بين اتهام موسكو ونفي كييف

محاولة هجوم فاشلة بطائرتين مسيرتين على الكريملين

محاولة هجوم فاشلة بطائرتين مسيرتين على الكريملين
  • 619
ق. د ق. د

أكدت السلطات الروسية، أمس، أنها تمكنت من إحباط هجوم بطائرتين مسيرتين أوكرانيتين كان يحاول استهداف مقر الرئاسة "الكريملين" بقلب العاصمة موسكو، ضمن تحول خطير وسابقة منذ اندلاع الحرب الروسية ـ الأوكرانية في 24 فيفري 2022، سارعت الرئاسة الأوكرانية إلى نفي ضلوعها فيها.

واتهمت الرئاسة الروسية، أوكرانيا بقيامها ليلة الثلاثاء إلى الأربعاء، بمحاولة لاستهداف مقر الكرملين بواسطة طائرتين مسيرتين، مضيفة أن "نظام الرادار الخاص بالحرب الإلكترونية، تمكن من إسقاط الطائرتين ووضعهما خارج الخدمة". وندّد بيان الرئاسة الروسية، بهذا الهجوم الذي اعتبره بمثابة "محاولة لفعل إرهابي المستهدف منه هو الرئيس فلاديمير بوتين"، الذي أكدت أنه لم يصب بأي أذى. كما أكدت عدم سقوط أي ضحايا أو حدوث أضرار مادية جراء تناثر الشظايا على إثر إسقاط الطائرتين.

وأظهر تسجيل مصور نشرته وسائل إعلام روسية تصاعد أعمدة الدخان فوق قصر الكريملين ليلا. وسارعت الرئاسة الأوكرانية، إلى نفي ضلوعها في هذا الهجوم وأكدت أنه "لا علاقة لها بالهجوم على الكريملين بواسطة طائرات دون طيار". وقال ميخاييلو بودولياك، مستشار الرئيس الأوكراني، فلودومير زيلنسكي، أمس، إنه "طبعا لا علاقة لأوكرانيا بالهجوم ولا ينبغي النظر إلى التصريحات الروسية إلا من زاوية أنها محاولة لإعداد سياق مبرر لهجوم واسع النطاق في أوكرانيا".

وهي إشارة واضحة إلى مخاوف أوكرانية بأن تتخذ روسيا من هذا الهجوم حجّة لشن هجوم واسع النطاق على أوكرانيا التي تخوض معها حربا ضارية لا تزال مستمرة منذ أكثر من عام.

وإذا كان الجيش الروسي سبق وأسقط طائرات دون طيار خلال الأشهر الأخيرة بمحيط منطقة موسكو، إلا أنها المرة الأولى التي تستهدف فيها واحدة من أهم مؤسسات الدولة في روسيا وبقلب العاصمة موسكو، في تطور خطير قد يشكل منعرجا جديدا في مسار الحرب المتفجرة بين روسيا وأوكرانيا والتي قد تتوسع رقعتها وتتعدد أطرافها المباشرة.

وهو احتمال يبقى مطروحا خاصة وأن روسيا التي شنت عمليتها العسكرية الخاصة في أوكرانيا في 22 فيفري من العام الماضي، لم يسبق لها استهداف أي من مؤسسات الدولة الأوكرانية، وكانت أهدافها منحصرة أساسا حول المنشآت العسكرية والنووية والمخابر البيولوجية. كما أنها ركزت عملياتها العسكرية على المناطق الحدودية التي تضم سكانا ناطقين باللغة الروسية وضمتها إلى أراضيها .

وتريد روسيا التي استهدفت في عقر دارها وتمس في واحدة من أهم رموزها الرسمية، أن تؤكد للعالم أنها قوية ولن تنبطح لأي محاولات لتركيعها من خلال تأكيدها أمس، على تنظيم احتفالات "عيد النّصر" في التاسع ماي الجاري، الذي تحييه روسيا سنويا احتفالا بفوزها على ألمانيا النازية في الحرب العالمية الثانية.

وحتى وإن كانت روسيا قد ألغت بعض التظاهرات الخاصة بهذه الاحتفالات في مناطق متفرقة من البلاد بسبب الظروف الأمنية، فإن المتحدث باسم الكريملين، ديمتري بيسكوف، أكد أمس، تنظيم الاستعراض الكبير في الساحة الحمراء بالعاصمة موسكو.