"المساء" تنقل أجواء ما قبل العيد بالأحياء الشعبية

"الدوارة" والبوزلوف" بـ"المعريفة".. و"الكبدة" لمن استطاع

"الدوارة" والبوزلوف" بـ"المعريفة".. و"الكبدة" لمن استطاع
  • 868
نسيمة زيداني نسيمة زيداني

❊ شحذ السكاكين وتجارة الفحم.. أنشطة تنتعش عشية العيد

تزداد حركة النشاط التجاري ببلديات العاصمة، خصوصا بالأحياء الشعبية، مع اقتراب موعد عيد الأضحى. وتبدأ الأسواق في استقبال رؤوس الماشية والباعة والمشترين، في حين تعرف المحلات التجارية اكتظاظا من قبل الأطفال والعائلات، لشراء كسوة العيد، وارتدائها بالمناسبة بعد نحر الأضاحي، وزيارة الأقارب والأحباب، بينما يلجأ كثير من المواطنين إلى اقتناء شيء من اللحم وأحشاء الماشية، بسبب غلاء أسعارها.

قامت "المساء" بجولة ميدانية ببعض الأسواق والأحياء الشعبية، بكل من بلديات باش جراح والحراش وبوروبة، لنقل أجواء العيد من هذه المناطق، التي تشهد حركة كبيرة أياما قبل حلول عيد الأضحى.

حركة دؤوبة ببلدية باش جراح

يلاحظ زائر بلدية باش جراح انتشار باعة التوابل لتحضير الأكلات الشعبية على غرار العصبان، إلى جانب بيع الفحم بكميات كبيرة لاستعمالها في تحضير الشواء في صباح يوم العيد والأيام التي تليه. وتعرف تجارة الفحم رواجا كبيرا، إلى جانب شحذ السكاكين؛ لتسهيل عملية الذبح والسلخ، فهذه مهن تقليدية مرتبطة بالعيد.

وأكدت إحدى السيدات التقيناها بالسوق الشعبي، أن النساء والبنات يقمن في هذه الفترة، بتنظيف البيوت، وتحضير بعض الحلويات حتى يكون للعيد طعم حلو، وتقديمها للذين يحضرون للمعايدة مع صينية القهوة، بالإضافة إلى نقع الحمص في الماء ووضعه في الثلاجة لاستعماله عند الحاجة، فيما تعرف محلات الحلاقة توافدا كبيرا من الرجال والأطفال وحتى النساء إلى غاية ساعات متأخرة من الليل، لقص الشعر والتزين. كما تقوم معظم ربات البيوت، عشية العيد، بتحضير خبز الدار وحتى الكسرة، لاستهلاكها مع الشواء.

وفي جو مفعم بالفرحة، تعرف الأحياء والعمارات جلبة الكباش، وهي ميزة خاصة بأجواء العيد، حيث يتسارع الأطفال لجلب الكباش وربطها بالحبل للعب معها، خاصة على مستوى أحياء 20 أوت، ووادي أوشايح، وحي البدر، حسب ما لوحظ بعين المكان.

اللحوم الحمراء وأحشاء الخروف لمن استطاع

سجلت "المساء" في جولة إلى سوق الحراش المغطى، إقبالا معتبرا من المواطنين لاقتناء اللحوم الحمراء وأحشاء الخرفان، نظرا إلى عدم تمكنهم من اقتناء أضحية العيد بسبب غلاء الأسعار؛ حيث أصبحت "الدوارة" و"البوزلوف"، حسب ما أكد أحد المواطنين، لمن استطاع إليهما سبيلا، خلال هذه الأيام. ووصل سعر أحشاء الخروف كاملة إلى 2500 دج. ويُنتظر ارتفاعها أكثر خلال الأيام المقبلة؛ بسبب قلة ذبح المواشي؛ إذ فاق سعر الكبد 4000 دج للكلغ بسوق الجملة. ووصل سعرها إلى 7000 دج في أسواق التجزئة وهذا إن وُجدت، يقول أحد الباعة، الذي أضاف أن بيع أحشاء الخروف يتم بطلبية مسبقة من طرف الزبائن بسبب ندرتها. وبالمقابل، أكد أحد المواطنين كان بسوق الحراش، أنه قام بشراء الكبدة والدوارة وبوزلوف، بـ 13 ألف دج.

أنشطة تنتعش قبل العيد بالأسواق الشعبية

يلاحظ زائر بلدية بوروبة مظاهر الاستعداد لإحياء سنّة سيدنا إبراهيم عليه السلام، عن طريق شحذ السكاكين والسواطير، وكل ما له علاقة بنحر الأضحية وسلخها وتقطيعها؛ حيث تلجأ العائلات الجزائرية قبل بضعة أيام من هذه المناسبة، إلى محترفي هذه المهنة؛ من أجل ضمان عملية النحر بدون متاعب. ولا تكتمل الفرحة إلا باقتناء مادة الفحم و"الشواية"، للتمتع بطعم اللحم المشوي بعد أداء السّنة.

ورأت "المساء" أن أحد المواطنين كان منهمكا في شحذ سكاكين إحدى الزبونات على الآلة التي يدوّي صوتها المكان، بينما كانت تحيط به حقائب كثيرة مملوءة بمختلف لوازم الذبح، تنتظر دورها؛ في ديكور مميز لا يعود إلا في مناسبة العيد. ولم تمنع الجروح التي كانت على يدي "عبد السلام. م« بسبب شحذ السكاكين، من مواصلة العمل، وكان يحدثنا عن هذه الحرفة التي ورثها عن والده بعد وفاته سنة 2005. وقال محدثنا ويداه تداعبان الآلة : "منذ 30 سنة وأنا أمارس هذه الحرفة التي تُعد مصدر رزق عائلتي الوحيد رغم خطورتها؛ فيداي، كما ترون، تحملان عدة جروح، لكنها، بالنسبة لي، طفيفة".