الخبير في التخطيط الاستراتيجي محمد الشريف ضروي لـ"المساء":

من مصلحة فرنسا الابتعاد عن أية استفزازات للجزائر

من مصلحة فرنسا الابتعاد عن أية استفزازات للجزائر
المحلل السياسي محمد الشريف ضروي
  • القراءات: 500
 مليكة. خ مليكة. خ

لوبيات مازالت تحن للجزائر فرنسية تعمل على إفساد العلاقة بين البلدين

أكد المحلل السياسي والخبير في التخطيط الاستراتيجي محمد الشريف ضروي، أمس، في اتصال مع "المساء" أن المكالمة الهاتفية التي جرت بين رئيس الجمهورية عبد المجيد تبون، ونظيره الفرنسي ايمانويل ماكرون، جاءت لرفع كل الالتباسات الحاصلة فيما يخص العديد من نقاط الإختلاف في العلاقات بين البلدين، حيث حاولت بعض الأطراف تقويضها عبر هذه القضية.

قال ضروي، في تعليقه على هذه الخطوة التي تعد الأولى من نوعها منذ تذبذب العلاقات الثنائية بسبب قضية أميرة بوراوي، أن القراءة التقنية لهذا الاتصال تحمل بعدا سياسيا ودبلوماسيا، حيث يؤكد الاتفاق الحاصل بين الجانبين للعودة إلى التفاهمات التي أمضاها البلدان واتفق عليها الطرفان شهر أوت الماضي، خلال زيارة ماكرون للجزائر. وأضاف محدثنا أن الرئيس تبون، بدا وكأنه تجاوز وترفع عن كل هذه الأخطاء و الحملات التي حاولت من خلالها العديد من الجهات الفرنسية استهداف الجزائر، بما فيها وسائل الإعلام و الجمعيات الكبرى والمجتمع المدني، التي تعمل على إفساد العلاقات الثنائية بدعم من لوبيات مازال لها حنين الجزائر فرنسية.

وذكر ضروي، أن الاتصال الهاتفي يبرز من الناحية الدبلوماسية بأنه لا مناص من تعزيز التعاون الثنائي، بالنظر إلى العديد من العوامل التاريخية، السياسية و الدبلوماسية والجغرافية بين البلدين، باعتبار أن فرنسا  تقع جنوب الاتحاد الأوروبي، كما أن الجزائر تعد بوابة إفريقيا، فضلا عن أن فرنسا بحاجة كثيرا للجزائر خلال السنوات القادمة، بعد عودتها كقوة إقليمية فاعلة وضاغطة و مؤثرة في المحيط المتوسطي و الإفريقي وحتى الدولي.

ويرى الخبير في التخطيط الاستراتيجي، أن فرنسا تريد إلى حد ما تجنب أي مسببات تغضب الجزائر، مما ينبئ ببروز ما يمكن تسميته بديناميكية عمل هادئة من طرف فرنسا مع الجزائر خلال السنوات القادمة، حيث أنه سيكون من مصلحتها الابتعاد عن كل ما تعودت عليه من خرجات غير متوقعة ضد الجزائر وتاريخها ومصالحها.

وبالنسبة لمحدثنا فإن فرنسا ستكون ملزمة إلى حد ما بالتعامل مع الجزائر وفق القانون والبروتوكولات الدبلوماسية كما هو جار في إطار العلاقات الدولية بين دول العالم.