مقوٍّ للمناعة ومحفّز لبناء شخصية صلبة
"اللعب" حق للأطفال لا بد أن لا يغفل عنه الآباء

- 841

نبهت نفيسة فلاك، مختصة نفسانية إكلينيكية، إلى أهمية ضمان فسحة للأطفال للعب والاستمتاع بوقتهم، مشيرة إلى أن للعب أهمية كبيرة في حياة الطفل ونشأته، وأن على الأولياء أن لا يستهينوا به؛ إذ يضمن الراحة النفسية والجسمانية، التي تساعد الطفل على النمو السليم.
أكدت المختصة النفسانية في حديثها إلـى "المساء"، أن للعب أهمية كبيرة في حماية الطفل لا سيما قبل سن 10 سنوات؛ إذ تتغير، فقط، ميول اللعب وتفضيلاته بين مرحلة وأخرى حسب سن الطفل؛ حيث يعمل اللعب على إحداث تغييرات جيدة في البناء الجسمي، وفي التكوين العقلي والنفسي للطفل؛ لذلك فمن الأهمية أن يعرف الوالدان الدور الأساس لذلك في تكوين شخصية الطفل؛ لتحقيق ذلك الهدف، خصوصا في ظروف استثنائية كهذه. وأضافت المتحدثة أن على الوالدين البحث عن سبل بديلة للعب إذا كان هناك ضيق في البيت، لمنح الطفل ذلك الحق؛ من خلال الخروج إلى مساحات الترفيه والمنتزهات المغلقة، فضلا عن الشواطئ وغيرها. كما يمكن تخصيص ولو يوما في الأسبوع خارج البيت، للعب؛ مما يمنح الطفل الشعور بحرية ممارسة نشاط مهما كان ولو كان المشي، أو الركض بعيدا عن المساحات الخطيرة؛ كحواف الطريق.
وقالت: "اليوم، العديد من الأحياء تحتوي على فضاءات خاصة باللعب، تكون عادة مغلقة وآمنة للطفل. يمكن أن يرفق أحد الأبوين طفله إلى هناك لتمضية وقت ممتع، خصوصا للأطفال المتمدرسين، الذين تسمح لهم تلك الساعات في اللعب، بتجديد طاقتهم، وعدم الشعور بالملل". وشددت المتحدثة على أن في حال تعذّر على الأولياء اللعب أو توفير فرصة اللعب للطفل خارج البيت لأي سبب كان، فمن الضروري تركه يلعب في البيت؛ بتوفير الألعاب التي تلائم مرحلته العمرية، والتي لا تتعارض مع الثقافة التي يراد للطفل أن يتربى عليها، والتأكد من أنها لا تُلحق به أذى".
وعلى صعيد ثان، قالت نفيسة فلاك إن للعب فوائد جسمانية أيضا وليست فقط نفسية؛ إذ إن العديد من الدراسات إلى حد اليوم، أثبتت فائدة اللعب في تقوية مناعة الطفل، خصوصا عند اللعب في بيئة خارجية، كاللعب بالتراب؛ إذ إن ذلك يجعله يصاب ببعض الميكروبات النافعة التي تعمل على تطوير لديه أجسام مضادة تطور مناعته، وهذا ما دفع بالعديد من الجمعيات الأجنبية والمنظمات الأممية المهتمة بترقية الطفولة وحمايتها، إلى شن حملات توعوية؛ من خلال ومضات إشهارية، تدعو إلى ترك الطفل يلعب ويتسخ خارج البيت؛ لأن ذلك يطور مناعته من جهة، كما يطور شخصيته، وعليه تضيف: "لا بد أن لا يخطئ الأولياء في اعتقاد أن اللعب لا فائدة تُرجى منه، وأنه مضيعة للوقت وللجهد؛ فيمنعون أبناءهم من ممارسة اللعب خوفا عليهم، وحرصا على أن لا يلطّخوا ملابسهم؛ الأمر الذي يسبب لهم العجز في التواصل مع ذويهم مستقبلا.