"المساء" ترصد أجواء بعض "أسواق الرحمة" في العاصمة

وفرة في المنتجات.. أسعار تنافسية وإقبال كبير

وفرة في المنتجات.. أسعار تنافسية وإقبال كبير
  • القراءات: 341
 زهية. ش زهية. ش

تشهد الأسواق التضامنية المقامة بعدة ولايات، إقبالا كبيرا للمواطنين الذين وجدوا فيها مفرا من لهيب الأسعار بالأسواق الحرة، التي يصل الفرق بينها وبين أسعار أسواق الرحمة، ما بين 10 دنانير و20 دينارا، ما جعلهم يقصدونها لاقتناء ما يلزمهم من مواد غذائية مختلفة، مثلما لاحظت "المساء" في خرجة قادتها إلى بعض هذه الفضاءات التجارية المتواجدة بالرويبة، وساحة الشهداء، وقصر المعارض الصنوبر البحري، حيث تتواجد مختلف السلع بأسعار تنافسية، مقارنة بتلك الموجودة في المحلات، في حين غاب تجار اللحوم البيضاء والحمراء عن هذه الفضاءات.

استقطبت الأسواق التضامنية في الأسبوع الأول من رمضان، أعدادا كبيرة من المواطنين، الذين تنقلوا لاقتناء ما يلزمهم من مواد، وبأسعار منخفضة مقارنة بالمحلات والمساحات التجارية التي تعرض سلعا بأسعار جد مرتفعة، دون الأخذ بعين الاعتبار، انعكاس ذلك على القدرة الشرائية للمستهلكين، إذ وجد العديد منهم ضالتهم في الأسواق التضامنية، رغم بعض النقائص التي لاحظناها خلال الجولة الاستطلاعية التي قمنا بها إلى بعض هذه الأسواق.

المواطنون: الأسعار منخفضة مقارنة بالمحلات

وحسب بعض المستهلكين الذين اقتربت منهم "المساء"، في جولتها الاستطلاعية، فإن الأسعار معقولة مقارنة بتلك المعتمدة في المحلات، خاصة بمناسبة رمضان، حيث لقيت هذه المبادرة استحسان البعض ورضاهم عن استقرار الأسعار في هذه الأسواق، وتوفر المنتوجات بكميات كافية، والدليل على ذلك هو الإقبال الكبير والحركة النشيطة التي تعرفها هذه الفضاءات، فاللافت في الأسواق التي قمنا بزيارتها، أن ثمة إنزالا كبيرا لتجار الجملة الذين فضلوا كما ذكر أحدهم لـ«المساء"، الاستجابة للنداء الذي وجهته لهم وزارة التجارة، للمشاركة في هذه المبادرة الهادفة الى توفير السلع بأسعار تنافسية، والقضاء على الاحتكار والمضاربة، وتلبية حاجيات المواطنين لمختلف المواد الواسعة الاستهلاك، وذلك قبل حلول الشهر الفضيل، مثلما تم على مستوى سوق الرحمة ببلدية الرويبة، الذي وفر مادة الزيت للمستهلكين الذين عجز الكثير منهم عن الحصول عليها بسبب المضاربة.

إقبال كبير على "دقلة نور" والأجبان

وشهدت مشتقات الحليب، على غرار الأجبان بمختلف أنواعها، إقبالا كبيرا، كون السعر المعتمد حسبما ذكره لنا التاجر، من المنتج أو من المصنع إلى المستهلك، وبسعر مقبول، الأمر الذي استحسنه المواطنون، الذين أكد بعضهم لـ«المساء"، أن هذه الأسعار مناسبة مقارنة بالمحلات، وقالت سيدة أن: "أسعار الأجبان هنا منخفضة نوعا ما، وهي مبادرة حسنة أتمنى أن تبقى، لأنها تعطي الفرصة لأصحاب الدخل المتوسط لاقتناء ما يلزمهم، هروبا من نيران الغلاء الذي تشهده باقي الأسواق"، وهو ما ذهبت إليه مرافقتها، التي أكدت أنها تشجع المنتوج الوطني، الذي تحسن بشكل لافت للانتباه في الكمية والنوعية، متمنية أن تستمر هذه المبادرة طيلة أيام السنة، بينما علّقت مستهلكة أخرى قائلة: "الأسعار هنا منخفضة مقارنة بالمحلات والمساحات التجارية الكبرى، على غرار تمور "دقلة نور" التي قدر ثمنها بـ 600 دج للكيلوغرام، على مستوى سوق الرحمة بساحة الشهداء...".

