أكد مشاركون في يوم دراسي، حول أهمية السياحة الزراعية في ولاية بسكرة، بعنوان "الكنز الأخضر"، نظم خلال الأسبوع الجاري، بقاعة المحاضرات الكبرى في مركز البحث العلمي والتقني للمناطق القاحلة، على "ضرورة استغلال المقومات الزراعية بالولاية في الاستثمار السياحي".

في هذا السياق، أبرز الباحث بذات المركز، طارق مخنان، في مداخلته، حول أهمية السياحة الزراعية، أن "دعم وتشجيع الفلاحين على الاهتمام بالأرض وربط السياحة بالاقتصاد والزراعة والبيئة، أصبح أمرا ضروريا لتحقيق التنمية المستدامة"، مردفا بأنه "يتعين الترويج للسياحة الزراعية كنشاط مكمل للزراعة، ويوفر مداخيل إضافية للفلاحين".

كما أوضح بأن "الفلاحين يمكنهم استغلال بساتينهم والموروث التقليدي في إنشاء مشاريع سياحية، واستحداث مناصب شغل جديدة".

وأضاف أنه، إلى جانب تنشيط الحركة السياحية بالمنطقة، من خلال التعريف والترويج على وجه الخصوص لمظاهر النشاط الفلاحي والاجتماعي، فإن واحات وبساتين النخيل والغطاء النباتي بالمنطقة، ستصبح فضاءات لهواة هذا النوع من السياحة من داخل وخارج الوطن، بهدف قضاء فترات للتمتع بأجواء يوميات المزارعين، من خلال مرافقة عمليات الجني والتعرف على المزروعات والحيوانات.

وأكدت من جانبها الدكتورة كنزة عبسين، باحثة بذات المركز، أن "الفلاح الذي يملك المقومات الضرورية لإنشاء مشروع سياحي، خاصة البستان، بإمكانه توفير إقامة لاستقبال الزوار، ومشاريع إضافية كفضاءات لتقديم الأكلات التقليدية المحلية وحيوانات المزرعة، إلى جانب المنتجات البيولوجية التي ينتجها، حيث يستغل المنتج التقليدي لرسم المسار السياحي داخل مزرعته، لإشباع رغبة الزائر في الاكتشاف".

وفي عرضه لنماذج السياحة الزراعية، التي يمكن تجسيدها بالمنطقة، أبرز الدكتور وليد حمدي باشا، من المركز ذاته، أن "السياحة الزراعية كرافد جديد، تبني نماذجها الناجحة على الدمج بين الزراعة والسياحة، بفتح واحات النخيل لاستقبال السياح ضمن إجراءات تنظيمية معينة، وتكوين المستثمرين في هذا المجال، مع إمكانية الاستفادة من قروض"، مسلطا الضوء على أهمية تحسيس الفلاحين بأهمية الاندماج في هذه المشاريع، التي لا تضر نشاطهم المعتاد.

للإشارة، فإن هذا اليوم الدراسي الذي دام يوما واحدا، نظمه مركز البحث العلمي والتقني للمناطق القاحلة، ومديرية السياحة والصناعة التقليدية لولاية بسكرة، وحضره مستثمرون فلاحيون وممثلو العديد من الجمعيات الفلاحية ودواوين السياحة المحلية.