رغم خطورتها على حياتهم وعدم ملاءمتها للسباحة

الشواطئ الممنوعة بالعاصمة قبلة المغامرين

الشواطئ الممنوعة بالعاصمة قبلة المغامرين
  • 739
رشيد كعبوب رشيد كعبوب

رغم وجود 59 شاطئا مسموحا للسباحة، مجهزا بكافة ضروريات الاصطياف والأمن والنظافة ومرافقة الحماية المدنية، إلا أن العديد من المواطنين، وأغلبهم شباب مراهقون، يفضلون ارتياد الشواطئ الصخرية الممنوعة، والمصنفة في الخانة "الخطيرة"، كونهم يجدون متعة كبيرة في القفز من أماكن عالية، ولا يهمهم ما يترتب عن ذلك من مخاطر على حياتهم.

وفي جولة "المساء"، إلى بعض الشواطئ الصخرية بالعاصمة، لاحظت أن المغامرين وبارتياد الشواطئ الصخرية والمعزولة، يجدون في الخلوة والهدوء وقلة الوافدين على هذه الشواطئ، ملاذا لهم، وراحة نفسية، حسب ما أكده "أمين .ف" صاحب الواحد والعشرين سنة، الذي ذكر أنه لم يعد يطيق السباحة في الشواطئ الرملية المليئة بالأجساد والزحمة وصخب الأطفال، مفضلا الابتعاد عنها نحو أماكن هادئة، لا يسمع فيها إلا رقرقة المياه وهدير الأمواج وصفاء المياه.

ورغم عمليات التحسيس التي تقوم بها مصالح الحماية المدنية، التي تحذر من السباحة في الأماكن غير المحروسة، ومنها الصخرية، إلا أن هذه الظاهرة لم تزل من الواقع، لأنها بعيدة عن أعين مصالح الدرك والأمن الوطنيين، التي يخول لها القانون حراسة الشواطئ المسموحة فقط.

شباب ومراهقون يرتادون أماكن الخطر ولا يبالون

أما الشاب "عبد الرحيم. ك«، الذي كان يضع السماعات في أذنيه ويتصفح مواقع الأنترنت، فأكد لـ«المساء"، أن الشواطئ الرملية تبقى لمن لا يحسن السباحة، لاسيما الأطفال، أما المتمرسون فمكانهم في مثل هذه الصخور العالية، يتفننون في القفز وتقديم عروض جميلة، تحملها عدسات الهواتف النقالة وتروج بين الأصدقاء. 

وفي جولة من بلدية القصبة بوسط العاصمة، نحو شاطئ "قاع السور" المسموح للسباحة، الذي كان يعج بالمصطافين، والمعزز بالأمن والنظافة والحراسة، والذي يقع على بعد أمتار من مقر قيادة القوات البحرية والمديرية العامة للأمن الوطني، تتوافد عليه العائلات العاصمية وزوارها للاستجمام وقضاء أوقات مريحة، وتفضله لأنه قريب من قلب العاصمة، لاسيما أسواق ساحة الشهداء وباب الوادي ومحطة المترو.

وبالقرب من هذا الشاطئ المحروس، يجد الزائر شاطئا صخريا آخر، يمتد إلى غاية شاطئ "كيتاني" ببلدية باب الوادي، يؤمه العديد من الشبان والأطفال، حسب ما لاحظناه في جولتنا، حيث يصعدون على قمة الصخور ويتنافسون في القفز في مياه، بعضها غير عميقة، وفي قاعها صخور أخرى تشكل خطورة على حياه المصطافين، وقد شاهدت "المساء"، أطفالا في عمر الزهور، لا يعيرون أي اهتمام لما يحيط بهم من مخاطر، فيرمون بأجسادهم في أحضان مياه تخفي تحتها صخورا حادة، تتسبب في تعرضهم لإصابات.

ولا تقتصر هذه الأماكن على الشباب فحسب، بل صارت قبلة الكهول أيضا، ممن تعودوا في ريعان شبابهم على مثل هذه الأماكن، مثلما أكده لنا المصطاف "حسان. ن«، الذي أكد أنه لا يمانع في السباحة بهذه الأماكن، كونه تعود عليها منذ الصغر، وأنه يجد متعة كبيرة في السباحة في مثل هذه الأماكن الهادئة، التي تتسم بالخلوة، والخالية من صخب المصطافين وصراخ الأطفال الذين يرتادون الشواطئ المحروسة.

واستطرد قائلا: "إن الشواطئ الصخرية، تبقى، رغم متعتها ونكهتها، خطرا داهما على الأشخاص الذين لا يتقنون السباحة في المياه العميقة"، معترفا بأنها مهلكة لهم، وأنه شهد شخصيا حالات غرق في مثل هذه الشواطئ.

يرمون أجسادهم مثلما يرمون صناراتهم من أعالي الصخور

وبين شاطئي "قاع السور" و«كيتاني" بباب الوادي، يوجد شاطئ صخري، تتخلله شواطئ مستحدثة، تملؤها كتل خرسانية كاسرة للأمواج، أنجزت في إطار تهيئة خليج العاصمة، وجد بهذا الشاطئ العديد من المصطافين، بعضهم من هواة صيد الأسماك، يرمون صناراتهم في المياه المالحة لعلهم يظفرون بصيد وفير، وآخرون يرمون بأجسادهم وسط مياه غير محروسة بعيدا عن أعين أعوان الحماية المدنية.

يبرر أحد الشبان، الذي التقت به "المساء"، رفقة أصدقائه بشاطئ باب الوادي، عشقه لهذا المكان، كونه نظيفا، على عكس الشواطئ المسموحة التي تشهد إقبالا كبيرا، وتنقصها النظافة، وتتلوث مياهها بما يدخله المصطافون من نفايات، إضافة إلى أن الهدوء التام لا يوجد إلا بالشواطئ الصخرية، لكنه لا ينفي أن من يستهويهم استعراض مهارات القفز من قمم الصخور وسط أمواج متلاطمة، قد تزل أقدامهم فيسقطون أو يرتمون على صخور خطيرة بالقاع.

كما لاحظت "المساء" الإقبال نفسه وبدرجات متفاوتة، على الشواطئ الصخرية بغرب العاصمة، كشاطئ "الجملان"، "الطاحونتان"، "لاكريك"، وغيرها من الشواطئ غير المسموحة التي تخضع لإعادة التهيئة، حيث يقصدها هواة صيد الأسماك والمغامرون الذين تستهويهم السباحة بهذه الأماكن الخطيرة غير مأمونة العواقب.

ولا تخلو الشواطئ الممنوعة بشرق العاصمة من روادها، ومثال ذلك شاطئ "جمبر" ببلدية المرسى، والجزيرة المقابلة لشاطئ القادوس بعين طاية، وغيرها، فهي أماكن تستهوي أصحابها، ويدفع الفضول من لم يزرها، رغم خطورتها.