البقوليات الجافة مطلوبة هي الأخرى

نفس الإقبال، عرفته البقوليات الجافة، مثل الحمص الذي بلغ سعره 350 دج للمستورد، و170 دج للكيلوغرام بالنسبة للمنتوج المحلي، والتي عرضها الديوان الجزائري المهني للحبوب، وبأسعار منخفضة مقارنة بالأسعار الملتهبة لهذه المواد، الأمر الذي استحسنه المواطنون الوافدون من مختلف جهات العاصمة، خاصة على مستوى سوق الرحمة بساحة الشهداء، المتواجد بالقرب من محطة الميترو وبجوار محطة النقل الحضري، وموقف سيارات الأجرة، ما ساعد المواطنين على اقتناء حاجياتهم ومغادرة السوق بسهولة، مثلما لاحظناه في عين المكان، حيث استغل الكثير من المواطنين هذه الفرصة، لاقتناء كمية من هذه المواد، وكذا الكسكس والعجائن، والتي سيحتاجها المستهلك بعد شهر رمضان، الذي يستهلك خلاله العنب المجفف المعروف بالزبيب، الذي عرض بـ1000 دج للكلغ، والمشمش المجفف بـ1900 دج، والفريك بـ400 دج للكلغ، إلى جانب المياه المعدنية والعصائر التي كانت مطلوبة بكثرة، وبأسعار تنافسية

وبالرغم من الأسعار المنخفضة، والتي يصعب نكرانها حسبما ذكره لنا عامل بشركة خاصة، إلا أن النقطة السوداء التي يشتكي منها وغيره من مرتادي هذه الأسوق هي محدودية الخيارات، حيث يقول محمد لـ"المساء" إن: "عدة متعاملين يوفّرون نفس المواد، بينما الخضر والفواكه واللحوم غير موجودة، كما أن الخيارات محدودة بالنسبة لبعض المواد الغذائية، مثل الأجبان والعصائر والمشروبات الغازية التي لا تفضل بعض أنواعها كل العائلات الجزائرية.

وفي هذا الشأن، تقول سيدة اعتادت اقتناء حاجياتها من الأسواق التضامنية، أن: "ما يلفت الانتباه هو غياب اللحوم بنوعيها، رغم أنها منتجات ضرورية في رمضان، ويكثر الطلب عليها من قبل الصائمين، وتشهد ارتفاعا كبيرا، بينما حضرت منتجات أخرى لا علاقة لها بشهر رمضان، مثل مواد التنظيف والغسيل والتجميل وبعض الخلطات، كما لم يستجب عدد من المتعاملين الاقتصاديين للمشاركة في هذه التظاهرة، ما جعل بعض المنتجات غائبة".

بولنوار: فتح أسواق دائمة هي الحل

وحول هذه النقطة، أكد رئيس الجمعية الجزائرية للتجار والحرفيين، الحاج الطاهر بلنوار، لـ"المساء"، أن محدودية العرض من حيث النوع وليس الكم، راجع إلى الاتصال المتأخر بعدد من المصنعين وحتى المزارعين، من أجل المشاركة في هذه الأسواق، وتحضير أنفسهم لذلك قبل أشهر، من خلال زيادة الإنتاج لعرضه في هذه الفضاءات، كما ذكر أن غياب بعض المنتجات الضرورية، كاللحوم والخضر والفواكه، راجع إلى تأخر بعض البلديات في تحديد الأماكن التي تحتضنها، وعدم مشاركة بعض المنتجين فيها، وإبلاغهم في وقت متأخر بتنظيم هذه التظاهرة، التي ترتبط برمضان، والتي تتميز بغياب الوسطاء، حيث تعرض السلع من المنتج مباشرة على المستهلك.وفي هذا الصدد، اعتبر بولنوار، أن الأسواق التضامنية التي أقرتها وزارة التجارة وترقية الصادرات، بالتنسيق مع وزارة الداخلية والجماعات المحلية، ناجحة بغض النظر عن بعض النقائص التي سجلت بها، مشيرا إلى أنها تسمح بتعويض النقص الحاصل في عدد الأسواق الجوارية في الجزائر، وضمان وفرة المنتوج.