الدبلوماسية الجزائرية تحيي يومها الوطني

دور طلائعي في تسوية الأزمات وفق رؤية استباقية

دور طلائعي في تسوية الأزمات وفق رؤية استباقية
  • القراءات: 257
م. خ/واج م. خ/واج

❊ تأكيد على الموقف الداعم لتسوية النزاعات الدولية سلميا

❊ دعم لا مشروط للشعوب المضطهدة ونصرة القضايا العادلة  

❊ دبلوماسيون متمرسون في حلّ النزاعات مشهود لهم إقليميا ودوليا

❊ دبلوماسية موجهة في المقام الأول نحو دول القارة الإفريقية

تحيي الدبلوماسية الجزائرية، اليوم، يومها الوطني المصادف للثامن أكتوبر من كل سنة، تاريخ انضمام الجزائر إلى الأمم المتحدة سنة 1962، حيث يستوقفنا هذا اليوم لإبراز الدور الحاسم الذي باتت تضطلع به الآلة الدبلوماسية تحت قيادة رئيس الجمهورية، عبد المجيد تبون، التي باتت تلعب دورا حاسما من أجل عالم يسوده السلام والاستقرار والامن والتنمية الشاملة، على أساس مجموعة من المبادئ التي تشكل عقيدة البلاد.

ويتزامن هذا الحدث مع اليوم الذي رفع فيه أول رئيس للجزائر المستقلة، أحمد بن بلة العلم الجزائري بمقر الأمم المتحدة بنيويورك سنة 1962. وقد تميزت الدبلوماسية الجزائرية عبر التاريخ بثبات مواقفها وفعالية أدائها، ما مكّنها من لعب دور طلائعي في تسوية الأزمات والنزاعات.

ومن هذا المنطلق، فإن اليوم الوطني للدبلوماسية يتزامن مع ظرف دولي يطبعه عدم الاستقرار في بلدان الجوار وتوترات دولية وبفضل دبلوماسييها المتمرسين، حيث استطاعت الجزائر أن تقوم بالمساعي الحميدة وتسوية نزاعات وأزمات على المستوى القاري، مع البقاء وفية لمبادئها ونهجها والمتمثلة في ثبات مواقفها ورفضها التدخل في الشؤون الداخلية للدول.

وحظيت جهود الجزائر في تسوية النزاعات لاسيما أزمتي مالي وليبيا بإشادة من المجتمع الدولي في عديد المناسبات، في حين  تلعب الجزائر في أزمة مالي على سبيل المثال دور رئيسة الوساطة الدولية، حيث ما فتئت تدعو إلى تسريع عملية تجسيد اتفاق السلام والمصالحة المنبثق عن مسار الجزائر (المبرم في سنة 2015).أما في الجارة ليبيا، فقد جدّدت الدبلوماسية الجزائرية فيها التأكيد على موقفها الداعم لتسوية سياسية للأزمة في هذا البلد، لاسيما عبر الحوار بين الليبيين ورفضها أي تدخل أجنبي.

كما أن هناك مكتسبات أخرى تعود للدبلوماسية الجزائرية والمتمثلة خاصة في الاتفاق التاريخي لسنة 1975 حول النزاع الحدودي بين العراق وإيران، فضلا عن إطلاق سراح الرهائن الأمريكيين في سنة 1981 وإبرام اتفاق السلام بين إثيوبيا وإريتريا في سنة 2000.

فقد حققت الجزائر نجاحات دبلوماسية كبيرة وهي تواصل أيضا الدفاع عن القضايا العادلة ومساندة استقلال البلدان المستعمرة وعلى رأسها الصحراء الغربية وفلسطين. 

دبلوماسية موجهة في المقام الأول نحو إفريقيا

كما يشكل إحياء اليوم الوطني للدبلوماسية، مناسبة لاستعراض المكتسبات المحققة لاسيما تحت قيادة الرئيس تبون الذي جعل من الدبلوماسية الجزائرية قضيته الخاصة منذ انتخابه على رأس الدولة في سنة 2019.

فقد سجلت الدبلوماسية الجزائرية حركية كبيرة مع تحقيق عديد الإنجازات والتي كانت آخرها انتخاب الجزائر بالإجماع في مجلس محافظي الوكالة لسنة 2023 -2025 في نهاية شهر سبتمبر بفيينا، من قبل الندوة العامة 67 للوكالة الدولية للطاقة الذرية، بعد استفادتها من دعم الكتلة الافريقية للمندوبين الدائمين لدى المنظمات الدولية بفيينا.

ويأتي هذا الانتخاب ليضاف إلى الإنجازات السابقة للجزائر الجديدة، لاسيما انتخابها كعضو بمجلس حقوق الإنسان وعضوا غير دائم في مجلس الأمن الدولي. 

وأكد رئيس الجمهورية في عديد المناسبات تمسكه بحشد جهود الدبلوماسية الجزائرية للدفاع عن القضايا والمصالح والأولويات الإفريقية، خاصة بمناسبة العهدة المقبلة للجزائر في مجلس الأمن الدولي وهي العهدة التي التزم فيها الرئيس تبون بتكريسها للقارة الافريقية وجعلها منبرا للتضامن والتعاون والتآزر بين البلدان والشعوب الإفريقية.

وتسعى الجزائر بقوة لإيجاد حلّ سياسي للأزمة في النيجر لاسيما عبر المبادرة التي اقترحها رئيس الدولة في نهاية شهر أوت، متبوعة بقبول السلطات النيجرية لوساطة الجزائر.

ويأتي هذا المسعى ليضاف إلى الوساطة التي ستقوم بها الجزائر من أجل المساهمة في الجهود الرامية إلى إيجاد حلّ سلمي للأزمة في أوكرانيا والتي تضمن احترام المبادئ المتضمنة في ميثاق الأمم المتحدة وأخذا بالحسبان الانشغالات الأمنية للأطراف المعنية.

كما تعتبر الجزائر من بين البلدان الأعضاء في اللجنة الإفريقية رفيعة المستوى المكلفة بمتابعة تجسيد اتفاق السلام المعاد تفعيله، من أجل وضع حدّ للنزاع في جنوب السودان.

وعلاوة على الأزمات السياسية والنزاعات المسلحة، فإن آفة الإرهاب تظل تشكل الانشغال الأكبر للجزائر والتحدي الكبير للسلام والأمن في القارة الإفريقية بكاملها لاسيما في منطقة الساحل، حيث تعد مكافحة هذه الظاهرة من بين مقاربات الرئيس تبون بصفته منسق الاتحاد الإفريقي حول الوقاية ومكافحة الإرهاب والتطرّف العنيف.

ولطالما شكلت الدبلوماسية بالنسبة للجزائر الأداة التي سمحت لها بالتموقع على الساحة الدولية في ظل وفائها بمبادئها ومواقفها الثابتة، حيث لم تحد يوما عن نهج عقيدتها المتمثلة في تسخير تجربتها وخبرتها وإمكانياتها لفائدة البلدان التي لازالت ترزح تحت نير الاستعمار والقضايا العادلة وذلك من أجل تحقيق السلام والاستقرار والسماح لهم بافتكاك استقلالهم.