دعا الباحثين إلى كشف حقائق المواقع المطمورة

ياسين العابد يقدّم "جمار قراضة" روائيا

ياسين العابد يقدّم "جمار قراضة" روائيا
  • القراءات: 439
نورالدين العابد نورالدين العابد

قال الدكتور ياسين العابد، خلال تقديم كتابه "جمار قراضة"، إنّه أراد من خلال هذا العمل تحفيز المؤرّخين والمهتمين للعمل على كشف حقائق الكثير من المواقع ببلدية بوشقرون بولاية بسكرة، وتحديدا منطقة قراضة التي طُمست ولم يبق منها سوى بعض الآثار التي تدلّ على حضارة مطمورة.

أوضح المتحدّث الذي يشغل منصب مدير الثقافة لولاية الجلفة، خلال "منتدى الكتاب" للمكتبة الرئيسية للمطالعة العمومية "جمال الدين بن سعد" الذي احتضنه المركز الثقافي ببلدية بوشقرون، أنّ الكتاب بمثابة رواية تاريخية، تطرّق فيها إلى أهم الأماكن، المواقع، الطقوس والشخوص بمنطقة بوشقرون وتحديدا موقع قراضة، المنطقة التاريخية والأثرية، التي ربما اندثرت لأسباب مختلفة ولم يبق منها سوى بعض الركام والأحجار الأثرية، يقول الباحث نفسه.

ولفت العابد في كتابه إلى العديد من تساؤلات السكان، وبالدرجة الأولى الباحثين المهتمين بتاريخ المنطقة، واسترسل في  الحديث عن منطقة قراضة وسكانها وأهاليها، وأهمّ ما ميّز الحقب التاريخية والحضارات التي تعاقبت على الموقع، لافتا إلى أنّ إصدار الكتاب بمثابة تحفيز للباحثين قصد إنجاز عمل تاريخي أكاديمي يصاغ في أحسن حلة، مجدّدا تأكيد استفزاز الباحثين والمهتمين بحقل التاريخ بالمنطقة.

وغاص الكاتب في بعض الأحداث والشواهد التي ترد على لسان بعض الطاعنين في السن، وتتحدّث عن شخصيات وأحداث وقعت، ربما يجهلها الكثير من السكان أو من عايشوا تلك الفترة، مؤكّدا ذكر "الجمار" كرمز وأحد المكوّنات الأساسية لشجرة النخيل المباركة، وما تحمله من سمات تتعلّق بالتراث والحياة الاجتماعية عموما، وثمارها مصدر عيش للساكنة.

وقال في معرض مداخلته إنّ الندوة فرصة لمواطن بوشقرون ولكلّ الشعراء والكتّاب والمهتمين بتاريخ المنطقة، فرصة لوضع جمار قراضة ودراستها لتعميم الفائدة لنفض الغبار عن حضارة لا نعرف عنها الكثير. وأضاف أنّ الكتاب رواية تاريخية، تتناول حقبا متتالية، منها الرومانية، وما قبل الاحتلال الفرنسي، مرسلا في سياق متصل رسالة تتعلق بضرورة الاحتفاظ وتدوين الموروث الشعبي، سواء عن طريق الرواية أو التدوين، مؤكّدا أنّ الاطلاع على الماضي يضمن معرفة ملامح المستقبل، وللرواية نصيب في توسيع دائرة المعارف لدى الناشئة.

وقدّمت البروفيسور نعيمة سعدية بجامعة "محمد خيضر" ببسكرة، قراءة نقدية للرواية، ووقفت عند أبرز النقاط التي تناولها الروائي، كنص جمع بين عملاقين اثنين، الرواية باعتبارها فنا يؤسّس لخيال جمالي ويمرّر رسائل مشفرة، والتاريخ الذي يحمل ذاكرة أمة وهويتها، مؤكّدة أن هذه الرواية التاريخية تشهر سيفها ضدّ النسيان.