الفيلم القصير لأسامة بن حسين

"زهرة الصحراء" فظاعة التجارب النووية الاستعمارية

"زهرة الصحراء" فظاعة التجارب النووية الاستعمارية
  • القراءات: 619
م. خ م. خ

في إطار سلسلة الأعمال السينمائية الروائية القصيرة والوثائقية، التي تم إنتاجها، بمناسبة الاحتفال بالذكرى الستين لاسترجاع السيادة الوطنية، عن طريق المركز الجزائري لتطوير السينما، قدم بسينماتيك العاصمة، العرض الشرفي الأول للفيلم القصير "زهرة الصحراء"، عن سيناريو وإخراج أسامة بن حسين.

"زهرة الصحراء" تناول في 22 دقيقة، قصة مستوحاة من عمق المأساة التي تسببت فيها التجارب النووية في الصحراء الجزائرية، من خلال قصة إنسانية، كمرآة في الزمن، لمعاناة أهل منطقة رقان في الأيام القليلة التي سبقت 13 فيفري 1960، وهو تاريخ تفجير أول قنبلة نووية فرنسية، بقوة تضاهي خمس مرات قنبلة هيروشيما، وتطرق العمل الذي خاض من خلاله أسامة بن حسين أول تجربة إخراجية له مع المنتجة مريم ولد شياح، إلى التجارب النووية بالصحراء الجزائرية، التي تعد من أبشع الجرائم التي ارتكبتها فرنسا في تاريخها الاستعماري، انطلاقا من رقان سنة 1960، حيث نفذت عشرات التجارب الضخمة في بيئة مأهولة بالسكان والتنوع الطبيعي، بل أكثر من ذلك، حيث استعملت عددا هائلا من الحيوانات والمساجين الجزائريين، للقيام بأبحاث علمية حول آثار الإشعاعات النووية على جثثهم الطاهرة.

أعاد الفيلم القصير "زهرة الصحراء" فتح هذا الموضوع مجددا، لكن من وجهة سينمائية عادت بالحضور إلى بداية 1960، إلى منطقة رقان بجنوب الجزائر، بالضبط، عبر قصة الطفل المراهق عباس الذي ينتمي إلى عائلة متواضعة، يعيش طفولته بكل اندفاع، بمشاكسات في المدرسة، شغب في الأزقة ومغامرات لا منتهية مع كلبه الذي يعتبر صديقه الوحيد، ولم يكن عباس يتوقع أن وجوده على طريق قافلة الشاحنات العسكرية، سيفقده كلبه حين أخذه جنود فرنسيون كانوا ينقلون عددا من أقفاص الحيوانات نحو قاعدة التجارب النووية "النقطة صفر" بنفس المنطقة، وهو الشيء الذي أحزنه، ليبدي استعداده من أجل القيام بأي شيء في سبيل استرجاع كلبه، قبل أن يتم تحريره من قفصه بساعات قليلة قبل صلبه في "النقطة الصفر"، حيث تم تعريض مجموعة من المساجين وعشرات الحيوانات لأول تفجير نووي فرنسي، من أجل الأبحاث العلمية.

تميز الفيلم الذي تدور أحداثه التاريخية بشكل رئيسي، في قصر تماسخت بمنطقة رقان في ولاية أدرار، وصور بالجنوب الجزائري، ببراعة الممثلين الموزعين في العمل، على غرار الطفل محمد بن شرقي في دور عباس، إلى جانب كل من الممثلين سليمان بن واري، ايدير بن عيبوش، حليم زريبيع، أحمد سنجال وتنو خيلولي، الذين صفق لهم جمهور قاعة السينيماتيك طويلا، عقب العرض الذي كان متبوعا بجلسة مناقشة، أجاب خلالها فريق العمل على مختلف أسئلة الحضور.

للإشارة، يتواصل عرض فيلم "زهرة الصحراء" بمختلف القاعات التابعة للمركز الجزائري للسينما، عبر كافة التراب الوطني لأسبوع كامل، وفق البرنامج الذي أعلنت عنه وزارة الثقافة والفنون سابقا، والخاص بالعروض الشرفية للأفلام المدعمة، في إطار ستينية استرجاع السيادة الوطنية، على أن يتابع الجمهور يوم السبت المقبل، العرض الشرفي الأول للفيلم الوثائقي "المواطن بيار شولي" للمخرج سعيد مهداوي.