أصبحت قائمة المنتخب الوطني، التي ستضم 27 لاعبا، والمتعلقة بالمشاركة في كأس أمم إفريقيا القادمة بكوت ديفوار، محل حديث العام والخاص، لاسيما في وسائط التواصل الاجتماعي، لتصبح الشغل الشاغل لبعض الزملاء في قاعات التحرير، والذين يرون بأن المدرب الوطني يخفي هذه القائمة، حتى بلغ بالبعض منهم إلى نشرها والتأكيد عليها.

مدرب الفريق الوطني سيعلن عن قائمته في الوقت المحدد، وقبل المهلة النهائية المحددة بتاريخ 3 جانفي القادم، وستعلن عبر موقعي "الكاف" و"الفاف"، وستنشر عبر كامل وسائل الإعلام، فلا شيء سيخفيه الناخب الوطني، الذي من المنطقي أن يأخذ كامل وقته، حتى يسرح هذه القائمة، نظرا لعدة عوامل، هو الوحيد الذي يعرفها، وتتعلق أساسا بمتابعته لكل لاعبيه، الذين لازال البعض منهم يلعب مبارياته في البطولات المختلفة، فجمال بلماضي لن يعلن عن قائمته النهائية، حتى يتأكد بأن كل اللاعبين، الذين سيختارهم لمنافسة كأس إفريقيا للأمم، سيكونون على أتم الاستعداد للمشاركة دون أدنى مشكل قد يغير من خططه في آخر لحظة.

من المؤكد أن جمال بلماضي استخلص دروسا كثيرة، من مشاركة الخضر في كأس إفريقيا الماضية بالكامرون، والخروج فيها من الدور الأول، فمن المنتظر أن يختار لاعبين بإمكانهم أن يذهبوا بالفريق الوطني إلى أدوار متقدمة، ومهما تسربت بعض الأسماء، إلا أنه وحتى وإن بدأت تتضح القائمة بنسبة قليلة، بحكم دخول بعض اللاعبين إلى مركز سيدي موسى، بداية من أول أمس الإثنين، يبقى الكشف عن بقية الأسماء على أقصى تقدير بداية الأسبوع القادم، على أن ترسل "الفاف" هذه القائمة إلى الاتحاد الإفريقي لكرة القدم، قبل 03 جانفي، آخر أجل لإيداعها، بعد أن أعلن مدرب الخضر، عن قائمة موسعة قبل 14 ديسمبر الماضي، ضمت 50 لاعبا.

ولن يعتمد المدرب جمال بلماضي، على كامل 27 لاعبا الذين سيختارهم في "الكان" القادمة في كوت ديفوار، فكل مدرب من المدربين الذين سيشاركون في هذه المنافسة، سيختارون قائمة لاعبين لن تتعدى 18 لاعبا، سيعتمد عليهم اعتمادا كليا، ويمكن أن يقل هذا العدد، بمرور المباريات، فالمدرب بلماضي يملك في رأسه التشكيلة، التي سيخوض بها اللقاءات في هذه المنافسة القارية، غير أن البقية من الذين لن يختارهم للعب، سيكونون مشكلا بالنسبة له، فأكيد أن البعض منهم سيغضبون في حال عدم إشراكهم في اللقاءات، لهذا سيكون العبء على بلماضي، لتسيير كرسي الاحتياط والمدرجات، ما دام أن اللاعبين الذين لن يكونوا في القائمة من 27، وعددهم 4 إلى 5، سيبقون في المدرجات لمتابعة المباريات، وإذا علمنا بأن المدرب الوطني سيختار أحسن اللاعبين ، فهذا ما من شأنه أن يخلق له مشكلا، في حال استطاع الفريق الوطني الذهاب بعيدا في "الكان"، فلأول مرة قررت "الكاف" اعتماد قائمة بـ 27 لاعبا في كأس إفريقيا، في وقت لا يحتاج المدربون إلى كل هذا الكم من العناصر، الشيء الذي سيسبب لهم صداعا في التشكيلة.

وحفظ بلماضي الدرس جيدا من خيبة الكامرون، لهذا قرر التربص في الطوغو، على أن يلعب مبارتين وديتين ضد الطوغو والبورندي يومي 5 و9 جانفي على التوالي، قبل التوجه إلى كوت ديفوار، هذا ما سيساعد اللاعبين على التأقلم مع الأجواء الإفريقية، خاصة ما يتعلق باللاعبين الجدد، الذين لم يسبق لهم اللعب في إفريقيا، وسيكون هذا البلد المنطلق للفريق الوطني، الطامح إلى دخول غمار كأس إفريقيا من أجل كسبها، وهو الذي فاز بها سنة 2019، وخرج منها سريعا في 2021.