فتح 45 شاطئا على امتداد 108 كلم ببومرداس

"الصخرة السوداء".. إمكانيات كبيرة في خدمة السائح المحلي

"الصخرة السوداء".. إمكانيات كبيرة في خدمة السائح المحلي
  • القراءات: 663
حنان. س حنان. س

تتواصل عمليات التحضير لانطلاق موسم الاصطياف 2023 بولاية بومرداس، وسط تحديات كبيرة لتحسين الخدمات؛ في محاولة لاحتفاظ الولاية على مرتبتها؛ كثاني ولاية على مستوى الوطن بعد الباهية وهران، في استقطاب المصطافين، ولم لا احتلال الصدارة، خاصة أن المؤهلات السياحية لبومرداس كبيرة، أهمها امتلاكها أزيد من 45 شاطئا مسموحة فيها السباحة، وهو عدد كبير مقارنة بولايات ساحلية مجاورة.

 

ولاية بومرداس من بين أهم الوجهات السياحية خلال كل موسم صيفي؛ حيث تتزايد أعداد المصطافين على شواطئها الممتدة على شريط ساحلي يقارب 108 كلم. وسجل موسم الاصطياف للسنة الماضية 2022 عددا قياسيا يقارب 19 مليون مصطاف. ويعود ذلك، بالدرجة الاولى، إلى امتلاك الولاية عددا هاما من الشواطئ يصل إلى 45 شاطئا مقارنة بالولايات الساحلية المجاورة، ناهيك عن قربها من عاصمة الجمهورية، ووقوعها على شبكة هامة من الطرق الوطنية، وعلى رأسها الطريق السيار "شرق - غرب".

وتُعد هذه المؤهلات من أهم عوامل الجذب السياحي التي تراهن عليها السلطات الولائية لجعل عاصمة "الصخرة السوداء" تحتل صدارة الترتيب هذه السنة، لا سيما مع الحرص على فتح الطريق الاجتنابي لمدينة بومرداس قبيل حلول الصيف، وهو الطريق السريع الرابط ما بين الجهة الشمالية والشرقية للولاية، مرورا بالطريق الوطني رقم 24 إلى حدود ولاية تيزي وزو، وبالتالي فإن شواطئ الجهة الشرقية للولاية التي تُعد من بين أجمل الشواطئ، ستكون على مرمى حجر، ناهيك عن تخفيف الاختناقات المرورية والازدحام الذي يشهده (ط.و/24) خلال كل صائفة بالنظر إلى التدفق السياحي الكبير.. بدون إغفال توفر الأمن، الذي يُعد، من جهته، عاملا أساسيا لاستقطاب العائلات، لا سيما ليلا..

تحضيرات مكثفة لاستدراك النقائص

ومن أجل استقطاب جيد لزوار الولاية، فإن التحضيرات مازالت سارية على قدم وساق؛ حيث كشفت مديرية السياحة لبومرداس، عن تخصيص مبلغ 28.4 مليار سنتيم لتهيئة 45 شاطئا مسموحة فيها السباحة عبر 11 بلدية ساحلية، بما في ذلك تنصيب المراحيض والمرشات العمومية، ومقصورات مصالح الأمن، والحماية المدنية، إضافة إلى تهيئة المسالك، وصيانة الإنارة العمومية، وتثبيت الحاويات... وغيرها من التحضيرات بالتنسيق مع مختلف المصالح. ويضاف إلى ذلك العمل على الحد من استغلال بعض الفضاءات بطرق غير قانونية؛ مثل الغابات في التخييم العشوائي، وإطلاق عمليات تحسيسية بالتنسيق مع البلديات لتشجيع صيغة الإيواء لدى الساكن. هذه الصيغة التي تلقى رواجا كبيرا من الأسر والعائلات.

وأكد مدير السياحة في هذا الإطار، أن قرابة 80 ٪ من السياح يفضلون هذه الصيغة للتخييم بولاية بومرداس؛ تماشيا مع ميزة هذه الخدمة السياحية من حيث أسعار خدماتها بالنظر إلى محدودية هياكل الإيواء؛ حيث توفر الفنادق قرابة 11 ألف سرير فقط، تضاف إلى قرابة 5 آلاف سرير توفرها 7 مخيمات صيفية. ودعا المدير في هذا السياق، مصالح البلديات إلى تكثيف عمليات التحسيس لدى المواطنين ممن يقومون بكراء منازلهم أو غرف بمنازلهم بالقرب من الشاطئ، للانخراط في مساعي القطاع لتقنين هذه الخدمة، مع تأكيد أنها غير خاضعة للضرائب، وإنما يبقى هذا الإجراء أمنيا محضا.

النقل.. نقطة سوداء

وإن كانت كل التحضيرات تصب في مجال تحسين الخدمات المقدمة لزوار الولاية بدون استثناء أي قطاع أو جهة، إلا أن بعض النقائص مازالت تعكر صفو هذه التحضيرات، وعلى رأسها النقص الفادح في وسائل النقل، الذي يبقى من بين النقاط السوداء في الولاية رغم إعلان مديرية النقل عن فتح 3 خطوط نقل جديدة؛ تحسبا لموسم الاصطياف، وهي الخطوط التي تربط ما بين محطة القطار بومرداس - واجهة البحر، ومحطة القطار بودواو البحري ـ قورصو المدينة ـ ومحطة بومرداس وخط الثنية ـ تيجلابين ـ بومرداس واجهة البحر، مع اقتراح إسناد المناوبة للنقل في الفترة الليلية لمؤسسة النقل الحضري وشبه الحضري لبومرداس.

وتنطلق المناوبة ـ حسب مصدر من المديرية ـ ابتداء من منتصف الليل. كما يشكل تأخر تسلّم وفتح المحطة البرية لبلدية بومرداس، نقطة سوداء أخرى؛ حيث يتواصل مسلسل الإغلاق بسبب ارتفاع السعر الافتتاحي للكراء المحدد من قبل مصالح أملاك الدولة، حسب مصالح بلدية بومرداس، إضافة إلى نقائص أخرى، ومنه نقص المراحيض العمومية بالرغم من إطلاق عمل سابق لبلدية بومرداس لاختيار أزيد من 10 نقاط، لنصب مراحيض عمومية بإقليم البلدية، وهو ما لم يتم تجسيده إلى اليوم، ناهيك عن تحديات أخرى تتعلق بتوفير المياه لا سيما في المراحيض، والمرشات العمومية المنصبة بالشواطئ، وكذا تحدي توفير الإنارة العمومية، لا سيما بالحدائق العمومية، ومنه حديقة النصر الأكثر استقطابا للعائلات في الفترات اليليلة.