أزمة اكتظاظ تواجه سكان الأحياء الجديدة بالعاصمة
وفرة في الابتدائيات والمتوسطات والثانوياتُ خارج الحساب
- 755
نسيمة زيداني
يركز التلاميذ وأولياؤهم مع حلول كل موسم دراسي جديد بالعاصمة، على واقع الهياكل التربوية من حيث وفرتها، وتجهيزها، وقربها من الأحياء السكنية، لا سيما الجديدة منها، إلى جانب ظروف التأطير المتعلقة بأساتذة مختلف المواد التعليمية. ويكون هاجس العائلات التي رُحلت مؤخرا إلى سكنات جديدة بمختلف البلديات على غرار الدويرة وبئر توتة، أكبر من غيرها؛ لخشيتها على المستقبل الدراسي لأبنائها والوقوع في شراك الاكتظاظ.
قامت "المساء" بزيارة إلى بلديتي بئر توتة والدويرة، اللتين استقبلتا عددا كبيرا من السكان في أضخم عملية ترحيل، ونخص بالذكر حيّي "الرياشة" بالدويرة، و«سيدي امحمد ببئر توتة، للاطلاع على واقع الهياكل التربوية؛ حيث تبين أن ولاية الجزائر رغم الجهود المبذولة من قبل الوصاية، لم تقض على العجز المسجل في المنشآت التربوية، لا سيما في الطور الثانوي.
ويُستشف من خلال ما صرح به أولياء التلاميذ الذين التقت بهم "المساء"، النقص الكبير في المؤسسات التربوية، خصوصا في الطور الثانوي، حيث إن الجهات الوصية ركزت على توفير هياكل الطورين الابتدائي والمتوسط، ليبقى تلاميذ الثانويات أكثر حاجة إلى هياكل كافية وقريبة من أحيائهم السكنية.
سكان "الرياشة" متخوفون من الاكتظاظ بالثانوية
أكدت الزيارة التي قادت "المساء" إلى حي "الرياشة" بالدويرة، نقص المؤسسات التربوية في الطور الثانوي بهذه المنطقة، التي استقبلت عددا معتبرا من السكان إثر عملية الترحيل الواسعة التي استفادت منها العاصمة.
وأكد بعض المواطنين القاطنين بالحي، أنهم متخوفون من وقوع أبنائهم في الاكتظاظ الكبير على مستوى الأقسام الدراسية بالثانويتين الموجودتين وسط بلدية الدويرة؛ مما تَسبب في حرمان أبنائهم من النجاح في الامتحانات نتيجة قلة التركيز والاستيعاب، خصوصا إذا تعلق الأمر بامتحانات شهادة البكالوريا.
وقال أحد الأولياء بأن ثانوية واحدة لا يمكنها استيعاب العدد الهائل للمتمدرسين. ومن المفروض أن تقوم السلطات المعنية بإنجاز ثانوية على الأقل بحي "الرياشة"؛ لكون حيّهم بعيدا عن وسط المدينة أو البلديات المجاورة. ولا يمكن التلاميذ التنقل خارج الحي من أجل مزاولة الدراسة، خصوصا في فصل الشتاء، فيما أعرب أحد المواطنين عن تخوفه من التحاق طلبة البلديات الأخرى، بهذه المؤسسة التعليمية، التي أكدوا أنها "غير كافية" لاستقبال جميع التلاميذ؛ لكونها صغيرة ووحيدة.
أزمة "الثانوية" متواصلة ببئر توتة
أكد أولياء التلاميذ الذين التقت بهم "المساء" بحي "سيدي امحمد" ببئر توتة، الذي عرف ارتفاعا في النمو السكاني في السنوات الأخيرة، أن المشكل الأكبر بالبلدية يتعلق بوجود ثانوية وحيدة بقلب بلدية بئر توتة، تستقبل الطلبة من مختلف الأحياء التي ضاقت بسكانها؛ حيث يتوقعون ضغطا أكبر هذه السنة، خصوصا أمام المشاريع السكنية الضخمة التي تشهدها البلدية. "وقد يؤثر هذا الضغط على المتوسطات والابتدائيات"، يقول محدثو "المساء"، "والتي تحولت إلى ملحقات لاستيعاب العدد الكبير من الطلبة، مثلما هي الحال بمدرسة "لجان" بمنطقة بابا علي، التي حُولت إلى ملحقة متوسطة وثانوية، ومدرسة حي عداش بـ 8 أقسام، التي حُوّلت إلى ملحقة للثانوية.
أما على مستوى الثانوية فسيكون هناك - حسب أولياء التلاميذ - ضغط يشكله الطلبة، علما أن الجهات الوصية ترسل الطلبة للدراسة في بلدية تسالة المرجة التي تضم ثانويتين، وبلدية الخرايسية؛ الأمر الذي يرفضه الأولياء، ويعدّونه "غير معقول".
للإشارة، فقد استفاد حي سيدي امحمد من ابتدائيتين، ومتوسطة، وثانوية، فيما تحتوي بلدية بئر توتة على 13 ابتدائية، و4 متوسطات، وثانوية وحيدة، يقول أحد أولياء التلاميذ، الذي يرى أن هذا العدد غير كاف لاستقطاب العدد الهائل للتلاميذ والطلبة، خصوصا بعد عمليات الترحيل الضخمة التي جرت ولاتزال جارية على مستوى بلدية بئر توتة.