما تكمن أهمية الشراكة ونقل التكنولوجيا في تجسيد مشاريع القطاع؟

* تعتبر الشراكة الأجنبية خيارا حقيقيا للتنمية الاقتصادية، باعتبارها عاملا منتجا للثروة وفضاء حيويا لخلق فرص العمل ونقل الخبرة والمعرفة وجلب رؤوس الأموال التي بإمكانها الاستفادة من ميزات السوق الوطنية، وفي ظل السعي لجعل القطاع أكثر جاذبية للاستثمارات، يتم العمل على مراجعة التشريعات من أجل جلب الشركاء الأجانب للاستثمار في هذا القطاع بما يمكن من تطوير الصناعة المحلية واكتساب المستثمر المحلي للتكنولوجيات الحديثة.

* ماهي تقديراتكم حول القدرات الوطنية في المجال المنجمي؟

* بالاستناد على الأرقام، يمكن أن نؤكد بأن القطاع المنجمي تمكن من إنتاج عديد المواد والمنتوجات المنجمية، حسب إحصائيات 2022، أهمها الحديد (1634335 طن)، الفوسفات (1850700 طن)، الذهب (67,69 كلغ)، الزنك (681 طن)، الباريت (55959 طن)، البنتونيت (33713 طن)، الطين الكوليني (569443 طن)، الفلدسبات (58685 طن)، كربونات الكالسيوم (370037 طن)، الكلس الموجه للإسمنت (26018891 طن) والرخام (11099 متر مكعب).