معرض امحمد بوهداج بقصر الثقافة

تشاكيل ومنحوتات خارج الأنماط الكلاسيكية

تشاكيل ومنحوتات خارج الأنماط الكلاسيكية
الفنان امحمد بوهداج
  • 486
مريم. ن مريم. ن

يقيم الفنان امحمد بوهداج حاليا، برواق "باية" في قصر الثقافة "مفدي زكريا"، معرضا للوحات والمجسمات المنحوتة، بعنوان "من ما قبل التاريخ ... إلى ما بعد التاريخ"، يعرض فيه 67 لوحة تحكي هموم الإنسان وتطلعاته، مع ومضات من اكتشافات فنية ينقل الفنان فيها الجمهور إلى عالم الجمال.

أشار الفنان بوهداج خلال استقباله لـ"المساء"، بفضاء معرضه، إلى أنه حاول أن يستغل تراث وتاريخ الجزائر الممتد عبر الأزل، وإلى غاية الزمن الراهن، بالتالي جاء عنوان المعرض، الذي هو بدوره تثمين لهذه الفكرة، ذاكرا أن كل قطعة من آثارنا وتراثنا، هي قطعة فنية بامتياز، إذ برع، حسبه، أسلافنا القدامى في تجسيد الفن والتعبير عن الحياة بذوق راقٍ وتقنيات سبقت زمنها، من ذلك رسومات التاسيلي منذ مئات القرون التي لا تزال شاهدة، تسكن صحراءنا الشاسعة، تبرز فيها أيضا حياة من عاشوا تلك الحقبة التاريخية، وتعبر عن أحلامهم ومشاعرهم، تظهر وكأنها ألواح فنية من زماننا الراهن.

كما أضاف المتحدث، أنه يشارك في هذا المعرض المقام حتى 14 أكتوبر الداخل، بـ67 لوحة وبـ32 مجسما منحوتا، وعن طقوسه الخاصة بالرسم قال؛ "أنا لا أحضر فكرة اللوحة، لأقرر بعدها الرسم، لكن هذه الفكرة أو الموضوع يأتيني أثناء الإنجاز، وعند الإمساك بالريشة، وأكاد أجزم أن اللوحة ترسم نفسها بنفسها، كما أنني أحيانا، أرسم على اللوحة مجرد لطخة ألوان، تتحول بدفع من خيالي، إلى صورة وموضوع، وكأنه اكتشاف جديد، بينما في أحيان أخرى، تتحول هذه اللطخة إلى أسلوب تجريدي، يحمل أفكاره وأسراره التي تتماشى وحالتي النفسية في تلك اللحظة".

بالنسبة للألوان، سألت "المساء" الفنان، عن ظهور اللون الأصفر الطاغي في الكثير من اللوحات، خاصة تلك التي تعكس الطبيعة، فأجاب "ذلك لون الشمس في الجزائر، التي تجعل من الطبيعة خلابة وذات أنوار ساطعة، وأنا اشتقت لها بفعل إقامتي في فرنسا لمدة 30 عاما، فحاولت تثمينها". ويستعرض الرسام والنحات ابن تلمسان، في هذا المعرض أيضا، لحظات الرجوع إلى وطنه، بعد 30 سنة بديار الغربة، علما أنه يتجاوز حاليا 70 عاما، بعدما تعدت سمعته الحدود.

من جهة أخرى، يتجاوز هذا الفنان بخبرته الطويلة، الأساليب الفنية، ولا يتقيد بها بشكل مطلق، ويقول "أنا لا أرضخ لمدرسة معينة، وأرسم عندما يأتيني الإلهام"، لكن حرصه يكمن في الفكرة وفي رسالة اللوحة ومعناها، ليبقى ولعه بالرسومات الصخرية للتاسيلي ومنحوتات الرجل القديم، خاصة في مشاهد الصيد والرقص وطقوس التعبد، وتثمين أزياء تلك الطقوس والأقنعة، التي أصبحت مادة أولية لخياله وإبداعه.

بالنسبة للمنحوتات التي كانت غاية في الإتقان والإبداع وشدت الجمهور، قال الفنان، إنه استلهمها من تاريخ منطقة التاسيلي، وهي أيضا مستوحاة من الفن الإفريقي، ويوضح "المجسمات السوداء المعدنية التي أعرضها، تجاوزت الأسلوب الإفريقي النمطي المعتاد، وهي لا تشبه الفن الإفريقي الكلاسيكي، إذ اعتاد الجمهور مشاهدة المجسمات الإفريقية بحركات معينة دون سواها، بينما أنا اجتهدت في تجسيد حركات وأبعاد أخرى جديدة".

للإشارة، الفنان امحمد بوهداج، من مواليد تلمسان عام 1948، وبدأ مشواره الفني سنة 1984، من خلال تنظيم معارض فردية له في الجزائر، تونس، المغرب، إسبانيا، فرنسا وغيرها.