"السينماتيك" يستقبل محمد دومير

محتوى تاريخي لضرب دعاية المغرب ونفض الغبار عن مآثر الجزائر

محتوى تاريخي لضرب دعاية المغرب ونفض الغبار عن مآثر الجزائر
الدكتور محمد دومير
  • القراءات: 1134
مريم. ن مريم. ن

نزل الدكتور محمد دومير، أول أمس، ضيفا على منتدى "المؤثرين وصنّاع المحتوى في الجزائر"، الذي نظمته جمعية البيت للثقافة والفنون مع المركز الجزائري للسينما بقاعة السينماتيك بالعاصمة؛ حيث استعرض تجربته التي قلبت مواقع التواصل الاجتماعي بفضل فيديوهاته التاريخية، التي ضربت في العمق الدعاية الفرنسية والمغربية، المستهدِفة لتاريخ وهوية الجزائر.

أشار الدكتور دومير إلى أنه يناقش المسائل والأطروحات، ويرد على الافتراءات على أساس تاريخي؛ من ذلك تناوله مسألة الحدود الجزائرية التي امتدت إلى واد ملوية بالمغرب، وهذا ـ حسبه ـ لا يعني أننا كجزائريين، نطالب بهذه الأراضي؛ منها منطقة وجدة، بل هي استشهاد تاريخي، يبرز العمق الجزائري داخل المغرب، وهذا ما أحدث ضجة، معتبرا أن هناك كنوزا ثمينة لاتزال دفينة، تاريخنا اكتشف بعضها. وهنا أشار إلى النخبة الجزائرية من مثقفين ومؤرخين وغيرهم، التي عادة ما تستكشف وتبحث باللغتين العربية والفرنسية، لكن هناك ما يستحق الاكتشاف (الأرشيف والكتب التاريخية وغيرها)، مكتوب بلغات أخرى؛ منها الروسية، والإسبانية، والإيطالية، والإنجليزية.

وتحدّث دومير عن تجربته في البحث، التي اعتمدت على التكنولوجيا، وعلى الكتب المصورة من المكتبات العالمية الرقمية؛ حيث يتم تصوير الكتب والأرشيف، وتنزيله على شبكة الإنترنت، داعيا إلى إدخال هذه التقنيات إلى الجامعة الجزائرية في التخصصات الإنسانية؛ منها علم التاريخ، وعلم الاجتماع، ومؤكدا أن بحثا واحدا يقابله 5 ملايين معلومة في الإنترنت أو أكثر، وهكذا يتم استنطاق الكتب والأرشيف، مقترحا تنظيم دورة تكوينية يشرف عليها لاحقا، خاصة في مجال البحث، والتحقيق التاريخي برؤية علمية تقنية وليست فقط أدبية إنسانية. وذكر في بداية تدخله، أنه كان دوما شغوفا بالبحث العلمي من ذلك المجال الرقمي. وعن الحملات العدائية للمغرب خاصة حين سب تاريخنا وشهداءنا على المواقع الإلكترونية، قال إن ذلك استفزه؛ فسبُّ أي شهيد من أي بلد، لا يجوز، لكن ذلك لم يتسبب في تهوره وسحبه إلى الفخ المغربي ومستنقع الصراع، بل انتهج الرد العلمي، وبالحجة التاريخية، وبالوثائق، عوض السب الفارغ. ورغم كل الدلائل ظل هؤلاء المغاربة يردّون بوقاحة، ليكون تجاهله لهم مع الوقت؛ كي لا تكون قناته قناة صراع الديكة والشتم والسب، وهذا ما كانوا يريدونه ويخططون له.

وذكر دومير أن أحد المغاربة تحداه، وطلب منه مناظرة، وجيّش لذلك متابعيه. وكان هناك من يحرضه، ويقف وراءه، لكن دومير رد عليه بالبرهان وأدحضه، وهنا ثمّن رفيقه الأستاذ فوزي، الذي يساعده من حيث التأطير، ووصفه بمرآته العاكسة. وقال دومير إن المطلوب من المؤثر استدراك ما فاته، وتحسين وإثراء ما يقدمه حتى يصل إلى التفوق، والاستمرارية، والـتأثير على أرض الواقع، مذكرا بأن هناك الجمهور العام العاطفي الذي يتفاعل مع حلقة تعرض مفاخر الجزائر مثلا، وهذا أمر طبيعي يظهر في التعليقات. وفي قضايا أخرى تبرز الآراء بدافع العقل. كما إن هناك "قضايا خطيرة وحساسة" تعالَج بين جمهور النخبة، علما أن "ليس كل ما يُعرف يقال" على الملأ، وإلا وضعه ذلك في موقف حساس، و"كل غلطة بحقها". وأضاف: "في بعض الأحيان تكون الوثيقة سلاحا ذا حدين"؛ ما يتطلب مسؤولية الاختيار، والحذر من فكرة قد يكون لها مفهومان مختلفان، تلد التشاحن".

ويرى دومير أن طريقة المونتاج بالنسبة للمؤثر أحسن من البث المباشر؛ لذلك يعتمد المونتاج الذي يسمح له بمراقبة محتواه، وإثرائه، وتدقيقه، وتداركه، وغربلته. وأكد أن هذا العمل يتطلب منه ساعات في المساء رغم جهده في عمله اليومي ومع عائلته. كما قال إنه يرفض العمل في وسائل الإعلام، ويفضل عليه البحث العلمي، خاصة في الكتب الإلكترونية. وسألت "المساء" دومير عن استعانته بالوسائل الفنية في بعض فيديوهاته "ميمز"و فرد أن التاريخ مادة جافة حين قراءتها من الكتب، وقد "تسبب النعاس"؛ لذلك يحاول مجتهدا أن يضع مثل هذه اللقطات الفنية المضحكة؛ (منها عبارات للفنان عريوات، أو عادل إمام) لشد الجمهور. كما أجاب دومير عن سؤال آخر لـ "المساء"، متعلق بثناء المؤرخين على جهده، قائلا إن ذلك يسعده ويطمئنه، علما أن عدة جامعات جزائرية استضافته، وكرمته بأوسمة علمية، متمنيا أن يكون كل عمل ومحتوى يقدَّم لوجه الله والوطن. وفي الأخير، كرم المركز الوطني للسينما دومير بشهادة تقدير، قدمها له عادل ميخالفية. كما هنأه، بالمناسبة، الأستاذ أحمد راشدي.