أسعار الألعاب النارية تضاعفت مقارنة بالسنة الماضية
تجار يستغلون المولد النبوي ويُلهبون الأسواق

- 784

سُجل بأسواق العاصمة تراجع ملحوظ في اقتناء الألعاب النارية، التي عرفت ارتفاعا محسوسا في الأسعار عشية الاحتفالات بذكرى المولد النبوي الشريف؛ شأنها شأن الخضر والفواكه واللحوم، التي وضعت المواطن في حيرة من أمره، حسب ما لاحظت "المساء" في جولتها الاستطلاعية.
المتجول بالعاصمة هذه الأيام لا يفوّت أن تقع عيناه على طاولات كبيرة تحتوي على العديد من أصناف وأشكال الألعاب النارية، فضلا عن احتوائها على مستلزمات أخرى؛ كالشموع والحنة والعنبر، والفوانيس.. كما تحظى باهتمام كبير من العائلات؛ باعتبارها عادة قديمة، ومتأصلة في المجتمع الجزائري.
عائلات تكتفي بـشراء "الشموع والبخور"
جولتنا جعلتنا نلاحظ، هذه السنة، تراجع الحركة بهذا السوق الشعبي، الذي كان يستقبل مئات الأشخاص يوميا مع قرب حلول المناسبات الدينية؛ على غرار ذكرى المولد النبوي الشريف، فيما احتلت الشموع وأنواع البخور والفوانيس مساحة أكبر مما كانت عليه في سنوات مضت.
واكتفت بعض العائلات بشراء البخور والشموع، حيث تراوحت أسعار الشموع بمختلف أشكالها وألوانها إلى جانب علب البخور بروائحه الكثيرة وتشكيلات الفوانيس، بين 450 و1000 دج، وتصل إلى 1200 دج عندما تأخذ شكل مصباح علاء الدين السحري، حسب ما صرح بذلك الباعة. ومن جهة أخرى، ارتفعت أسعار المفرقعات بصورة "خيالية"؛ حيث وصلت قيمة لعبتي نجمي المنتخب الوطني لكرة القدم "بغداد بونجاح" و"يوسف بلايلي"، إلى 12000 دج بسعر الجملة؛ فصورة النجمين هي غلاف لعلبة مكونة من 100 وحدة من المفرقعات النارية.
وغير بعيد عن عالم الرياضة والكرة المستديرة، اكتسح طاولات السوق وبدون استثناء، نوع جديد من المفرقعات، جاء على شاكلة كرة قدم باللونين البني والأزرق، حيث يقدر ثمن الوحدة بـ 80 دج، وهي آمنة للصغار، يقول أحد الباعة، لإقناع الأمهات بشرائها بالرغم من أنها تحوي فتيلا، يتوجب إشعاله. وخصص الباعة مفرقعات جديدة تحت تسمية "الثوم"، موجهة لصغار تقل أعمارهم عن 3 سنوات. وتتمثل هذه الأخيرة في علب تحوي 50 وحدة، بقيمة 250 دج يمكن الصغير أن يلقيها بكل سهولة على الأرض بدون حاجة إلى إشعال أي فتيل. ويستمتع بالصوت الذي تصدره، يؤكد هؤلاء.
البوق بـ 1500 دج و"لافوزي" بـ 400دج للقطعة
تختلف أسعار المفرقعات والألعاب النارية من فئة لأخرى، وعلى حساب النوعية؛ حيث يقدر سعر مفرقعة الزندة بـ 300دج، والبقلاوة بـ 250دج، و"فلونبو" الذي يكثر عليه الطلب بـ 350دج، إلى جانب لافوزي التي يصل سعرها إلى 400دج، والمرقازة بـ 1000دج للعلبة، و50دج للقطعة، والبومبة بـ 700دج.
كما بلغ سعر البوق 1500دج. ويُعد من بين الألعاب النارية التي يكثر عليها الطلب طول السنة؛ سواء في الأفراح، أو الأعراس، أو في الملاعب والمولد النبوي. والأمر نفسه بالنسبة لمفرقعة البومبة التي قُدر سعرها بـ 700دج. وحسب أحد الباعة الذي تحدّث إلينا، فإن سعر المفرقعات زاد مقارنة بالسنة الماضية، وهذا راجع إلى التطويق الأمني الذي تفرضه الدولة على المهربين، وعلى "بارونات" استيراد هذه المواد المحظورة.
أسعار الخضر واللحوم "تلتهب"
وفي السياق، عادت أسعار الخضر للارتفاع مرة أخرى، حيث صنع الخس والكوسة الحدث بعد أن عُرضا بـ200 دينار للكيلوغرام الواحد، والفلفل الحلو بـ120 دينار، والطماطم بـ80 دينارا، والباذنجان بـ90 دينارا، واللفت بـ180 دينار؛ إذ مس الارتفاع مختلف أنواع الخضر، مما جعل المواطنين في حيرة حول كيفية ملء القفة اليومية. وفي جولة قادت "المساء" إلى سوق القبة، وقفنا على الارتفاع الذي شهدته أسعار الخضر عشية المولد النبوي الشريف؛ تقول السيدة مروة إنها وفدت على سوق القبة "بن عمر" لاقتناء الخضر، لكنها دهشت لمستوى الأسعار الذي ارتفع كثيرا؛ سواء بالنسبة للخضر أو الدواجن".
أما الفواكه فحدّث ولا حرج! وتبقى بعيدة المنال عن أصحاب الدخل المحدود"؛ فالعنب لم ينخفض سعره وفي عز موسمه، عن 150 دينار للكيلوغرام، لترتفع بعض أنواعه إلى 250 دينار. والغلاء مس كل شيء، وأصبح توفير المعيشة اليومية صعبا جدا في الوقت الحالي، تقول. أما سيدة أخرى فقالت إن الارتفاع تحوّل إلى سيناريو متكرر ألفه المواطن. ورأت أن اقتراب مناسبة المولد النبوي فتح الباب للتجار، لرفع الأسعار، كعادة ألِفوها بغية استنزاف جيوب المواطنين.
جمعية حماية المستهلك تحذّر
ومن جهتها، حذرت الجمعية الوطنية لإرشاد وحماية المستهلك من استعمال المواد النارية كالمفرقعات والألعاب النارية والشماريخ، خلال الاحتفال بالمولد النبوي الشريف، والتي قد تتسبب في حوادث خطيرة، يمكن أن تودي بحياة الأفراد، وتحوّل الاحتفال إلى مأساة. وشددت هذه الأخيرة عبر شبكات التواصل الاجتماعي على غرار "فايسبوك"، على توخي أقصى درجات الحيطة والحذر أثناء التعامل مع تلك المواد؛ لما تشكله من خطر وتهديد على الأشخاص والممتلكات، علما أن المفرقعات والألعاب النارية والشموع، يمكن أن تتسبب في حوادث انفجار، وحرائق خطيرة بالمنازل، مما يستدعي تجنب استعمالها من قبل القصّر، ومراقبتهم من قبل أوليائهم ليلة الاحتفال بذكرى خير الأنام.