الوزير الأوّل يفتتح صالون الجزائر الدولي للكتاب ويؤكّد:

تبسيط التاريخ كي لا يبقى حبيس الكتب

تبسيط التاريخ كي لا يبقى حبيس الكتب
الوزير الأول، السيد أيمن بن عبد الرحمان
  • 1004
نوال جاوت نوال جاوت

الخوض في موضوعي الأمن الغذائي والأمن المائي كمكونين من مكونات الأمن القومي

التركيز على جعل المعلومة البحثية في المتناول

المصداقية سلاح الجزائر في مواجهة الحروب الإعلامية

صالون الكتاب يحتفي بفلسطين ومقاومتها ونترحم على شهدائها

أكد الوزير الأول، السيد أيمن بن عبد الرحمان، أمس، ضرورة تبسيط وتقريب تاريخ الثورة للجيل الصاعد، وأن لا يبقى حبيس الكتاب من خلال خلق فضاءات لتلاقي صناع الثورة المظفرة مع الشباب والأطفال لنقل ما عاناه الجزائريون تحت نير الاستعمار الذي حاول بشتى الطرق طمس تاريخ الجزائر، داعيا خلال افتتاحه لصالون الجزائر الدولي للكتاب، إلى لزوم مسايرة قرارات الدولة في مجال البحث العلمي خاصة مع ظهور تخصصات علمية وتقنية جديدة كالذكاء الاصطناعي والنانوتكنولوجيا.

استهل الوزير الأول، زيارته بجناح الجيش الوطني الشعبي الذي يشارك لثاني مرة في فعاليات معرض الجزائر الدولي للكتاب، حيث قدمت له شروح حول أهم إصدارات المؤسسة العسكرية التي تواكب مختلف المستجدات، على غرار المجلة المحكمة "استراتيجيا" و"مصداقية" وغيرهما، ودعا السيد بن عبد الرحمان بالمناسبة إلى ضرورة وضع خطة عمل لإيصال هذه المنشورات لأكبر قدر ممكن من القرّاء، مع التركيز على الخوض في موضوعي الأمن الغذائي والأمن المائي كمكونين من مكونات الأمن القومي، ودعوة الباحثين والخبراء للتعمّق فيهما لما يشكّلانه من تحد وطني.

بنفس الجناح، تحدّث الوزير الأوّل عن مجلة "الجيش" التي دعا إلى توزيعها بالجامعات الوطنية ومراكز البحث العلمي، كما حثّ على الخوض في موضوع التضامن الدولي مع الثورة الجزائرية وكذا لمؤازرة الثورة الجزائرية لحركات التحرّر، فهي من المحطات التاريخية التي لا بدّ من تثمينها فضلا عن التركيز على جعل المعلومة البحثية في المتناول عبر المنصات الرقمية وكذا النسخ الورقية.

ولدى تلقيه شروحا عن مجلة "مصداقية" العسكرية، أشار السيد بن عبد الرحمان إلى أنّنا نعيش في خضم حروب إعلامية ضروس وقال "كلّ ما يصدر عن الجزائر، بكلّ مؤسساتها، مبني على المصداقية، وعلينا مجابهة هذه الحروب ومجلة "مصداقية" من بين وسائل المجابهة".

وبفضاء وزارة الثقافة والفنون الذي توشّح بألوان فلسطين، أوضح الوزير الأوّل أنّ الجزائر بقرار من رئيس الجمهورية السيد عبد المجيد تبون، جمّدت كلّ المظاهر الاحتفالية في شتى الفعاليات إلا صالون الكتاب الذي يحتفي بفلسطين ومقاومتها ونترحم على شهدائها" متمنيا أن تكون الأحداث التي تعيشها غزة حاليا منعرجا لتكريس دولة فلسطين.

وبعد أن توقّف بفضاء "إفريقيا" التي اختيرت ضيف شرف الدورة الحالية من الصالون، استفسر الوزير الاوّل بمركز البحث في الأنثروبولوجيا الاجتماعية والثقافية "كراسك" عن المرافقة العلمية لآفة المخدرات التي تعدّ خطرا على الأمن القومي، وذلك قبل أن يطوف بأجنحة عدد من الهيئات الوطنية على غرار المحافظة السامية للأمازيغية، حيث استعرض السيد الهاشمي عصاد الإصدارات الجديدة وأوجه الشراكة مع وزارة الثقافة والفنون وكذا المجلس الأعلى للغة العربية، كما استعرض مع السيد سمير ثعالبي المدير العام للديوان الوطني لحقوق المؤلف والحقوق المجاورة آليات الحماية القانونية للحقوق وكذا مدى تقدّم إنجاز مشروع المركز الطبي الاجتماعي للفنانين الذي أقره رئيس الجمهورية بمناسبة اليوم الوطني للفنان.

التشجيع على طبع وإصدار كتب "الجيب" قصد تحبيب الشباب في القراءة وتثمين الكتاب الورقي، هو ما دعا إليه السيد بن عبد الرحمان بجناح المؤسسة الوطنية للاتصال، النشر والاشهار "أناب"، وقال "في سبعينية الثورة نتمنى الحصول على منشورات فارقة وجديدة وفق رؤى واضحة غير مستهلكة"، مؤكّدا ضرورة استغلال ما تبقى من الأسرة الثورية وجمع الحقائق الموثقة عن الثورة واستنطاق الذاكرة الحية".

وبجناح المؤسسة الوطنية للفنون المطبعية "أيناغ" حثّ الوزير الأوّل على إعادة طبع أعمال عمالقة الأدب الجزائري ككاتب ياسين، رشد بوجدرة وغيرهما، كما استفسر عن دواوين الشعر الحساني بجناح الصحراء الغربية، وذكّر بموقف الجزائر الثابت من قضايا الأمة العربية والإسلامية لدى زيارته لجناح "الدار المصرية - اللبنانية"، مستحضرا ما قام به الروائي سعيد خطيبي الذي أعلن مقاطعته لمعرض فرانكفورت الدولي للكتاب بعد انحيازه الفاضح للكيان الصهيوني.

ولأنّ الكتاب العلمي والتقني ضالة الطلبة والباحثين، أكّد السيد بن عبد الرحمان بجناح ديوان المنشورات الجامعية على ضرورة مسايرة تطوّر التخصصات وظهور أخرى جديدة ناهيك عن وجوب مسايرة قرارات الدولة في مجال البحث العلمي، كي تكون قوّة دفع للبحث وتطوير البحث العلمي وإنتاج كتب، بحوث ودراسات تجعل الطلبة في أريحية وقال "لنا من الكفاءات ما يحقق هذا المسعى".

ولمعرفة توجهات الطفل الجزائري وميولاته القرائية، طلب الوزير الأوّل بجناح الهيئة الوطنية لحماية وترقية الطفل إطلاق استبيان يدرس "كيف يرى الطفل الجزائري المستقبل"، فيما قال بجناح "دار القصبة" إنّ التحدي الراهن يتمثل في مرافقة الثقافة لحياة الجزائري مع ضمان بقاء الكتاب الورقي"، وحثّ القائمين على منشورات "الشهاب" على إصدار ترجمة إنجليزية لروايتي مولود فرعون "ابن الفقير" و"الأرض والدم".