القنوات التلفزيونية العمومية تعود لـ"الأبيض والأسود"

بطعم "سكاتشات زمان"

بطعم "سكاتشات زمان"
  • القراءات: 717
 مريم . ن مريم . ن

لا تحلو السهرات الرمضانية عند كثير من الجزائريين إلا مع السكاتشات القديمة بالأبيض والأسود التي تحمل نكهة الرمضان الجزائري بامتياز، وتذكّر بزمن جميل ولّى. ولا تستطيع أي أعمال جديدة أن تأخذ مكانها مهما مر الزمن وتغيرت الأحوال. 

قناة "الذاكرة" كانت في الموعد منذ السهرة الأولى؛ من خلال بث بعض السكاتشات والأعمال التلفزيونية القديمة مع عمالقة الفن الجزائري، بعضها يعود لفترة ما قبل الاستقلال.

وأطلقت القناة الكثير من الأعمال التلفزيونية؛ منها، أيضا، المسلسلات، والمنوعات الغنائية، والسهرات، والقعدات مع شيوخ الشعبي والأندلسي.  تلك السكاتشات التي رافقت رمضانيات الجزائريين منذ عقود، تعود بداياتها إلى ما قبل الاستقلال، والتي غالبا ما يكون أبطالها رويشد، وباش جراح، ونورية، وصابونجي، والتوري، ثم حلمي، ووردية، وبوبقرة وغيرهم، وغالبا ما يطلب الجمهور تلك السكاتشات التي لها علاقة برمضان، والتي تفوح منها الذكريات وبنّة رمضان زمان، الذي بدأت تختفي نسماته خاصة في المدن الكبرى. ومن أبطال هذه الحلقات الراحلة السيدة نورية، التي غالبا ما تتسبب في مشاكل ومقالب، كما كانت الحال مع رائعة "العجوزة والعروسة" مع الراحلة فريدة صابونجي، خاصة في المشاحنات اليومية، والضرب تحت الحزام.

وتمثل نورية في سكاتش آخر، دور عجوز تتسبب، كل مرة، في طلاق زوجات ابنها الواحدة بعد الأخرى؛ منهن عروس من البادية لا تتأقلم مع حياة المدينة، فتنشأ المقالب المضحكة بدون تكلف أو تصنّع؛ ما جعل مثل هذه الأعمال لا تموت ولا تَبلى. أعمال أخرى مع "خالتي حنيفة"، ومع الراحل محمد حلمي ورويشد ووردية، الذين أعطوا لليوميات الرمضانية بصمتها الجزائرية، علما أن الجمهور لايزال يطالب في كل سنة، بإعادة بث "أعصاب وأوتار" الخاصة بالشهر الفضيل؛ استجابة لحنين الجمهور المتعطش لروائع الأعمال الفنية، وغيرها من الأعمال التي بقيت عالقة في الوجدان الجمعي الجزائري، ولا يمكن أيَّ أعمال أخرى أن تعوضها.

كما أشار بعضهم إلى أن الاستمتاع بما تبثه الذاكرة، يغني عن بقية القنوات، خاصة تلك الهابطة، التي تستغل رمضان لتروّج للأعمال الفنية التجارية الفاشلة، أو لحصص لا علاقة لها بالواقع الجزائري. للإشارة، فإن قنوات أخرى - خاصة منها العمومية - دأبت على استغلال الأرشيف خلال السهرات الرمضانية؛ منها قناة "كنال ألجيري"، و"الأولى"؛ حيث تبث الأفلام والمسلسلات والسهرات. ومن أبرز الحصص التي تُبث خلال هذه الأيام برنامج "سفر"، الذي يعرض الكثير من لقطات بعض السكاتشات القديمة، وكذا الأغاني والحصص والوجوه التي غابت، وكلها مطلوبة من الجمهور، ويكاد لا يراها إلا على هذه القنوات العمومية.

وعموما، أصبح بث هذه الأعمال بمثابة تقليد في التلفزيون الجزائري؛ كونها قطعة ثمينة من أرشيفه وهويته، وبالتالي من هوية وذاكرة الجزائريين، وحتى من مشاهدين من خارج الوطن، خاصة في المنطقة المغاربية التي عرفت هؤلاء العمالقة وصفّقت لهم.