نالت لأول مرة فضية وبرونزيتين

إنجاز تاريخي للنخبة الوطنية للرافل والكرة الحديدية في بطولة العالم

إنجاز تاريخي للنخبة الوطنية للرافل والكرة الحديدية في بطولة العالم
  • 610
سعيد. م سعيد. م

إنجاز تاريخي حققه المنتخبان الوطنيان الجزائريان للرافل والكرة الحديدية، بمناسبة مشاركتهما في البطولة العالمية  للشباب للرافل (أقل من 19 سنة) والكرة الحديدية (أقل من 18 سنة وأقل من 23 سنة)، التي اختتمت بوهران، أول أمس، بتحقيقهما ثلاث ميداليات (فضية وبرونزيتين)، في سابقة في تاريخ المشاركات الشبابية الجزائرية في التظاهرات العالمية للعبتين.

كان منتخب الرافل، أول من بصم على هذا الإنجاز التاريخي، بفضل اللاعب بادة حسام، الذي نال فضية مسابقة الفردي (ذكور)، بعد انهزامه في الدور النهائي أمام البطل العالمي الإيطالي فرديدريكو أليمونتي، بنتيجة (2-10)، ليعود البطل الجزائري، ويغنم هذه المرة ميدالية برونزية، بمعية مواطنته المداح ياسمين، في مسابقة الزوجي المختلط، بعد إقصائهما في الدور ما قبل النهائي على يد الزوجي الإيطالي المشكل من لوكا دوناتشي وجنيفرا كانولي بنتيجة (03-09)، وقد تحصل المنتخب الجزائري على الرتبة الخامسة في مسابقة الرمي بالدقة، والزوجي (ذكور).

وتحدث بادة عن إنجازه: "الحمد لله الذي وفقني، وحققت هذا الإنجاز التاريخي لبلدي، الذي كان ينتظر منا فعل شيئ في هذه البطولة العالمية، رغم مستواها الرفيع، وقوة المنافسين، وأشكر كثيرا الطاقم الفني لمنتخبنا، وكامل مسؤولي الاتحادية الجزائرية للرافل، وكامل الجمهور الجزائري، وموعدنا مع تألق قادم إن شاء الله".

وقد كانت هاتين النتيجتين، مبعث سعادة أسرة الرافل الجزائري، بداية بالمدرب بن حملة رفيق، الذي صرح لـ«المساء"، قائلا، وهو يذرف دموع الفرح: "الحمد لله، لقد بلغنا توقعتنا التي كنا قد أفصحنا عنها منذ التربص الإعدادي الثاني للنخبة الوطنية، وهذا الحصاد لم يأت صدفة ومن العدم، بل هوثمار عمل مضني، ومتواصل منذ شهر جانفي الماضي، قوامه 07 تربصات، توزعت على مدينتي الشلف (04) ووهران (03). وما أفرحنني أكثر، أن هذه النتائج تحققت في أول مشاركة للفريق الوطني لهذه الفئة في بطولة العالم".

وتابع: "النتائج الإيجابية المحققة في المشاركات الدولية في الفترة الأخيرة، تؤكد أن خلفا واعدا قادم، ليدافع عن الألوان الوطنية في المستقبل بقوة ونجاح، ويقوي ساعد أكابر المنتخب الوطني، الذين سبق لهم وأن تحصلوا على نفس النتائج في بطولة العالم الخاصة بهم، التي جرت بمسرين التركية، في العام الماضي، وأهدي هذا التتويج لزوجتي التي ساندتني كثيرا، وكانت سندي المعنوي الدائم".

أما الخبير الإيطالي دومنيتشي اسبوسيتي، فقال، مقيما أداء "الخضر" الصغار: "أنا راض جدا بنتائج اللاعبين الجزائريين، وعمل الإطار الفني عموما، وهذا يجعلني متفائلا بهؤلاء الشباب، رغم أنه ينقص شيئا ما، حيث كان بإمكان الزوجي (ذكور) واللاعب بادة حسام، من تحقيق الأفضل. المستوى الفني للبطولة كان عاليا جدا، وهذا مهم للتعلم والاحتكاك، وسأتحدث إلى رئيس الاتحادية الجزائرية مايدي محمد الأمين، من أجل برمجة تربص في إيطاليا".

من جهته، قيم عماد مزهود، المدير التقني الوطني باتحادية الرافل الجزائرية، مشاركة "المحاربين" الصغار في الموعد العالمي بوهران، فقال: "مادام أن هذه المنافسة عالمية، فطبيعي أن يكون المستوى عال جدا، خاصة لدى المنتخبين الإيطالي والبارغواياني، اللذين أبانا عن قدرات كبيرة، ونتائجهما جاءت منطقية. أما بالنسبة لمشاركة منتخبنا الوطني، فكانت مشرفة جدا، مقارنة بالطبعة الفارطة في إيطاليا، ولا سر في تطور مستوانا، فهو نتاج المثابرة في العمل، وهدفنا يبقى تحضير خلف، ومنحه فرصة الاحتكاك بالمستوى العالي".

