"الخريطة اللسانية الأمازيغية"

لبنة أساسية في إرساء سياسة لغوية

لبنة أساسية في إرساء سياسة لغوية
  • القراءات: 651
ياسمين قرد ياسمين قرد

"الخريطة اللسانية الأمازيغية في الجزائر" هو عنوان الكتاب الذي صدر مؤخرا عن المحافظة السامية للأمازيغية، ويتضمن أشغال الملتقى العلمي الوطني، الذي يحمل نفس الإسم، نظم من 23 إلى 25 أكتوبر 2021 بأدرار، وعرف مشاركة مجموعة من الدكاترة والباحثين من جامعات جزائرية مختلفة مختصة في تاريخ وحضارة بلاد المغرب القديم.

استهل الكتاب بمقدمة الأمين العام للمحافظة السامية للأمازيغية سي الهاشمي عصاد، الذي أشار إلى أن الهدف من الملتقى، هو إحداث قطيعة نهائية مع مختلف الممارسات السابقة، التي جعلت من الأمازيغية، طوال سنوات خلت، رهينة توظيف سياسوي ضيق، لم يرق إلى إبراز الحجم الحقيقي للموروث الأمازيغية، كرصيد مشترك بين الجزائريين. وأضاف أن الملتقى جاء ليضع اللبنة الأساسية في إرساء سياسة لغوية، تكرس المكانة الحقيقية للأمازيغية في الجزائر المستوحاة من المعطيات السوسيو انتروبولوجية، التي تسمح بضبط خريطة تحدد بدقة تواجد اللسان الأمازيغي بإشراك النخبة المختصة، بعيدا عن الاعتبارات الإيديولوجية التي تغذيها الأطراف المتربصة بالجزائر.

قدم الكتاب إشكالية الملتقى، حيث أوضح أن هدف المحافظة السامية في هذا المجال، هو تطوير كل المتغيرات المبنية أساسا على نفس القواعد النحوية- التركيبية، التي هي العمود الفقري للغة وأنظمة فونولوجية متقاربة ومساحة مفرداتية عريضة مشتركة، وأضاف أن وضع خريطة لسانية أمازيغية دقيقة، بإشراك المختصين الفاعلين في هذا الميدان، من شأنه الإسهام في وضع استراتيجية ناجعة لتطوير وترقية هذه اللغة في الجزائر.

تضمن برنامج هذا الحدث العلمي، تقديم أكثر من 20 مداخلة في خمس محاور موضوعاتية، تتناول "واقع التعدد اللساني في الجزائر، وآفاق البحث العلمي الأكاديمي والخريطة اللسانية في الجزائر: الجرد والإحصاءات وتحديد المتغيرات اللسانية في الجزائر، الأطلس اللساني للمتغيرات اللغوية الأمازيغية المتداولة في الجزائر، والتصنيف اللهجي للأمازيغية المنطوقة في الجزائر، وكذا السياسة اللسانية في الجزائر، من خلال التشريعات والنصوص القانونية، وجهود الدولة المبذولة في ترقية المكونات اللسانية للهوية الجزائرية.ومن بين المداخلات التي تضمنها الكتاب، الذي جاء في 284 صفحة من الحجم المتوسط، باللغات الثلاث؛ العربية، الأمازيغية والفرنسية، مداخلة الأستاذة حسينة حلاق عن "الصلات اللغوية، الأمازيغية- الفرعونية"، ومساهمة الدكتورين عابدة قرسيف والطيب جدي عن "جغرافية المكان وأثرها على المنجز اللساني الأمازيغي في مدينتي بسكرة وخنشلة"، فضلا عن محاضرة يمينة زكري حول "التغيرات الصوتية وأثرها في إحداث التنوع اللساني الأمازيغي، دراسة صوتية دلالية"، إلى جانب محاضرة "دور الفن المسرحي الجزائري في ترسيخ اللسان الأمازيغي، وتأكيد الهوية الأمازيغية الجزائرية" للأستاذة حورية بن علوش.