في جولة للبحث عن الدعم والحل للصراع المسلح في السودان

البرهان يزور مصر والسعودية

البرهان يزور مصر والسعودية
الرئيس المصري، عبد الفتاح السيسي-قائد الجيش السوداني الجنرال، عبد الفتاح البرهان
  • القراءات: 767
ق. د ق. د

شرع قائد الجيش السوداني الجنرال، عبد الفتاح البرهان، في زيارة أمس إلى مصر ضمن أول خرجة له إلى الخارج منذ اندلاع الصراع المسلح قبل أربعة أشهر في السودان والذي يهدد في حال استمراره من الانهيار التام لهذا البلد العربي الفقير. 

استقبل الجنرال البرهان لدى وصوله إلى مطار القاهرة، الرئيس المصري، عبد الفتاح السيسي، حيث أجرى المسؤولان بعدها محادثات تناولت آخر تطورات الوضع المتأزم في السودان، إضافة إلى العلاقات الثنائية.

ووصل قائد الجيش السوداني إلى القاهرة قادما من بورتسودان الواقعة على ضفاف البحر الأحمر، حيث ظهر لأول مرة وهو يرتدي بدلة مدنية منذ اندلاع الحرب مع قوات الدعم السريع شبه العسكرية. وزار قواعد عسكرية بالقرب من العاصمة الخرطوم وبورتسودان، مقر الحكومة المؤقت، في أول جولة له خارج الخرطوم منذ اندلاع الصراع مع الدعم السريع.

وبينما قالت جريدة "الأهرام" المصرية أن الرئيس السيسي أكد "موقف مصر الحازم الى جانب السودان ودعم أمنه واستقراره ووحدة الترابية"، كشفت مصادر دبلوماسية وإعلامية أخرى أن اللقاء تطرق إلى مناقشة الجهود الرامية لوقف إطلاق النار والتوصل إلى هدنة بين طرفي الصراع والسماح بتنفيذ عمليات الإغاثة الإنسانية والتطرق لجهود القاهرة إقليميا ودوليا وخاصة مع آلية دول جوار السودان لوقف الصراع واستعادة الأمن والاستقرار.

وحسب نفس المصادر، فإن جولة البرهان الأولى من نوعها إلى الخارج منذ تفجر القتال الدامي في بلاده منتصف شهر أفريل الماضي، ستشمل الى جانب مصر المملكة العربية السعودية فيما يبدو أنه سعي من هذا البرهان  للحصول على الدعم لمجلس السيادة الحاكم خاصة في هذا الوقت الذي تتصاعد فيه التحذيرات من كارثة انسانية تهدد الشعب السوداني.

ولقي أمس ما لا يقل عن 39 شخصا مصرعهم غالبتيهم من النساء والأطفال في نيالا عاصمة إقليم جنوب دارفور بعدما سقطت قذائف صاروخية على منازلهم في إطار المعارك العنيفة المندلعة بين قوات الجيش النظام وقوات الدعم السريع التي يقودها الجنرال حمدان داقلو.

وأكدت مصادر حقوقية أن الضحايا ينتمون الى خمس عائلات أبيدت عن كاملها في ظرف يوم واحد وعائلات أخرى فقدت من ثلاثة الى أربعة من أفرادها في مشهد مؤلم ويؤكد الحاجة الماسة الى ضرورة انهاء هذه الحرب الدامية التي يدفع ثمنها الابرياء من ابناء الشعب السوداني العزل.

وتشير الإحصائيات إلى القتال بين الفرقاء العسكريين السوداني خلف في ظرف اربعة اشهر ما لا يقل عن 5 الاف قتيل، اضافة الى ملايين النازحين واللاجئين سواء داخل السودان أو الى دول الجوار على غرار تشاد وجنوب السودان ومصر. وهو ما فجر أزمة لجوء جديدة بالمنطقة المثقلة بالأزمات والتوترات زادها سوءا عدم قدرة المنظمات الاممية والانسانية من ايصال المساعدات وتقديم الاغاثة لمحتاجيها في ظل ضراوة القتال وعدم توفر ممرات آمنة تضمن حماية الاطقم المشرفة على عمليات الإغاثة.

وسبق لعدة أصوات وتقارير أممية حقوقية وانسانية أن حذرت من كارثة انسانية وجريمة تقترف في حق أطفال السودان المهددين بسوء التغذية والذين يموتون بسبب الجوع في وقت لا يزال فيه صوت الرصاص هو الغالب في المشهد السودان المتفجر.