المدرسة الإيطالية تحافظ على تفوقها والباراغواي تزاحم

بالنسبة للنتائج الفنية الخاصة بمسابقات الرافل، فقد احترم المنطق فيها، بتسيد المدرسة الإيطالية التي نالت أربعة ألقاب كاملة، محافظة في ذات الوقت، على تقاليدها كمدرسة رائدة في لعبة الرافل عالميا، وفي كل الأصناف، وهذا رغم مشاكسة منتخب الباراغواي في بعض المسابقات، والذي فرض نفسه رقما صعبا في البطولة، وتزعم دول أمريكا الجنوبية في الأداء الحسن، والتتويجات، يليه منتخب الأورغواي فتركيا. صرح المدرب الإيطالي رودولف وروسي، لـ"المساء"، قائلا: "أنا راض وفخور بالنتائج التي حققها أشبالي، رغم أن المنتخب الإيطالي كان بإمكانه إضافة لقب أو لقبين إلى حصاده في هذه المنافسة العالمية، التي أقيم مستواها بالعالي، وأعجبت كثيرا بمستوى المنتخبات المغاربية، كالجزائر وليبيا وتونس، وأتمنى أن يتطور مستواها أكثر في المستقبل".

من جهته، أثنى مدرب الباراغواي كلايتون فيريرا، على طلة لاعبيه في موعد وهران، مشيدا في نفس الوقت، بالمستوى الفني للبطولة ، وبجودة التنظيم، وجهود المنظمين كل واحد في موقعه، بحسبه.

أما بخصوص المنتخبات العربية، فقد تصدرت الجزائر المقدمة نتائجا ومردودا، وبدرجة أقل منتخبي ليبيا وتونس، هذا المنتخب الأخير، الذي برر مدربه عادل حلاب، تواضع نتائج أشباله بحداثة مشاركاتهم في بطولة العالم، وحداثة نشاط لعبة الرافل في تونس، معترفا بأفضلية المنتخب الجزائري وتصدره دول شمال إفريقيا والعرب في المشاركات، والنتائج الإيجابية.

برونزية ثمينة لحديد الجزائر والقادم أفضل

لم يتخلف المنتخب الوطني للكرة الحديدية لأقل من 23 سنة، عن ركب المتحصلين على الجوائز والميداليات، حيث منح ميدالية برونزية للجزائر، هي الأولى في تاريخ  مشاركة الفئات السنية الوطنية، خاصة لفئة أقل من 23 سنة، وأهدى هذه الميدالية الثنائي قورين يانيس وحمودي رائد  في مسابقة زوجي (ذكور)، بعد انهزامه في الدور ما قبل النهائي أمام منتخب إيطاليا بنتيجة (03-13). ورغم الانهزام، حقق اللاعب حمودي إنجازا غير مسبوق بهذه الميدالية في فئة أقل 23 سنة، كونه أصغر لاعب في البطولة، حيث لا يتعدى عمره 14 سنة.

صرح يوسف مزغراني، المدير التقني بالاتحادية الجزائرية للرياضات الكروية لـ«المساء"، على هذه النتيجة، فقال: "نتيجة مرضية مقارنة بتحضيرات النخبة الوطنية، ونقص المنافسات، وكان بإمكاننا فعل الأفضل، لكن لم يحالفنا الحظ، كما أننا اصطدمنا بمنافسين عالميين أقوياء، ونسعد بأننا بلغنا الدور ربع النهائي في أربع مسابقات، بلاعبين شباب، في أول مشاركة في بطولة العالم، وهذا يجعلنا متفائلين بالمستقبل، لأن هؤلاء هم الخلف الصالح للفريق الأول للمنتخب الجزائري، وعموما، أنا راض بطلة لاعبينا، وفي جميع المسابقات ".

الجزائر توالي نجاحات التنظيم 

أجمع المشاركون في بطولة العالم للشباب في الرافل والكرة الحديدية، المقامة بوهران، على جودة تنظيم هذا الموعد العالمي، وتسخير الجزائر كل الإمكانيات البشرية واللوجستيكية الضرورية، من أجل الخروج بهذا الحدث إلى المكانة العالمية إلى أرفع مقام.

كان رئيس الاتحاد الدولي للرافل والبيار، مونتو تركمان، أول المهنئين والمشيدين بتنظيم الجزائر بطولة العالم في وهران، معتبرا أن الجزائر كسبت خبرة إضافية في سلسلة تجاربها الإيجابية والناجحة، في تنظيم المواعيد الدولية الكبيرة، باستعداد المنظمين الجزائريين لتقديم كل ما هو ممكن ولازم لإنجاح التظاهرة، وإعطاء وجه مشرف لبلدهم الجزائر، على حد تعبيره.

نفس الانطباع  وجدته "المساء"، عند مورينو روزاتي، رئيس الاتحاد الأوروبي للرافل، الذي أشاد من جانبه، بجهود المنظمين، وجاهزيتهم لجعل مقام الوفود في وهران في أريحية، سواء في مكان إيواء وإعاشة الوفود الأجنبية المشاركة أو في مواقع المنافسة. وقد اختتمت بطولة العالم، بإقامة حفل فني على شرف ضيوف وهران، بمكان مبيتهم في القرية المتوسطية، كما نظمت لهم، يوم أمس، خرجة سياحية إلى المعالم التاريخية والأثرية التي تزخر بها "الباهية" وهران.