المختصة في جراحة الأسنان صونية بولمرقة:

المضادات الحيوية قد تشكل مقاومة تفتك بالمريض

المضادات الحيوية قد تشكل مقاومة تفتك بالمريض
  • القراءات: 1183
 أحلام محي الدين  أحلام محي الدين

أكدت الدكتورة صونيا بولمرقة، أستاذة مساعدة في طب جراحة الأسنان بكلية البليدة بجامعة سعد دحلب بالمستشفى الجامعي فرانس فانون بالبليدة، في تصريح لـ " المساء" ، أنه يستوجب على الطبيب المعالج تشخيص الحالة جيدا قبل وصف المضادات الحيوية المطلوبة لعلاج المريض، وأن يستفيد المختص أيضا من تكوين متواصل على مستوى المؤسسات العلاجية، لمعرفة النوع والمقدار الخاص من المضادات الحيوية التي يصفها للمريض، مضيفة أنه لا بد من القيام بعمليات تحسيسية مكثفة للأشخاص على مستوى العيادات، من قبل المختصين، ليدرك الفرد أن تناولها بدون وصفة طبية، يؤدي بحياته للخطر.

أشارت المختصة بولمرقة، خلال مداخلتها في الأيام الطبية لتكوين المختصين،  إلى أن تناول المضادات الحيوية يجب أن يكون وفق الحاجة، وتحت رعاية طبيب العائلة المعالج أو طبيب الأسنان، مؤكدة أن تناولها بكثرة وبمعدلات عديدة قد يسبب آثارا جانبية، إلى جانب المساهمة في زيادة مقاومة المضادات الحيوية من قبل البكتيريا.

وعرّفت الجرّاحة المضادات الحيوية بأنها أدوية تُستعمل في الوقاية من عدوى الالتهابات البكتيرية وعلاجها، إلا أنها تصبح خطيرة لما تحدث مقاومة من قبل المضادات الحيوية؛ عندما تغير البكتيريا نفسها؛ استجابة لاستعمال تلك الأدوية؛ أي أنها تصبح قادرة على مقاومة تأثيرات المضادات الحيوية، مما يعني أن البكتيريا ستستمر في النمو، ولا يمكن السيطرة عليها. وعرضت المختصة عبر تقنية "الداتاشو "، عينات لمرضى أصيبوا بمقاومات حادة بلغت التقيحات على مستوى الخد وحتى العيون؛ مما استوجب التدخل الجراحي العميق للتخلص من الخراج والدم الفاسد، من خلال إحداث ثقب على مستوى الخد لتحرير المريض من الأذى. وقالت المختصة إن الحديث عن وصفة المضادات الحيوية وتناولها من قبل المريض ووصفها من قبل المختص، يحتاج لوقفة، لا سيما أن هناك من المرضى من أخذ أكثر من ثلاثة أنواع من المضادات الحيوية ولم يَشف؛ تقول:" هنا لا بد من مخاطبة الطبيب المعالج من خلال الجلسات الطبية التكوينية، والحديث عن نوع العلاج الموافق للحالة التي يعاني منها المريض، وكذا تحديد نوع المضاد الحيوي المطلوب أو الكمية؛ فإذا أخذ المريض المضاد الحيوي لمدة ولم ينفع معه، فغيّره بآخر للمرة الثالثة ـ وهي حالات وقفنا عليها بالمستشفى ـ هنا تحدث تعقيدات صحية مع المريض، تستوجب تفاديها من البداية ".

واختارت المختصة أن تحدّث الأفراد أيضا عن الشق المتعلق باختيار المضاد الحيوي وفق الأهواء قائلة:" اختيار المضاد الحيوي بدون استشارة طبيب يعد خطرا؛ لأن البكتيريا تختلف وتتطور؛ مما يستوجب الانتباه إلى تسوس الأسنان، الذي يتسبب، بدوره، في موت عصب الضرس، ومنه الإصابة بمختلف الأمراض التي تعصف بالشخص، والتي قد تصل بالمريض إلى دخول العناية المركزة؛ على غرار الإصابة بأمراض الفك، أو القلب، أو المعدة؛ لهذا لا بد من القيام بالفحص الخاص بالأسنان، وجعلها ثقافة عيش".