باتنة تفقد رجلا كرس حياته للوطن والعلم

الموسوعة المربي حمو أمداح في ذمة الله

الموسوعة المربي حمو أمداح في ذمة الله
  • القراءات: 341
عبد السلام بزاعي عبد السلام بزاعي

فقدت مدينة باتنة، مؤخرا، الأستاذ المربي حمو أمداح، المدعو محمد، أحد قامات العلم والتربية وأستاذ الأجيال في ولاية باتنة، وخريج معهد "ابن باديس" بقسنطينة، الذي وافته المنية يوم الإثنين الماضي بباتنة، عن عمر ناهز 90 سنة.. بعد سنة من المرض أقعده الفراش، تاركا وراءه إرثا فكريا وتاريخيا.

جرت مراسم، توديع المرحوم، بحضور عدد من رفقائه، وجموع المواطنين، وأفراد أسرته وأقاربه وذويه، وحشد كبير ممن عرف بدماثة خلقه وبتفانيه في العمل.

ونقلا عن منشور لابنته على صفحات التواصل الاجتماعي، يعد الفقيد من أهم كوادر حزب جبهة التحرير الوطني، وقد تتلمذ في بداية حياته التعليمية بالمدارس التابعة لجمعية العلماء المسلمين في الأوراس، حيث التحق بمدرسة التربية والتعليم سنة 1946، ثم بمعهد "الشيخ عبد الحميد بن باديس" بقسنطينة، لتلقي العلم، إلى جانب نخبة من المشايخ بالجامع الأخضر.

وقد تتلمذ على يديه عدد معتبر من الأساتذة، حيث كان مدرسا بمدرسة النشأ الجديد، وهو صديق حمودة بن ساعي ومحمد العيد آل خليفة، قرضوا الشعر سويا.

واصل المرحوم في المرحلة الطلابية التربوية، نشاطه النضالي، بالتوعية وتوزيع المناشير. وعند عودته إلى باتنة؛ مسقط رأسه، حول بيته إلى معقل ثوري، يستقبل فيه المجاهدين لتحضير الثورة النوفمبرية، بالتنسيق مع مجاهدي منطقة الأوراس.

وبعد الاستقلال، واصل نشاطه الحزبي في جبهة التحرير الوطني، وقام بالتأطير الفكري والتربوي بمختلف مدارس باتنة، كما تقلد منصب مدير مدرسة، ثم التحق مجددا بمدينة قسنطينة لتحضير شهادة الليسانس.

واستمر عطاؤه التربوي، حيث تخرج على يده العديد من إطارات الجزائر، الذين تقلدوا مناصب سياسية معتبرة، وبعد التقاعد، تفرغ للتأليف لمذكراته كرجل تربوي وثوري، وكرس اهتمامه لعائلة بلقاضي، إلى جانب الكثير من المقالات الفكرية والأدبية التي نشرت له كإسهامات فكرية، وتوجد العديد من كتاباته تحت الطبع، لتشكل إرثا فكريا للأجيال اللاحقة؛ لإحدى قامات الأوراس، رجل وهب نفسه للوطن والعلم.